الأسهم الأمريكية شهدت استقرارًا ملحوظًا يوم الثلاثاء، بينما يترقب المستثمرون في وول ستريت بفارغ الصبر قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، والذي من المقرر الإعلان عنه يوم الأربعاء. هذا الترقب يؤثر بشكل كبير على أداء السوق، حيث يسعى المستثمرون إلى توقع الخطوات التالية للبنك المركزي وتأثيرها المحتمل على الاقتصاد.
استقرار الأسهم الأمريكية في ظل ترقب قرار الفائدة
انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة طفيفة بلغت 0.1%، لكنه ظل قريبًا من أعلى مستوياته على الإطلاق التي سجلها في أكتوبر. في المقابل، تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 179 نقطة، أو 0.4%، بينما أضاف مؤشر ناسداك المركب 0.1%. هذا التذبذب الطفيف يعكس حالة من الحذر السائدة في السوق، حيث يراقب المستثمرون عن كثب أي إشارات قد تدل على مسار السياسة النقدية المستقبلية.
تأثير أداء الشركات على السوق
كان بنك جيه بي مورجان تشيس من بين الشركات التي أثرت على أداء السوق، بعد أن أعلنت ماريان ليك، إحدى كبار المسؤولين التنفيذيين، عن توقعات بارتفاع نفقات البنك إلى 105 مليارات دولار في العام المقبل. هذا الارتفاع، الذي يمثل زيادة بنسبة 9% مقارنة بالتقديرات الحالية، أدى إلى انخفاض أسهم البنك بنسبة 4.7%. ومع ذلك، أكدت ليك أن البنك “يشعر بالرضا تجاه الصحة المالية الأساسية للمقترضين في محفظتنا الاستثمارية”، مما قد يخفف من حدة المخاوف بشأن تأثير هذه النفقات المتزايدة.
بالإضافة إلى ذلك، شهد سهم Toll Brothers انخفاضًا بنسبة 2.4% بعد أن أعلنت شركة بناء المنازل عن نتائج أضعف من المتوقع للربع الأخير. وأشار الرئيس التنفيذي دوجلاس ييرلي جونيور إلى أن الطلب على المنازل الجديدة لا يزال ضعيفًا في العديد من الأسواق، وتحدث عن “ضغوط القدرة على تحمل التكاليف” التي قد تؤثر على المشترين المحتملين.
أسعار الرهن العقاري والقدرة على تحمل التكاليف
تعتبر أسعار الرهن العقاري أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على القدرة على تحمل تكاليف المنازل. وعلى الرغم من أنها أرخص مما كانت عليه في بداية العام، إلا أنها شهدت ارتفاعًا طفيفًا بعد شهر أكتوبر، ويرجع ذلك إلى التساؤلات في سوق السندات حول مقدار التخفيض الذي سيقدمه بنك الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة الرئيسي.
توقعات خفض أسعار الفائدة
تتجه التوقعات السائدة نحو قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بعد ظهر الأربعاء، ليكون هذا هو التخفيض الثالث من نوعه هذا العام. يمكن لخفض أسعار الفائدة أن يعزز الاقتصاد والاستثمارات، إلا أنه قد يؤدي أيضًا إلى تفاقم التضخم.
مستقبل السياسة النقدية والتضخم
وصلت سوق الأسهم الأمريكية إلى حافة مستوياتها القياسية جزئيًا بسبب الافتراض المتزايد بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة مرة أخرى يوم الأربعاء. ومع ذلك، يتركز الاهتمام الآن على ما سيقوله البنك المركزي حول مسار أسعار الفائدة بعد ذلك. يستعد الكثيرون في وول ستريت لمحادثات تهدف إلى تقليص التوقعات لمزيد من التخفيضات في عام 2026.
لا يزال التضخم مرتفعًا فوق هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%، وهناك انقسام ملحوظ بين مسؤولي البنك حول ما إذا كان التضخم المرتفع أو تباطؤ سوق العمل هو التهديد الأكبر للاقتصاد.
أداء السندات والوظائف الشاغرة
ارتفعت عوائد سندات الخزانة في سوق السندات بعد أن أظهر تقرير يوم الثلاثاء أن أصحاب العمل الأمريكيين كانوا يعلنون عن 7.7 مليون فرصة عمل في نهاية أكتوبر، وهو أعلى قليلاً من الشهر السابق وأعلى رقم منذ مايو. إذا لم يكن سوق العمل يتدهور، فقد لا يحتاج إلى نفس القدر من المساعدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي من خلال المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة.
بعد صدور التقرير الخاص بفرص العمل، محى العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات ما كان انخفاضًا سابقًا وارتفع إلى 4.18% من 4.17% في وقت متأخر من يوم الاثنين. وارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل عامين، والذي يتحرك بشكل وثيق مع التوقعات بشأن ما سيفعله بنك الاحتياطي الفيدرالي، إلى 3.60٪ من 3.57٪.
أداء الشركات الأخرى
في أماكن أخرى في وول ستريت، ارتفع سهم إكسون موبيل 2% بعد زيادة توقعاتها للأرباح على مدى السنوات الخمس المقبلة، ويرجع ذلك جزئيا إلى قوة حقولها في حوض بيرميان في الولايات المتحدة وقبالة شاطئ جويانا. وارتفع سهم Ares Management بنسبة 7.3% بعد أن قالت مؤشرات S&P Dow Jones إن الشركة الاستثمارية ستنضم إلى مؤشر S&P 500. وارتفع سهم CVS Health بنسبة 2.2% بعد الكشف عن توقعات مالية جديدة.
وانخفض سهم هوم ديبوت 1.3% بعد أن تقلب بين المكاسب والخسائر. كما انخفض سهم Nvidia بنسبة 0.3% بعد أن سمح الرئيس دونالد ترامب للشركة ببيع شريحة متقدمة تستخدم في الذكاء الاصطناعي إلى “العملاء المعتمدين” في الصين.
الخلاصة
بشكل عام، انخفض مؤشر S&P 500 بمقدار 6.00 نقطة إلى 4840.51، وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي 179.03 إلى 37650.29، وارتفع مؤشر ناسداك المركب 30.58 إلى 14357.69. يبقى الترقب لقرار الاحتياطي الفيدرالي هو المحرك الرئيسي للسوق، وسيكون من المهم متابعة تصريحات البنك المركزي عن كثب لفهم مسار السياسة النقدية المستقبلية وتأثيرها على الاقتصاد والاستثمارات. من الضروري للمستثمرين البقاء على اطلاع دائم بآخر التطورات وتحليل البيانات الاقتصادية لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.
