على الرغم من حالة عدم اليقين الاقتصادي السائدة، أظهر المتسوقون في الولايات المتحدة حماساً ملحوظاً خلال عطلة نهاية أسبوع عيد الشكر الممتدة لخمسة أيام، والتي اختتمت الاثنين السيبراني. تشير البيانات الأولية إلى أن المستهلكين توافدوا على المتاجر وعبر الإنترنت للاستفادة من العروض، مما يوفر لمحة إيجابية عن صحة الاقتصاد وقدرة المستهلك على الإنفاق في بداية موسم الأعياد. هذا العام، شهدنا ارتفاعاً ملحوظاً في مبيعات عيد الشكر، مما يشير إلى أن الأعياد لا تزال تمثل أولوية بالنسبة للعائلات والأفراد.

أرقام قياسية في الإنفاق الرقمي خلال أسبوع سايبر

بلغ إجمالي الإنفاق عبر الإنترنت خلال ما يسمى بأسبوع سايبر، أي الفترة من عيد الشكر وحتى الاثنين السيبراني، 44.2 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 7.7٪ مقارنة بالعام الماضي. ويعزى هذا الارتفاع بشكل كبير إلى الإنفاق القياسي الذي شهده يوم الجمعة السوداء على الإنترنت. هذا يؤكد التحول المستمر نحو التسوق الرقمي، والذي أصبح الآن يشكل جزءاً كبيراً من إجمالي مبيعات الأعياد.

الاثنين السيبراني يحافظ على عرشه

ليست مفاجأة أن يوم الاثنين السيبراني استمر في كونه أكبر يوم للتسوق عبر الإنترنت في العام، حيث بلغ الإنفاق 14.25 مليار دولار، بزيادة قدرها 7.1٪ عن العام الماضي. يفضل العديد من المستهلكين التسوق عبر الإنترنت في هذا اليوم للاستفادة من العروض الحصرية وتجنب الزحام في المتاجر. يعكس هذا الاتجاه استمرار تفضيل الراحة والسهولة التي يوفرها التسوق الإلكتروني.

المتسوقون أكثر تركيزاً وانتقائية

أكد المحللون وتجار التجزئة أن المتسوقين كانوا أكثر تركيزاً وانتقائية في إنفاقهم خلال عطلة نهاية الأسبوع. ربما يكون هذا نتيجة للقلق بشأن التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، مما دفع المستهلكين إلى البحث عن الصفقات الأفضل والالتزام بميزانياتهم. على الرغم من توافد أعداد كبيرة من المتسوقين، إلا أنهم كانوا أكثر تحديداً بشأن ما يشترونه. أصبح التخطيط المسبق والبحث عن أفضل العروض جزءاً أساسياً من استراتيجية التسوق لدى العديد من المستهلكين.

التحول الرقمي المستمر في مشتريات الأعياد

تشير البيانات إلى أن التسوق عبر الإنترنت أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى. حالياً، يمثل التسوق عبر الإنترنت 30٪ من إجمالي مبيعات الأعياد، مقارنة بـ 15٪ في عام 2012. هذا التحول يعكس التغييرات في سلوك المستهلك وتزايد الثقة في التسوق عبر الإنترنت. تجار التجزئة يستثمرون بشكل كبير في منصاتهم الرقمية لتلبية الطلب المتزايد على التسوق عبر الإنترنت، مما يوفر تجربة سلسة ومريحة للمستهلكين. عروض عيد الشكر عبر الإنترنت لا تقل جاذبية عن تلك الموجودة في المتاجر.

توقعات مبيعات موسم الأعياد

لا يزال الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة (NRF) متفائلاً بشأن مبيعات موسم الأعياد، ويتوقع أن تتراوح بين 1.01 تريليون دولار و 1.02 تريليون دولار خلال شهري نوفمبر وديسمبر. هذا يمثل زيادة تتراوح بين 3.7٪ و 4.2٪ مقارنة بالعام الماضي. بالرغم من التحديات الاقتصادية، يرى المحللون أن المستهلكين سيواصلون الإنفاق، مدفوعين بالرغبة في الاحتفال بالأعياد مع العائلة والأصدقاء.

نظرة على البيانات الإضافية وحركة المرور في المتاجر

أفادت شركة Salesforce أن مبيعات الأسبوع السيبراني العالمية عبر الإنترنت بلغت 336.6 مليار دولار، بزيادة قدرها 7٪. وبالنسبة للولايات المتحدة، بلغت المبيعات عبر الإنترنت 79.6 مليار دولار، بزيادة قدرها 5٪. أما مركز التسوق مول أوف أمريكا في مينيسوتا، فقد سجل أكثر من 235 ألف زائر يوم الجمعة الأسود، وهو أعلى رقم له على الإطلاق، بزيادة قدرها 8.5٪ عن العام الماضي. أظهرت شركة Mastercard SpendingPulse أن إجمالي المبيعات في يوم الجمعة الأسود، باستثناء السيارات، ارتفع بنسبة 4.1٪، مع قفزة ملحوظة في المبيعات عبر الإنترنت بلغت 10.4٪.

التخفيضات والذكاء الاصطناعي في خدمة المتسوق

على الرغم من أن بعض العروض الترويجية كانت أقل حدة في البداية مقارنة بالعام الماضي، فقد قام تجار التجزئة بتكثيف التخفيضات خلال عطلة نهاية الأسبوع. يشير المحللون إلى أن الخصومات قد لا تتحسن بشكل كبير بعد ذلك، وذلك بسبب انخفاض مستويات المخزون والتحديات الاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، بدأنا نشهد استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي من قبل المتسوقين لتتبع الأسعار والحصول على توصيات بشأن الهدايا، وإن كان ذلك لا يزال في مراحله الأولى. تشير بيانات Adobe إلى أن حركة مرور الذكاء الاصطناعي إلى مواقع البيع بالتجزئة في الولايات المتحدة زادت بنحو ثمانية أضعاف في يوم الاثنين السيبراني. يعتبر هذا تطوراً مهماً في طريقة تفاعل المستهلكين مع تجربة التسوق. أسعار عيد الشكر كانت نقطة جذب رئيسية للمتسوقين.

ما الذي ينتظرنا في موسم الأعياد؟

تعتبر عطلة نهاية الأسبوع في عيد الشكر مؤشراً رئيسياً للإنفاق خلال موسم الأعياد بأكمله. السؤال الآن هو: هل سيستمر المتسوقون في الإنفاق بنفس المعدل مع تقدم الموسم؟ يرى الخبراء أنه من المهم مراقبة مبيعات الفترة بين عطلة نهاية الأسبوع في عيد الشكر والأسبوع الأخير قبل عيد الميلاد للحصول على صورة أكثر وضوحاً. يبقى القلق الأكبر حول عام 2026 وما إذا كان المستهلكون سيخفضون إنفاقهم أو سيحافظون على مشترياتهم الحالية. بشكل عام، تشير البيانات الأولية إلى أن موسم عروض الأعياد بدأ بداية قوية، ولكن لا يزال من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان هذا الاتجاه سيستمر على المدى الطويل.

شاركها.