ارتفعت الأسهم الأمريكية يوم الأربعاء، مقتربة من تحقيق مستويات قياسية جديدة، مدفوعةً بتفاؤل حذر بشأن مستقبل أسعار الفائدة وتأثيرها على الاقتصاد. شهدت الأسواق ارتفاعًا ملحوظًا، حيث عززت البيانات الاقتصادية المتباينة الآمال في أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في وقت أقرب مما كان متوقعًا. هذا التفاؤل يدعم الأسهم الأمريكية في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي المستمرة.
أداء الأسواق الرئيسية: صعود ملحوظ مع بعض التحفظات
شهد مؤشر S&P 500 ارتفاعًا بنسبة 0.3%، وكاد أن يتجاوز أعلى مستوى له على الإطلاق والذي تم تسجيله في أواخر أكتوبر. في المقابل، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بشكل أقوى، مسجلًا زيادة قدرها 408 نقاط، أو ما يعادل 0.9%. كما أضاف مؤشر ناسداك المركب 0.2% إلى قيمته.
هذا الارتفاع لم يكن موحدًا تمامًا، حيث شهدت بعض الأسهم تراجعًا، خاصةً تلك ذات التأثير الكبير على المؤشرات. على الرغم من ذلك، فإن الزخم العام كان إيجابيًا، مما يشير إلى ثقة متزايدة بين المستثمرين.
قطاع التكنولوجيا يقود المكاسب: Microchip Technology و Marvell Technology في الصدارة
كان قطاع التكنولوجيا من بين القطاعات الرائدة في مكاسب الأربعاء. حققت شركة Microchip Technology أكبر قفزة في مؤشر S&P 500، حيث ارتفع سهمها بنسبة 12.2% بعد أن توقعت الشركة تحقيق مبيعات وأرباح في الحدود العليا من التوقعات السابقة. أشار الرئيس التنفيذي للشركة، ستيف سانغي، إلى أن الأداء كان أفضل من المتوقع وأن الشركة تعمل على خفض مستويات المخزون.
بالإضافة إلى ذلك، شهد سهم Marvell Technology ارتفاعًا بنسبة 7.9% بعد أن أعلنت الشركة عن أرباح قوية في الربع الأخير، متجاوزةً توقعات المحللين. عزى الرئيس التنفيذي، مات ميرفي، هذا الأداء القوي إلى الطلب المتزايد على منتجات مركز البيانات، وأعلن أيضًا عن صفقة استحواذ على شركة Celestial AI بقيمة تصل إلى 3.25 مليار دولار لتعزيز أعمال الشركة في مجال البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
تأثير أسعار الفائدة وتوقعات الاحتياطي الفيدرالي
لعبت التوقعات بشأن سياسة الاحتياطي الفيدرالي دورًا حاسمًا في دعم سوق الأسهم. انخفضت عوائد سندات الخزانة، مما زاد من جاذبية الأسهم. يعزى هذا الانخفاض في العوائد إلى تقرير أظهر أن الشركات الأمريكية ربما تكون قد خفضت عدد الوظائف في نوفمبر أكثر مما أضافته.
هذا التقرير، على الرغم من كونه سلبياً بالنسبة للباحثين عن عمل، عزز التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يقوم بخفض سعر الفائدة الرئيسي في اجتماعه المقبل. إذا تحقق ذلك، فسيكون هذا هو التخفيض الثالث في أسعار الفائدة هذا العام، في محاولة لتحفيز الاقتصاد ودعم سوق العمل.
بيانات اقتصادية متباينة: قطاع الخدمات يقدم أداءً مشجعًا
في حين أن بيانات التوظيف كانت ضعيفة، إلا أن تقريرًا منفصلاً عن نشاط قطاع الخدمات الأمريكي قدم صورة أكثر إشراقًا. أظهر التقرير أن النمو في قطاع الخدمات كان أقوى في الشهر الماضي مما كان متوقعًا، خاصةً في قطاعات التجزئة والتمويل والتأمين.
الأهم من ذلك، أشار التقرير إلى أن الأسعار ارتفعت بأبطأ معدل لها منذ أبريل. هذا التباطؤ في ارتفاع الأسعار يعتبر تطورًا إيجابيًا، حيث يقلل من المخاوف بشأن التضخم ويفتح الباب أمام المزيد من التخفيف النقدي من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
أداء أسهم أخرى: American Eagle Outfitters و Capricor Therapeutics تتألقان
بالإضافة إلى شركات التكنولوجيا المذكورة أعلاه، شهدت بعض الأسهم الأخرى أداءً قويًا. ارتفع سهم American Eagle Outfitters بنسبة 15.1% بعد أن أعلنت الشركة عن أرباح أفضل من المتوقعة، بالإضافة إلى بداية قوية لموسم التسوق في العطلات.
كما حقق سهم Capricor Therapeutics مكاسب هائلة، حيث ارتفع بنسبة 371.1% بعد أن أعلنت الشركة عن نتائج مشجعة لتجربات علاجها المحتمل للحثل العضلي الدوشيني.
نظرة عالمية: أسواق أوروبا وآسيا
في الأسواق العالمية، كانت المؤشرات قريبة من الاستقرار في أوروبا. في آسيا، كانت النتائج متباينة، حيث قفز مؤشر نيكي 225 الياباني بنسبة 1.1% بفضل مكاسب أسهم التكنولوجيا، بينما انخفضت المؤشرات الصينية بعد صدور بيانات ضعيفة عن نشاط المصانع.
الخلاصة: تفاؤل حذر مع استمرار المراقبة
بشكل عام، يشير أداء الأسهم الأمريكية يوم الأربعاء إلى تفاؤل حذر بشأن مستقبل الاقتصاد. تعتمد المكاسب بشكل كبير على التوقعات بشأن سياسة الاحتياطي الفيدرالي، والتي بدورها تتأثر بالبيانات الاقتصادية المتباينة. من الضروري مراقبة هذه البيانات عن كثب في الأيام والأسابيع القادمة لتقييم مدى استدامة هذا الارتفاع. سيستمر المستثمرون في تقييم المخاطر والفرص المتاحة، مع التركيز على الشركات التي تظهر قدرة على النمو والابتكار في ظل هذه الظروف الاقتصادية المتغيرة.