أدت فترة إغلاق الحكومة الأمريكية الأخيرة، والتي استمرت 43 يومًا، إلى اضطرابات كبيرة في قطاع الطيران، وتحديدًا في شركة دلتا إيرلاينز. كشف الرئيس التنفيذي لشركة دلتا، إد باستيان، عن خسائر مالية كبيرة بلغت حوالي 200 مليون دولار، مما يسلط الضوء على التأثير المباشر لهذه الأزمة على شركات الطيران الأمريكية. هذا المقال يستعرض تفاصيل الأزمة، تأثيرها على دلتا إيرلاينز، والخطوات المتخذة للتخفيف من آثارها، بالإضافة إلى الجدل الدائر حول مكافآت الموظفين.
تأثير إغلاق الحكومة على شركة دلتا إيرلاينز
أشار إد باستيان إلى أن فترة إغلاق الحكومة تسببت في “نمو كبير” في طلبات استرداد الأموال من العملاء، بالتزامن مع تباطؤ ملحوظ في الحجوزات الجديدة. هذا التراجع في الطلب أدى إلى خسارة تقدر بحوالي 25 سنتًا للسهم الواحد في شركة دلتا. السبب الرئيسي لهذه الخسائر يعود إلى نقص عدد مراقبي الحركة الجوية، حيث اضطر العديد منهم للعمل بدون أجر والبحث عن مصادر دخل إضافية.
اضطرابات السفر وإلغاء الرحلات
مع استمرار الأزمة، وجدت إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) نفسها مضطرة لإصدار أمر طارئ لشركات الطيران التجارية بإلغاء ما يصل إلى 6٪ من الرحلات الداخلية. هذا القرار، الذي وصفه وزير النقل شون دافي بأنه ضروري لضمان سلامة السفر الجوي، أدى إلى تأخيرات طويلة وإلغاءات تاريخية في 40 من أكثر المطارات ازدحامًا في البلاد. بين 7 و 16 نوفمبر، تم إلغاء أكثر من 10000 رحلة جوية، أي قبل أقل من أسبوعين من عيد الشكر، وهو أحد أكثر أوقات السفر ازدحامًا في الولايات المتحدة.
تصريحات المسؤولين وتأثيرها على ثقة المسافرين
أثار تصريح وزير النقل شون دافي حول نقص مراقبي الحركة الجوية قلقًا كبيرًا بين المسافرين. قال باستيان إن تصريح دافي، الذي شكك في سلامة السفر الجوي، أدى إلى تأجيل المزيد من العملاء لحجز رحلاتهم خلال فترة العطلات. هذا يؤكد على أهمية التواصل الفعال والشفافية من قبل المسؤولين خلال فترات الأزمات للحفاظ على ثقة الجمهور. أزمة الطيران هذه لم تكن مجرد مشكلة تشغيلية، بل أثرت أيضًا على الصورة العامة لسلامة السفر الجوي.
التعافي بعد انتهاء الإغلاق
على الرغم من التحديات، أعرب باستيان عن تفاؤله بشأن التعافي السريع من آثار الإغلاق الحكومي. أشار إلى أن شركة دلتا شهدت أسبوع عيد الشكر المزدحم وأن الحجوزات حتى نهاية العام، وخاصة خلال فترة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة، كانت “قوية حقًا”. يعتقد باستيان أن الأسوأ قد ولى وأن الشركة تتطلع إلى شهر ديسمبر قوي ونهاية جيدة لهذا العام.
المطارات الأكثر تضررًا
تأثرت العديد من المطارات الرئيسية في الولايات المتحدة بقيود الطيران خلال فترة الإغلاق، بما في ذلك المطارات في نيويورك وشيكاغو ولوس أنجلوس وأتلانتا. بدأت تخفيضات الرحلات الجوية بنسبة 4٪ ثم ارتفعت إلى 6٪ قبل أن تقوم إدارة الطيران الفيدرالية بتخفيضها مرة أخرى إلى 3٪ بعد التحسن المستمر في توظيف مراقبي الحركة الجوية.
الجدل حول مكافآت موظفي إدارة الطيران الفيدرالية
خلال فترة الإغلاق الحكومي، اضطر العديد من الموظفين الفيدراليين، بمن فيهم مراقبو الحركة الجوية، إلى مواصلة العمل بدون أجر. بعد انتهاء الإغلاق، أعلن الرئيس ترامب عن رغبته في مكافأة الموظفين الذين استمروا في العمل، واقترح دفع رواتب لأولئك الذين لم يتمكنوا من ذلك.
ومع ذلك، قررت إدارة الطيران الفيدرالية منح مكافآت لـ 776 فقط من المراقبين والفنيين الذين تمتعوا بحضور مثالي خلال فترة الإغلاق، مما أثار غضب ما يقرب من 20 ألف عامل آخر. السيناتور تامي داكوورث انتقدت هذا القرار واعتبرته “معاقبة مالية” للموظفين الذين اضطروا إلى مواجهة صعوبات مالية أثناء العمل بدون أجر. وطالبت وزير النقل شون دافي بمنح مكافآت لجميع موظفي إدارة الطيران الفيدرالية.
مستقبل قطاع الطيران
على الرغم من أن أزمة الطيران الناتجة عن الإغلاق الحكومي قد بدأت في التلاشي، إلا أنها سلطت الضوء على أهمية الاستقرار المالي والتشغيلي لقطاع الطيران. من الضروري أن تتخذ الحكومة وشركات الطيران خطوات استباقية لضمان سلامة السفر الجوي وتجنب تكرار مثل هذه الاضطرابات في المستقبل. يشمل ذلك الاستثمار في تدريب وتوظيف مراقبي الحركة الجوية، وتحسين البنية التحتية للمطارات، وتعزيز التواصل والتعاون بين جميع الأطراف المعنية.
في الختام، كان لإغلاق الحكومة الأمريكية تأثير كبير على شركة دلتا إيرلاينز وعلى قطاع الطيران بشكل عام. على الرغم من الخسائر المالية والاضطرابات التي حدثت، هناك مؤشرات إيجابية على التعافي. ومع ذلك، يجب معالجة قضايا مثل مكافآت الموظفين والاستقرار التشغيلي لضمان مستقبل آمن وموثوق به لقطاع الطيران. نتمنى أن يكون هذا التحليل مفيدًا لفهم أبعاد هذه الأزمة وتداعياتها.
