بعد عامين من العمل الدؤوب والتجديد الشامل، فتح قصر جورج ومارثا واشنطن في ماونت فيرنون أبوابه مجددًا للزوار، كاشفًا عن تجديدات مذهلة للطابقين الأول والثاني. هذا المشروع الضخم، الذي بلغت تكلفته 40 مليون دولار، يمثل التزامًا راسخًا بالحفاظ على إرث الرئيس الأمريكي الأول، وتقديم تجربة فريدة للزوار لاستكشاف حياة واشنطن وعائلته. يركز هذا التجديد على قصر جورج واشنطن، مع إدخال تحسينات كبيرة على البنية التحتية والتصميم الداخلي.

مشروع ترميم تاريخي شامل في ماونت فيرنون

بدأت أعمال الترميم والصيانة في قصر الأب المؤسس عام 2019، مع التركيز في البداية على اللمسات الخارجية للجانب الغربي من المبنى. انطلق مشروع الحفظ الحالي في عام 2023، وهو يهدف إلى استعادة التصميم الداخلي للقصر وتعزيز الهيكل الأصلي. لم يقتصر العمل على الجوانب الجمالية فحسب، بل شمل أيضًا تركيب نظام جديد للتدفئة والتهوية وتكييف الهواء (HVAC) لضمان بيئة مريحة وصحية داخل القصر.

تحسينات البنية التحتية والصرف الصحي

بالإضافة إلى نظام التكييف الجديد، تضمنت أعمال الترميم إصلاحات رئيسية في البنية التحتية وتحسينات كبيرة في نظام الصرف الصحي في قبو القصر والمناطق المحيطة به. هذه التحسينات ضرورية لحماية القصر من الرطوبة والتلف على المدى الطويل، وضمان استمراره كمعلم تاريخي للأجيال القادمة. كما تم التركيز بشكل خاص على إعادة القبو إلى مظهره الأصلي كما كان وقت وفاة واشنطن عام 1799، على الرغم من أن القبو سيظل مغلقًا أمام الزوار حتى خريف عام 2026.

استعادة مجد الماضي: تفاصيل الترميم الداخلي

لم يقتصر الترميم على الجوانب الهيكلية، بل امتد ليشمل تفاصيل التصميم الداخلي الدقيقة. تم ترميم غرفة نوم واشنطن بعناية فائقة، حيث تم تركيب سرير جديد وجص حائط مستنسخ من تسعينيات القرن الثامن عشر، بالإضافة إلى ورق حائط مستنسخ من نيويورك معلق بورق أدلفي. هذه اللمسات الدقيقة تعيد إحياء الأجواء التي كانت سائدة في القصر خلال حياة واشنطن.

اكتشافات أثرية مدهشة

أثناء أعمال الترميم، عثر فريق الآثار على اكتشافات مدهشة، بما في ذلك 35 قوارير زجاجية من القرن الثامن عشر في خمس حفر تخزين. احتوت تسع زجاجات على الكرز وعنب الثعلب والكشمش المحفوظ بشكل مثالي، مما يوفر لمحة فريدة عن عادات الطعام في ذلك الوقت. كما تم العثور على شوكة من القرن الثامن عشر مخبأة خلف جدار في خزانة مارثا واشنطن، مما يضيف لمسة من الغموض والإثارة إلى القصة. هذه الاكتشافات الأثرية تعزز من قيمة ماونت فيرنون ككنز تاريخي.

فريق عمل ضخم وتقنيات متطورة

شارك في هذا المشروع الضخم أكثر من 400 مقاول من الباطن، يعملون جنبًا إلى جنب مع شركة كريستمان، بقيادة نائب رئيس الحفاظ على التاريخ، توم وايتمور. تم استخدام أفضل التقنيات في البحث التاريخي المعماري والحفظ وعلم الآثار والتاريخ وتقنيات التنظيم لاستعادة الجزء الداخلي من قصر جورج واشنطن إلى أدق تصوير للعالم الذي عرفه آل واشنطن.

معالجة أضرار النمل الأبيض واستبدال الإطارات الخشبية

أشار وايتمور إلى أن هناك أضرارًا كبيرة بسبب النمل الأبيض، مما استدعى استبدال جزء كبير من الإطارات الخشبية أسفل القصر. تمت إزالة جميع التدخلات الهيكلية التي تمت على مر القرون، وإعادة الهيكل إلى سلامته الأصلية. تم الحصول على خشب البلوط الأبيض المستخدم في التأطير الخشبي من الأراضي الموجودة في ماونت فيرنون، مما يضمن أصالة المواد المستخدمة في الترميم.

مستقبل قصر جورج واشنطن

من المتوقع أن يكتمل العمل بالكامل بحلول أكتوبر 2026، مع افتتاح كبير للقبو. حتى ذلك الحين، سيتمكن الزوار من استكشاف الغرف التي تم ترميمها حديثًا في القصر، والتعرف على حياة واشنطن وعائلته. يعتبر هذا التجديد استثمارًا هامًا في الحفاظ على التراث الأمريكي، وتقديم تجربة تعليمية وثقافية فريدة للزوار من جميع أنحاء العالم. إن زيارة ماونت فيرنون بعد هذا الترميم ستكون تجربة لا تُنسى.

في الختام، يمثل مشروع ترميم قصر جورج واشنطن في ماونت فيرنون إنجازًا تاريخيًا يعكس التزامًا عميقًا بالحفاظ على إرث الأب المؤسس. من خلال الجمع بين التقنيات الحديثة والاهتمام بالتفاصيل التاريخية، تمكن فريق العمل من إعادة إحياء هذا المعلم التاريخي، وتقديمه للأجيال القادمة. ندعوكم لزيارة ماونت فيرنون واستكشاف هذا الكنز التاريخي بأنفسكم.

شاركها.