برلين (أ ف ب) – توصل الائتلاف الحاكم المثير للجدل في ألمانيا إلى اتفاق الجمعة بشأن تفاصيل ميزانية البلاد لعام 2025، بعد أسابيع من توصل المستشار أولاف شولتز وكبار المسؤولين إلى اتفاق أولي تعثر بعد ذلك في نزاع جديد، مما أضر بصورة الحكومة غير الشعبية.
يدير شولتز ائتلافًا من ثلاثة أحزاب من الديمقراطيين الاجتماعيين من يسار الوسط مع حزب الخضر البيئي والديمقراطيين الأحرار المؤيدين للأعمال التجارية منذ ديسمبر 2021. أصبح التحالف، الذي يجمع بين أحزاب لم تكن حليفة تقليديًا، سيئ السمعة بسبب الاقتتال الداخلي المتكرر وفي عدة مناسبات أعادت فتح اتفاقيات سياسية تم التوصل إليها بشق الأنفس.
لقد أصبحت القضايا المالية موضع خلاف خاص. فقد كان وزير المالية كريستيان ليندنر وحزبه الديمقراطيون الأحرار متمسكين بشكل خاص بتوفير المال للالتزام بالقواعد الصارمة التي فرضتها ألمانيا على نفسها فيما يتصل بتكوين ديون جديدة، كما وافق الائتلاف الحاكم في عام 2021 على عدم زيادة الضرائب. وكان أعضاء الأحزاب الأخرى أكثر حرصا على الإعفاءات من ما يسمى “كبح الديون”.
في نوفمبر/تشرين الثاني، ألغت المحكمة العليا في ألمانيا مناورة حكومية لإعادة استخدام 60 مليار يورو (66 مليار دولار) كانت مخصصة في الأصل للتخفيف من تداعيات جائحة فيروس كورونا في التدابير الرامية إلى المساعدة في مكافحة تغير المناخ وتحديث البلاد. وقد أجبر ذلك الائتلاف على إعادة صياغة متسرعة لميزانية 2024، مع استكمالها بـ تخفيضات الدعم الذي دفع احتجاجات المزارعين.
ودارت مشاحنات طويلة بين الأحزاب الحاكمة حول كيفية وضع ميزانية لعام 2025 قبل أن يناقشها شولتز وليندنر ونائب المستشار روبرت هابيك من حزب الخضر. قدم اتفاقا في أوائل يوليو/تموز، شملت هذه الإجراءات زيادة الإنفاق على الدفاع والإسكان بأسعار معقولة، إلى جانب حزمة تحفيز لاقتصاد البلاد، وهو الأكبر في أوروبا.
في الأسابيع الأخيرة، أثار ليندنر مخاوف عامة بشأن بعض تفاصيل الاتفاق، مما أثار انتقادات حادة من كبار الشخصيات في حزب شولتز ودفع إلى جولة جديدة من المفاوضات. وتركز الخلاف حول كيفية تقليص فجوة التمويل التي تبلغ نحو 17 مليار يورو.
وجاء في بيان حكومي أعلن عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الجمعة أن الفجوة انخفضت الآن إلى نحو 12 مليار يورو، ويرجع هذا إلى حد كبير إلى إعادة هيكلة كيفية توفير الأموال للسكك الحديدية الوطنية. والآن تنتقل الميزانية إلى المشرعين للنظر فيها.