في خطوة تاريخية وغير مسبوقة، تستعد دورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس 2028 لفتح آفاق جديدة في مجال الرعاية والتسويق، وذلك من خلال صفقة رائدة مع شركة إنتويت (Intuit)، صانعة برامج الضرائب والأعمال الشهيرة. هذه الصفقة، التي تمنح إنتويت الحق في تسمية “إنتويت دوم” (Intuit Dome)، تمثل نقلة نوعية في طريقة تمويل الألعاب الأولمبية وتحقيق أهدافها المالية. تعتبر هذه الخطوة بمثابة بداية لمرحلة جديدة من الشراكات الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز دورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس.
صفقة إنتويت: ثورة في رعاية الألعاب الأولمبية
تعتبر صفقة تسمية “إنتويت دوم” سابقة تاريخية، حيث أنها المرة الأولى التي تسمح فيها الألعاب الأولمبية ببيع حقوق تسمية الأماكن الرياضية للشركات الراعية. هذا القرار يمثل تحولًا كبيرًا في استراتيجية الرعاية الأولمبية، حيث يفتح الباب أمام فرص جديدة لزيادة الإيرادات وتحقيق الاستدامة المالية للدورة. من المتوقع أن تحقق هذه الخطوة وحدها ملايين الدولارات الإضافية، مما يعزز الميزانية الإجمالية للألعاب التي تبلغ 7.15 مليار دولار.
شراكة استراتيجية تتجاوز التسمية
لا تقتصر شراكة إنتويت على مجرد تسمية الملعب. تتضمن الصفقة أيضًا التزامًا من الشركة بتقديم إعداد ضريبي مجاني لبعض الرياضيين الأمريكيين، بالإضافة إلى توسيع برنامجها للتعليم المالي ليشمل مجتمع لوس أنجلوس. هذا البعد الاجتماعي يعكس التزام إنتويت بالمسؤولية المجتمعية، ويتماشى مع روح الحركة الأولمبية التي تهدف إلى تعزيز القيم الإنسانية. بالإضافة إلى ذلك، تساهم هذه الشراكة في دعم الرياضيين وتوفير فرص تعليمية للمجتمع المحلي.
موجة من الشراكات الجديدة تعزز دورة لوس أنجلوس
لم تكن صفقة إنتويت هي الوحيدة التي أعلنت عنها لوس أنجلوس مؤخرًا. فقد انضمت أيضًا ستاربكس وهوندا كـ “شركاء مؤسسين” للدورة، مما يعكس زخمًا متزايدًا في جذب الرعاة. تحتفظ هوندا بحقوق التسمية على الساحة في أنهايم، البلد المضيف لمنافسات الكرة الطائرة، بينما سيستضيف “إنتويت دوم” مباريات كرة السلة. هذه الشراكات المتنوعة تعزز مكانة لوس أنجلوس كوجهة جاذبة للشركات العالمية، وتساهم في نجاح الدورة.
حقوق التسمية: فرصة ذهبية للشركات
تتيح الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس فرصة فريدة للشركات للاستفادة من حقوق التسمية لما يصل إلى 19 مكانًا، معظمها مؤقت. الشركات التي تحمل بالفعل أسماءً في لوس أنجلوس ستحظى بالأولوية في الحصول على هذه الحقوق. ومع ذلك، لن يتم إعادة تسمية الأماكن الحالية، فمثلاً، سيظل ملعب فريق رامز يُعرف باسم “ملعب 2028” وليس “SoFi”. هذه المرونة تضمن الحفاظ على الهوية المحلية للأماكن الرياضية مع توفير فرص تسويقية قيمة للشركات الراعية.
أهداف مالية طموحة لدورة لوس أنجلوس
تهدف لوس أنجلوس إلى بيع صفقات رعاية بقيمة تتراوح بين 800 مليون دولار ومليار دولار في عام 2025، للوصول إلى علامة 2 مليار دولار بحلول نهاية العام. الهدف العام هو تحقيق 2.5 مليار دولار من الرعاية. على الرغم من البداية البطيئة التي واجهتها الدورة، إلا أنها اكتسبت زخمًا بعد النجاح الكبير الذي حققته دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس العام الماضي. يعرب رئيس الحملة التسويقية عن ثقته في تحقيق هذه الأهداف، ويؤكد على التزام لوس أنجلوس بتشغيل ألعاب مسؤولة ماليًا. رعاية الألعاب الأولمبية أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى.
الاستدامة المالية: حجر الزاوية في نجاح الدورة
أكد كيسي واسرمان، رئيس LA28، منذ البداية على أهمية تشغيل ألعاب مسؤولة ماليًا. فكرة حقوق التسمية كانت جزءًا أساسيًا من هذه الاستراتيجية، حيث اعتبرت إضافة قيمة إضافية للدورة. من خلال تحقيق إيرادات إضافية من الرعاية، يمكن للوس أنجلوس الاستثمار في تحسين البنية التحتية الرياضية، وتوفير تجربة أفضل للرياضيين والمشجعين، وترك إرث دائم للمدينة. دورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس تسعى إلى أن تكون نموذجًا للاستدامة المالية والنجاح التنظيمي.
في الختام، تمثل صفقة إنتويت مع الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس 2028 علامة فارقة في تاريخ الرعاية الأولمبية. هذه الشراكة الرائدة تفتح الباب أمام فرص جديدة لزيادة الإيرادات، وتعزيز الاستدامة المالية للدورة، وتقديم قيمة مضافة للمجتمع المحلي. من خلال جذب رعاة جدد وتنفيذ استراتيجيات تسويقية مبتكرة، تسعى لوس أنجلوس إلى تنظيم دورة ألعاب أولمبية لا تُنسى، تترك إرثًا إيجابيًا للأجيال القادمة. الاستثمار في الرياضة يمثل فرصة واعدة للشركات والمجتمعات على حد سواء. تابعونا لمعرفة المزيد عن التطورات المثيرة في دورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس.
