في تطور مقلق يهدد سلاسل الإمداد بالوقود في شمال غرب المحيط الهادئ، أعلنت شركة بريتيش بتروليوم عن تسرب في خط أنابيب الوقود الأوليمبي الرئيسي، مما استدعى تدخلًا عاجلًا من السلطات المحلية ويثير تساؤلات حول سلامة البنية التحتية الحيوية. يأتي هذا الحادث تحديدًا مع اقتراب عطلة عيد الشكر، حيث من المتوقع زيادة كبيرة في حركة السفر، مما يفاقم المخاوف بشأن نقص الوقود المحتمل وارتفاع أسعار البنزين.

تفاصيل التسرب وتأثيره على إمدادات الوقود

اكتُشف التسرب بالقرب من إيفريت، شمال مدينة سياتل، في 11 نوفمبر، مما أدى إلى إغلاق نظام خطوط الأنابيب بالكامل اعتبارًا من يوم الاثنين الماضي. يمتد خط الأنابيب الأوليمبي على طول 644 كيلومترًا (400 ميل) ويعتبر شريان الحياة لإمدادات البنزين والديزل ووقود الطائرات إلى منطقة واسعة تشمل ولايتي واشنطن وأوريجون، خاصة غرب منطقة كاسكيدز. يخدم هذا الخط مهمة حيوية وهي توفير الوقود لمطار سياتل تاكوما الدولي، وهو أحد أكثر المطارات ازدحامًا في البلاد.

السيناتور الأمريكية ماريا كانتويل طالبت شركة بريتيش بتروليوم بتقديم إجابات عاجلة حول أسباب التسرب والإجراءات المتخذة لاحتوائه والتخفيف من آثاره. وأشارت إلى أن الأمر يتطلب حوالي 90 شاحنة يوميًا لتوفير النصف الذي يستهلكه المطار من الوقود في حالة استمرار الإغلاق.

حالة الطوارئ والإجراءات الاحترازية

استجابةً للوضع الطارئ، أعلن حاكم ولاية واشنطن، بوب فيرجسون، حالة الطوارئ، متخذًا خطوة هامة تهدف إلى ضمان استمرارية إمدادات وقود الطائرات للمطار. شملت هذه الإجراءات التنازل عن بعض قيود السلامة المفروضة على سائقي الشاحنات، مما سمح بنقل كميات أكبر من الوقود عن طريق البر. وذكر مكتب الحاكم أن هذا الإجراء يساعد بالفعل في زيادة تدفق الوقود إلى المطار.

على الرغم من هذه الإجراءات، أكدت شركات الطيران الكبرى حتى الآن أن عملياتها لم تتأثر بشكل كبير، متوقعة استقبال حوالي 900 ألف مسافر خلال عطلة عيد الشكر عبر مطار سياتل تاكوما. ومع ذلك، تعمل شركات الطيران على وضع خطط طوارئ، بما في ذلك إمكانية تزويد الطائرات بكميات إضافية من الوقود في مطارات أخرى لتجنب الحاجة إلى التزود بالوقود في سياتل.

رد فعل شركة بريتيش بتروليوم وجهود الإصلاح

أكدت شركة بريتيش بتروليوم في بيان لها أن فرق الاستجابة تعمل على حفر خطوط الأنابيب المتضررة بالقرب من نهر سنوهوميش. ومع ذلك، لم يتم تحديد جدول زمني واضح لإعادة تشغيل خطوط الأنابيب حتى الآن. وأكدت المتحدثة باسم الشركة، كريستينا أوديشو، أن سلامة الموظفين والبيئة والمجتمع تظل على رأس أولوياتهم.

جهود التنظيف جارية، وتشمل نشر شاحنات التفريغ وإزالة التربة الملوثة. حتى الآن، لم يتم الإبلاغ عن أي تلوث في النهر القريب، ولكن السلطات البيئية تواصل المراقبة الدقيقة للوضع.

تاريخ من التسريبات وتساؤلات حول السلامة

هذا التسرب ليس الحادث الأول من نوعه الذي يضرب خط الأنابيب الأوليمبي. ففي عام 1999، وقع انفجار مأساوي أدى إلى مقتل ثلاثة شبان كانوا يتجولون بالقرب من جدول في بيلينجهام، واشنطن. أدى هذا الحادث إلى مراجعة شاملة لتنظيم خطوط الأنابيب الفيدرالية.

وفي عام 2023، تسبب تسرب آخر بالقرب من كونواي، شمال سياتل، في تسرب حوالي 95000 لتر (25000 جالون) من البنزين إلى الجداول القريبة، مما أثر على بيئة سمك السلمون والحياة البرية الأخرى.

هذه الحوادث المتكررة تثير تساؤلات جدية حول سلامة خط الأنابيب الأوليمبي وصيانته. وقد صرح كينيث كلاركسون، المتحدث باسم منظمة Pipeline Safety Trust، بأن فشل المعدات كان السبب وراء 21 تسربًا لخطوط الأنابيب الأوليمبية منذ عام 1999، مما تسبب في خسائر في الممتلكات تجاوزت 100 مليون دولار. وطالب الشركة بشرح ما الذي تغير وما الذي تفعلونه لإيقاف هذه التسريبات.

أسئلة ملحة لم يتم الإجابة عليها

السيناتور كانتويل تطرح مجموعة من الأسئلة الهامة التي تتطلب إجابات واضحة من شركة بريتيش بتروليوم، بما في ذلك تحديد سبب التسرب، والإجراءات المتخذة للتخفيف من آثاره، وتاريخ آخر فحص لخط الأنابيب في المنطقة المتضررة، والتأثير المحتمل لهذا الإغلاق على أسعار الوقود الإقليمية.

من المعروف أن الإغلاق السابق لخط الأنابيب أدى إلى ارتفاع أسعار الغاز في كل من واشنطن وأوريجون، ويخشى الكثيرون من تكرار هذا السيناريو مع اقتراب عطلة عيد الشكر.

الخلاصة: ضرورة التحقيق الشامل وتعزيز السلامة

إن تسرب خط أنابيب الوقود الأوليمبي يمثل تهديدًا حقيقيًا لإمدادات الوقود وتنقل المسافرين في شمال غرب المحيط الهادئ. بينما تتخذ السلطات المحلية وشركة بريتيش بتروليوم إجراءات احترازية للحد من الأضرار، إلا أن هناك حاجة ماسة إلى تحقيق شامل لتحديد أسباب التسرب واتخاذ خطوات فعالة لضمان سلامة البنية التحتية الحيوية في المستقبل. يجب أن يكون التركيز على تعزيز بروتوكولات السلامة، وعقد عمليات فحص صيانة دورية، والاستثمار في التقنيات الحديثة لمنع وقوع حوادث مماثلة. إن ضمان إمدادات وقود موثوقة بأسعار معقولة أمر ضروري لرفاهية المنطقة واقتصادها، ويتطلب ذلك التزامًا جادًا بالسلامة والمساءلة. من الضروري أن يتم تتبع تطورات هذا الوضع عن كثب وأن يتم إبلاغ الجمهور بآخر المستجدات.

شاركها.