في تطور دراماتيكي للقضية المستمرة المتعلقة بخطوط الأنابيب في الولايات العظمى، قضى قاضٍ اتحادي، يوم الأربعاء، بمنع حاكمة ولاية ميشيغان، جريتشين ويتمير، من المضي قدمًا في محاولتها لإغلاق خط الأنابيب 5 (Line 5)، وهو خط أنابيب نفطي قديم يمر عبر مضيق ماكيناك الحساس بيئيًا. يمثل هذا الحكم انتكاسة كبيرة لجهود الدولة الرامية إلى معالجة المخاوف المتعلقة بسلامة خط الأنابيب هذا، ويثير تساؤلات حول السلطة الفيدرالية مقابل سلطة الولايات في تنظيم البنية التحتية للطاقة. يقع التركيز الرئيسي لهذه القضية على خط أنابيب 5 ومستقبله.
الحكم القضائي: انتصار للحكومة الفيدرالية وشركة إنبريدج
أصدر القاضي روبرت يونكر، من محكمة المقاطعة الأمريكية، حكمًا قاطعًا لصالح شركة إنبريدج، وهي الشركة المالكة لـ خط أنابيب 5. وخلص القاضي إلى أن الحكومة الفيدرالية هي الجهة الوحيدة المخولة بتنظيم سلامة خطوط الأنابيب التي تعبر ولايات متعددة، وأن محاولة ميشيغان لإلغاء حق الارتفاق الخاص بالشركة يتعارض مع القانون الفيدرالي.
وشدد القاضي يونكر في رأيه على أن إلغاء حق الارتفاق سيؤدي بشكل فعال إلى إغلاق خط أنابيب 5، وأن الكونجرس قد منع الولايات صراحةً من تنظيم سلامة هذه الخطوط بموجب قانون سلامة خطوط الأنابيب لعام 1992. كما أشار إلى أن هذا الإجراء يتعارض مع الموقف المشترك للولايات المتحدة وكندا، حيث أن البلدين يعتبران خط الأنابيب جزءًا من شبكة الطاقة الحيوية.
علاوة على ذلك، اعترف القاضي بالخطر المحتمل للتسربات النفطية في منطقة البحيرات العظمى، واصفًا إياها بأنها “كارثة بيئية” محتملة. لكنه أضاف أنه، سواء كان الأمر جيدًا أم سيئًا، فقد قررت الحكومة الفيدرالية أن تتولى المسؤولية الكاملة عن سلامة خطوط الأنابيب العابرة للولايات.
خلفية القضية: مخاوف بيئية وقرارات متضاربة
تعود جذور هذه القضية إلى عام 2020، عندما أمرت الحاكمة ويتمير، وهي ديمقراطية، بإلغاء حق الارتفاق الذي يسمح لشركة إنبريدج بتشغيل الجزء المغمور من خط الأنابيب 5 عبر مضيق ماكيناك. يقع المضيق في منطقة ذات أهمية بيئية كبيرة، حيث يربط بين بحيرة ميشيغان وبحيرة هورون. كانت ويتمير قد أعربت عن قلقها البالغ بشأن احتمال تمزق خط الأنابيب القديم (72 عامًا) وحدوث تسرب كارثي.
ردت شركة إنبريدج برفع دعوى قضائية اتحادية، بحجة أن أمر الحاكمة غير قانوني ويضر بإمدادات الطاقة. جددت إدارة ترامب دعمها لشركة إنبريدج، مؤكدةً أن الأمر يتعارض مع سياسة الطاقة الخارجية للولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، أكدت الحكومة الفيدرالية أن تنظيم سلامة خطوط الأنابيب العابرة للولايات يقع ضمن صلاحياتها الحصرية.
تداعيات الحكم على خط الأنابيب 5 و مستقبل الطاقة
يمثل هذا الحكم انتصارًا كبيرًا لشركة إنبريدج ويدعم موقف الحكومة الفيدرالية في أن تنظيم خطوط الأنابيب العابرة للولايات يجب أن يظل مسؤولية فيدرالية. ومع ذلك، لا يزال مصير خط الأنابيب 5 غير مؤكد، حيث تواجه الشركة تحديات قانونية أخرى في كل من ميشيغان وويسكونسن.
في ميشيغان، لا تزال قضية منفصلة مرفوعة من المدعي العام في الولاية، دانا نيسيل، معلقة، وتسعى إلى إلغاء حقوق الارتفاق في المضيق. وتنظر المحكمة العليا الأمريكية حاليًا في مسألة الاختصاص القضائي في هذه القضية، أي ما إذا كان يجب أن تُنظر في محكمة الولاية أم في المحكمة الفيدرالية. كما أن هناك دعوى قضائية أخرى مرفوعة من قبل مجموعات بيئية وقبائل أصلية تعترض على التصاريح الحكومية التي تسمح لشركة إنبريدج ببناء نفق وقائي حول جزء المضيق.
في ويسكونسن، قضى قاضٍ اتحادي في عام 2023 بإلزام شركة إنبريدج بإزالة جزء من خط أنابيب 5 يمر عبر محمية قبيلة باد ريفر. اقترحت الشركة مسارًا بديلاً يلتف حول المحمية، لكن القبائل والنشطاء البيئيون يعتقدون أن هذا المسار قد يتسبب في أضرار بيئية إضافية.
مستقبل خطوط الأنابيب و التحديات البيئية
يعكس هذا الصراع حول خط أنابيب 5 التوترات المتزايدة بين الحاجة إلى البنية التحتية للطاقة والمخاوف بشأن حماية البيئة. مع استمرار تزايد الطلب على النفط والغاز، فإن ضمان سلامة خطوط الأنابيب القديمة والعابرة للولايات يمثل تحديًا كبيرًا.
بالإضافة إلى ذلك، يسلط هذا الأمر الضوء على الحاجة إلى حوار مستمر بين الحكومات الفيدرالية والولايات والشركات الخاصة والجهات المعنية الأخرى، وذلك لإيجاد حلول مستدامة تتوازن بين الاعتبارات الاقتصادية والبيئية. إن مستقبل الطاقة يعتمد على قدرتنا على إدارة هذه التحديات المعقدة بشكل فعال.
وفي الختام، فإن الحكم الصادر في قضية خط أنابيب 5 يمثل منعطفًا هامًا، ويؤكد على الدور المهيمن للحكومة الفيدرالية في تنظيم هذه البنية التحتية الحيوية. ومع ذلك، فإن المعركة لم تنتهِ بعد، حيث لا تزال هناك قضايا قانونية معلقة ومخاوف بيئية قائمة. من الضروري متابعة هذا التطور عن كثب وتقييم تأثيره على إمدادات الطاقة وحماية البيئة في الولايات العظمى وخارجها.
