في تطور يثير قلق المسافرين، أصدرت وزارة النقل الأمريكية توجيهات جديدة بشأن مسؤولية شركات الطيران عن تعويض الركاب في حالات إلغاء الرحلات الجوية أو تأخيرها الطويل. هذه التوجيهات، التي تتعلق بشكل خاص بالاضطرابات الناجمة عن عمليات فحص الطائرات واستدعاءاتها، توضح أن شركات الطيران ليست ملزمة بتغطية نفقات إضافية مثل الوجبات أو الإقامة في الفنادق، مما يضع عبئًا ماليًا أكبر على كاهل المسافرين المتضررين. هذا التغيير يثير تساؤلات حول حقوق المسافر الجوي في الولايات المتحدة، خاصةً في ظل تزايد حالات التعطيل.
استدعاء الطائرات وتأثيره على تعويضات الركاب
جاء هذا التوجيه بعد موجة من الاضطرابات في قطاع الطيران الأمريكي خلال فترة السفر المزدحمة بعيد الشكر، والتي نتجت عن عمليات تفتيش عاجلة وتحديثات برمجية ضرورية على طائرات إيرباص التجارية. وتأثرت هذه الإجراءات حوالي 6000 طائرة على مستوى العالم، مما أدى إلى إلغاء وتأخير عدد كبير من الرحلات.
السبب المباشر لهذه الإجراءات هو حادثة طائرة JetBlue في أكتوبر الماضي، حيث انخفضت فجأة أثناء الطيران، مما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 15 شخصًا. كشف فحص لاحق عن وجود خلل في البرمجيات يمكن أن يؤثر على أنظمة التحكم في الطيران في طائرات عائلة A320، وهي المنافس الرئيسي لطائرات بوينغ 737.
ما الذي تقوله وزارة النقل الأمريكية؟
تؤكد وزارة النقل الأمريكية أن شركات الطيران ملزمة بتقديم مبالغ استرداد كاملة للركاب في حالة إلغاء الرحلات الجوية، بغض النظر عن السبب. ومع ذلك، فإن التوجيهات الجديدة تشير بوضوح إلى أنها لا تطلب من شركات الطيران تغطية تكاليف الإقامة أو الوجبات للركاب الذين تقطعت بهم السبل بسبب هذه الاضطرابات.
تعتبر وزارة النقل أن الاضطرابات الناتجة عن استدعاء الطائرات لا تقع ضمن نطاق “سيطرة شركة الطيران”، وبالتالي فإن التزامات خدمة العملاء التطوعية التي قد تقدمها الشركات في حالات أخرى لا تنطبق هنا. ومع ذلك، فإن هذا لا يمنع شركات الطيران من تقديم تعويضات طوعية إذا رأت ذلك مناسبًا. هذا التوضيح يركز على مفهوم مسؤولية شركات الطيران في حالات معينة.
سياسات شركات الطيران المختلفة
على الرغم من التوجيهات الجديدة، تختلف سياسات شركات الطيران الأمريكية بشكل كبير فيما يتعلق بالتعويضات التطوعية. تقدم حوالي عشر شركات طيران أمريكية قسائم وجبات للركاب الذين ينتظرون ثلاث ساعات أو أكثر لرحلة جديدة بعد إلغاء أو تأخير “يمكن السيطرة عليه”. وتشمل هذه الشركات دلتا إير لاينز، والخطوط الجوية الأمريكية، ويونايتد إيرلاينز، بالإضافة إلى شركات الطيران منخفضة التكلفة مثل أليجيانت إير وسبيريت إيرلاينز.
أما فيما يتعلق بتغطية تكاليف الإقامة، فإن معظم هذه الشركات، باستثناء فرونتير إيرلاينز، تتعهد بتغطية هذه التكاليف إذا تسببوا في إلغاء أو تأخير لليلة واحدة. هذه الاختلافات في السياسات تزيد من الارتباك لدى المسافرين وتبرز الحاجة إلى توحيد المعايير.
خلفية تاريخية وتغييرات في اللوائح
من الجدير بالذكر أن إدارة ترامب ألغت في سبتمبر الماضي اقتراحًا من عهد بايدن كان يهدف إلى جعل التعويضات للمسافرين عن الاضطرابات الكبيرة التي تسببها شركات الطيران إلزامية بدلاً من اختيارية. كان هذا الاقتراح سيجعل السياسة الأمريكية أكثر توافقًا مع حماية المستهلك في شركات الطيران الأوروبية.
وقالت وزارة النقل في ذلك الوقت إن هذه الخطوة “تتوافق مع أولويات الوزارة والإدارة”، في إطار جهود الرئيس ترامب للتراجع عن اللوائح الفيدرالية أو تعديلها التي تعتبرها إدارته إسرافية أو عبئًا. هذا التراجع يعكس تحولًا في الموقف تجاه حماية المستهلك في الطيران.
مستقبل لوائح الطيران والتعويضات
تؤكد وزارة النقل الأمريكية أن هذه التوجيهات ستظل سارية المفعول بينما تواصل وضع قواعد جديدة بشأن كيفية تصنيف اضطرابات الطيران وتحديد مسؤولية شركات الطيران. من المتوقع أن تشمل هذه القواعد معايير أكثر تفصيلاً لتحديد ما إذا كان الاضطراب يقع ضمن “سيطرة شركة الطيران” أم لا.
الخلاصة: فهم حقوقك كمسافر
في الختام، توضح التوجيهات الجديدة لوزارة النقل الأمريكية أن المسافرين قد لا يكونون مؤهلين للحصول على تعويضات عن الوجبات والإقامة في حالة إلغاء الرحلات الجوية أو تأخيرها بسبب استدعاء الطائرات. ومع ذلك، لا يزال بإمكانهم المطالبة باسترداد كامل لتذاكرهم. من الضروري أن يكون المسافرون على دراية بحقوقهم وأن يفهموا سياسات شركات الطيران المختلفة قبل السفر.
للحصول على أحدث المعلومات حول حقوق المسافر الجوي، يُنصح بزيارة موقع وزارة النقل الأمريكية والاطلاع على سياسات شركة الطيران التي تسافر معها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمسافرين الاستفادة من خدمات التأمين على السفر لتغطية النفقات الإضافية في حالة حدوث اضطرابات غير متوقعة. تذكر، الاستعداد والمعرفة هما أفضل حلفائك في رحلتك.
