وزارة الخزانة الأمريكية تسعى لتعزيز مستقبل الأطفال المالي من خلال مبادرة جديدة
في خطوة تهدف إلى ضمان مستقبل مالي أفضل للأجيال القادمة، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية عن مبادرة جديدة تحث كبار المانحين الخيريين على المساهمة في حسابات استثمارية للأطفال. أطلق الوزير سكوت بيسنت على هذه الجهود اسم “تحدي 50 دولة”، ويهدف إلى حشد التبرعات لصالح هذه الحسابات. هذه المبادرة، المرتبطة ببرامج الرئيس ترامب، تأتي كجزء من تشريعات الضرائب والإنفاق الأخيرة التي أقرت في الصيف.
حسابات ترامب الاستثمارية للأطفال: نظرة عامة
تهدف مبادرة حسابات ترامب إلى توفير أساس مالي قوي للأطفال منذ الولادة. بموجب القانون الجديد، سيتم إيداع مبلغ 1000 دولار في حساب استثماري لكل طفل يولد خلال فترة ولاية الرئيس ترامب الثانية. ويأمل المسؤولون أن تشجع هذه الخطوة الآباء والأسر على الاستمرار في المساهمة في هذه الحسابات.
تتيح هذه الحسابات أيضًا للأفراد والشركات والمؤسسات الخيرية المساهمة بمبالغ إضافية، حيث يسمح القانون بإيداع يصل إلى 5000 دولار سنويًا في كل حساب. ستبدأ وزارة الخزانة في قبول المساهمات في الرابع من يوليو، بمناسبة الذكرى الـ 250 لتأسيس الولايات المتحدة.
تبرعات ضخمة تدعم المبادرة
لقد حظيت المبادرة بتأييد سريع من قبل العديد من الشخصيات المرموقة في عالم الأعمال والخير. أعلن الملياردير راي داليوس، مؤسس شركة Bridgewater Associates الاستثمارية، وزوجته باربرا، عن التزامهما بمبلغ يتراوح بين 250 ألف و 300 ألف دولار لصالح حسابات الأطفال الذين يعيشون في ولاية كونيتيكت، تحديدًا في المناطق ذات الدخل المتوسط المنخفض (أقل من 150 ألف دولار).
كما تعهد المليارديران مايكل وسوزان ديل بمبلغ ضخم قدره 6.25 مليار دولار في وقت سابق من الشهر الجاري. يخطط الزوجان للاستثمار بمبلغ 250 دولارًا في حسابات 25 مليون طفل يبلغون من العمر 10 سنوات أو أقل والذين يعيشون في مناطق ذات دخل متوسط مماثل. هذه التبرعات الكبيرة تُظهر التزامًا قويًا بتوفير فرص مالية للأطفال.
كيفية عمل الحسابات و من يديرها؟
وقد أوضح المسؤولون أن وزارة الخزانة ستقوم بإنشاء حساب لكل طفل في الولايات المتحدة لديه رقم ضمان اجتماعي. ومع ذلك، لن تقوم الوزارة بإدارة هذه الحسابات بشكل مباشر. بدلاً من ذلك، ستقوم شركات خاصة بتولي هذه المهمة، مع ضمان استثمار الأموال في صندوق مؤشر يتتبع أداء سوق الأوراق المالية بشكل عام.
سيكون على الآباء أو الأوصياء قانونيًا المطالبة بالحسابات نيابة عن أطفالهم، وعندما يبلغ الأطفال 18 عامًا، سيكون بإمكانهم سحب الأموال لاستخدامها في النفقات التعليمية أو شراء منزل أو حتى بدء مشروع تجاري خاص بهم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للعائلات التي لديها أطفال ولدوا قبل فترة ولاية ترامب فتح وتمويل حسابات خاصة بهم إذا رغبوا في ذلك.
الجدل والانتقادات المحيطة بالمبادرة
على الرغم من الدعم الواسع النطاق، إلا أن مبادرة الاستثمار في حسابات الأطفال ليست خالية من الجدل. يرى بعض الخبراء أن هذه الحسابات قد لا تكون فعالة في معالجة عدم المساواة الاقتصادية، حيث من المرجح أن تستفيد منها الأسر الميسورة بينما قد لا يتمكن الآخرون من الاستفادة منها بشكل كامل.
وتقول جين والدفوغل، الأستاذة في كلية العمل الاجتماعي بجامعة كولومبيا، أنه من الناحية المثالية، يجب أن تقدم الحكومات مزايا مباشرة للأسر لمساعدتهم على تغطية النفقات الفورية، بالإضافة إلى برامج طويلة الأجل مثل هذه الحسابات.
ويرى ستيفن دورلوف، الأستاذ في كلية هاريس للسياسة العامة بجامعة شيكاغو، أن التركيز يجب أن يكون على تحسين التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة ومعالجة التفاوتات في المدارس، لأن هذه الجهود سيكون لها تأثير أكبر على نجاح الأطفال. كما أعرب عن قلقه بشأن دمج الأثرياء في دعم برامج حكومية مرتبطة بشخصيات سياسية معينة، مؤكداً على أهمية بقاء العمل الخيري بعيدًا عن الخلافات السياسية.
مبادرات إضافية و التزامات الشركات
بالإضافة إلى التبرعات الكبيرة من الأفراد، تعهدت العديد من الشركات بالمساهمة في هذه المبادرة. أعلنت Visa وBlackRock عن نيتهما في دعم حسابات أطفال موظفيهم بطرق مختلفة. كما تأمل الإدارة في أن تحذو الولايات حذوها وتنشئ برامجها الخاصة للاستثمار في هذه الحسابات.
عائلة داليوس، على سبيل المثال، منحت عشرات الملايين من الدولارات للمدارس العامة في ولاية كونيتيكت على مر السنين، وبلغ إجمالي تبرعاتهم الخيرية 7 مليارات دولار، مع التركيز على التعليم والتقدم الاقتصادي وأبحاث المحيطات.
مستقبل مبادرة حسابات ترامب للأطفال
تبقى مبادرة حسابات ترامب خطوة مهمة نحو تعزيز الأمن المالي للأطفال في الولايات المتحدة. من خلال حشد التبرعات من القطاع الخاص وتحفيز الادخار طويل الأجل، تأمل الإدارة في توفير فرصة حقيقية للأطفال لتحقيق النجاح في المستقبل والاستقلال المالي. على الرغم من وجود بعض المخاوف والانتقادات، فإن المبادرة تحمل إمكانات كبيرة لإحداث فرق إيجابي في حياة الجيل القادم. لمزيد من المعلومات حول هذه المبادرة وغيرها من مبادرات الأعمال الخيرية، يرجى زيارة https://apnews.com/hub/philanthropy.
