أثار قرار الموافقة على برنامج حفر استكشافي في احتياطي البترول الوطني في ألاسكا (ANWR) عاصفة من الجدل، حيث رفعت مجموعات حماية البيئة ومنظمات شعب الإينوبيات دعوى قضائية لإلغاء هذه الموافقة. يركز النزاع على المخاوف البيئية وحقوق السكان الأصليين، بالإضافة إلى التداعيات المحتملة على التنوع البيولوجي في هذه المنطقة الحساسة. هذه القضية تلقي الضوء على الصراع المستمر بين الحاجة إلى الطاقة وحماية البيئة، وتحديداً في منطقة القطب الشمالي الهشة.
دعوى قضائية تطعن في قرار الحفر في احتياطي ألاسكا النفطي
في خطوة تصعيدية، رفعت منظمات حماية البيئة، بما في ذلك Earthjustice ومركز التنوع البيولوجي وجمعية الحياة البرية، بالإضافة إلى منظمة Sovereign Iñupiat for a Living Arctic، دعوى قضائية ضد مكتب إدارة الأراضي الأمريكي (BLM) ووزارة الداخلية. وتستند الدعوى إلى ادعاءات بأن عملية الموافقة على برنامج الحفر الاستكشافي الذي اقترحته شركة كونوكو فيليبس ألاسكا (ConocoPhillips Alaska) شابها سوء الإجراءات وعدم كفاية التحليل البيئي.
تستهدف الدعوى القضائية الموافقة الأخيرة على برنامج مدته عام واحد يشمل مسوحات زلزالية وحفر أربعة آبار استكشافية بالقرب من مشاريع الشركة الحالية، بما في ذلك مشروع زيت الصفصاف الضخم. وتزعم المنظمات المذكورة أن مكتب إدارة الأراضي “دفع هذا المشروع دون تحليل أو عملية مناسبة ودون النظر إلى العيوب الكبيرة في التدابير التي يعتمد عليها لتبرير موافقته على برنامج الاستكشاف”.
المخاوف البيئية وتأثير الحفر على الحياة البرية
تتركز المخاوف الرئيسية حول التأثير المحتمل لعمليات الحفر على الوعل، وهو حيوان بري مهم للسكان الأصليين في المنطقة، وعلى مناطق الموائل الحيوية الأخرى. يخشى دعاة حماية البيئة من أن الضوضاء والاضطرابات الناتجة عن المسوحات الزلزالية والحفر قد تؤدي إلى تشتيت الوعل وتعطيل أنماط هجرتهم وتكاثره.
بالإضافة إلى ذلك، يثير المشروع مخاوف بشأن التلوث المحتمل للمياه والهواء، وتدمير التندرا، والتأثير على النظم البيئية الهشة في احتياطي ألاسكا النفطي. تعتبر هذه المنطقة موطنًا لبحيرة تيشيكبوك، وهي أكبر بحيرة في منطقة القطب الشمالي في ألاسكا وثالث أكبر بحيرة في الولاية، مما يجعل حمايتها ذات أهمية قصوى. المنظمات البيئية تؤكد على ضرورة إجراء تقييمات بيئية شاملة قبل الشروع في أي أنشطة حفر، لضمان حماية التنوع البيولوجي الفريد في المنطقة.
حقوق شعب الإينوبيات والشفافية في عملية صنع القرار
تؤكد منظمة Sovereign Iñupiat for a Living Arctic أن برنامج الاستكشاف يمثل “اعتداءً على الوعل والتندرا” و “فصلاً آخر في شمول شعبنا في أنظمة مصممة لتقسيمنا من الداخل”. وتشير إلى أن عملية الموافقة على المشروع افتقرت إلى الشفافية وتم تسريعها بشكل غير مقبول، حيث صدر القرار النهائي بعد أيام قليلة فقط من انتهاء فترة التعليق العام.
تطالب المنظمة بحماية أوطان شعب الإينوبيات ووحدتهم وحقهم في العيش دون التعرض للأضرار الناجمة عن التوسع الصناعي. وتشدد على أهمية إشراك السكان الأصليين بشكل كامل وفعال في عملية صنع القرار المتعلقة بتطوير الموارد الطبيعية في أراضيهم التقليدية. هذا الجانب من القضية يبرز التوترات المستمرة بين التنمية الاقتصادية وحقوق السكان الأصليين في ألاسكا.
ردود الفعل الرسمية ومستقبل تطوير النفط في احتياطي ألاسكا النفطي
ردت المتحدثة باسم وزارة الداخلية، أليس شارب، على الدعوى القضائية بالقول إن الوزارة لا تعلق على القضايا المعلقة. في المقابل، أعرب دينيس نوس، المتحدث باسم شركة كونوكو فيليبس ألاسكا، عن ثقته في “قوة” خطة الشركة وتصاريحها، مؤكدًا على التزامها باستكمال العمل خلال موسم الاستكشاف الشتوي المحدود.
تأتي هذه الدعوى القضائية في سياق جدل طويل الأمد حول مقدار احتياطي النفط الذي يجب أن يكون مفتوحًا للتطوير في احتياطي ألاسكا النفطي. في حين رحب الوفد الجمهوري في الكونجرس وحاكم الولاية بجهود الحفر، أعرب دعاة حماية البيئة عن قلقهم بشأن استمرار الاعتماد على إنتاج النفط في مواجهة تغير المناخ.
الخلاصة: مستقبل احتياطي ألاسكا النفطي معلق
إن مستقبل تطوير النفط في احتياطي ألاسكا النفطي لا يزال غير مؤكد. الدعوى القضائية المرفوعة من قبل مجموعات حماية البيئة وشعب الإينوبيات تثير تساؤلات مهمة حول التوازن بين التنمية الاقتصادية والحماية البيئية وحقوق السكان الأصليين. من المتوقع أن تكون هذه القضية نقطة تحول في النقاش الدائر حول استغلال الموارد الطبيعية في منطقة القطب الشمالي.
من الضروري متابعة تطورات هذه القضية، حيث أن قرار المحكمة سيكون له تداعيات كبيرة على مستقبل احتياطي ألاسكا النفطي وعلى مستقبل التنمية المستدامة في المنطقة. احتياطي ألاسكا النفطي يمثل تحديًا معقدًا يتطلب حلولًا مبتكرة تأخذ في الاعتبار جميع الأطراف المعنية. النقاش حول تطوير النفط في ألاسكا و حماية البيئة في القطب الشمالي سيستمر بالتأكيد في السنوات القادمة. كما أن دور السكان الأصليين في ألاسكا في هذه العملية لا يمكن تجاهله.
