موسم الأنفلونزا في الولايات المتحدة يشهد بداية بطيئة، لكن خبراء الصحة يحذرون من ظهور سلالة جديدة من الفيروس، مما يثير مخاوف بشأن فعالية اللقاحات ومعدلات التطعيم المنخفضة. على الرغم من أن الموسم لم يبدأ بقوة حتى الآن، إلا أن البيانات الأولية تشير إلى احتمال حدوث موجة إصابات قوية، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وزيادة التجمعات الاجتماعية.
بداية موسم الأنفلونزا في الولايات المتحدة: هل نشهد موجة جديدة؟
بدأ موسم الأنفلونزا في الولايات المتحدة لهذا العام بوتيرة أبطأ من المعتاد، حيث أبلغت ولاية واحدة فقط – لويزيانا – عن نشاط معتدل حتى الآن، وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC). ومع ذلك، فإن هذا الهدوء الظاهري لا يطمئن الخبراء، خاصة مع ظهور سلالة جديدة من فيروس الأنفلونزا من النوع A (H3N2). هذه السلالة، وتحديدًا النوع الفرعي K، هي المسؤولة عن معظم حالات الإصابة المبلغ عنها حتى الآن، وهي مختلفة عن السلالة التي تم تصميم لقاحات الأنفلونزا لهذا العام لمكافحتها.
فعالية اللقاحات والتحديات الجديدة
تشير التحليلات الأولية من المملكة المتحدة إلى أن اللقاحات الحالية قد توفر بعض الحماية ضد السلالة الجديدة من الأنفلونزا، ولكن مدى هذه الحماية لا يزال غير واضح. من الضروري الحصول على أي مستوى من الحماية، حتى لو كان جزئيًا، لتخفيف وطأة الإصابة بالأنفلونزا. ومع ذلك، يثير انخفاض معدلات التطعيم قلقًا بالغًا. ففي الموسم الماضي، شهدت الولايات المتحدة أعلى معدل للعلاج في المستشفيات بسبب الأنفلونزا منذ جائحة H1N1 قبل 15 عامًا، وتسببت الأنفلونزا في أكثر من 18000 حالة وفاة.
تأثير معدلات التطعيم المنخفضة
يعتبر انخفاض معدلات التطعيم أحد الأسباب الرئيسية وراء تفاقم أزمة الأنفلونزا في الموسم الماضي. ففي الوقت الحالي، تشير البيانات إلى أن معدل التطعيم للأطفال هذا العام مماثل تقريبًا لمعدل العام الماضي (34%)، بينما ارتفع معدل التطعيم للبالغين بضع نقاط مئوية ليصل إلى حوالي 37%. ومع ذلك، لا تزال هذه المعدلات أقل من المستويات المثالية اللازمة لتحقيق مناعة مجتمعية فعالة.
عوامل إضافية تثير القلق
بالإضافة إلى السلالة الجديدة من الفيروس وانخفاض معدلات التطعيم، هناك عوامل أخرى تثير قلق خبراء الصحة. فقد واجه الباحثون صعوبات في جمع البيانات المتعلقة بانتشار الأمراض التنفسية ومعدلات التطعيم بسبب الإغلاقات الحكومية الأخيرة. بالإضافة إلى ذلك، أدت التغييرات في القيادة في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وتعيين روبرت ف. كينيدي جونيور – المعروف بمواقفه المناهضة للقاحات – مسؤولاً عن الوكالة، إلى تعزيز الشكوك حول سلامة اللقاحات، بما في ذلك لقاحات الأنفلونزا.
تطورات أخرى في الأمراض التنفسية
بالتزامن مع مخاوف الأنفلونزا، هناك أيضًا تطورات أخرى في مجال الأمراض التنفسية. تشير البيانات إلى أن معدلات التطعيم ضد كوفيد-19 آخذة في الانخفاض، حيث حصل حوالي 6% من الأطفال و14% من البالغين على جرعاتهم. كما أن معدلات الاستشفاء بسبب كوفيد-19 والفيروس التنفسي المخلوي (RSV) أقل حتى الآن هذا الموسم مقارنة بالعام الماضي. ومع ذلك، يجب مراقبة هذه التطورات عن كثب، حيث يمكن أن تتغير الأمور بسرعة.
نصائح للوقاية والحماية
مع اقتراب فصل الشتاء وزيادة خطر الإصابة بالأنفلونزا والأمراض التنفسية الأخرى، من المهم اتخاذ خطوات للوقاية والحماية. تشمل هذه الخطوات:
- التطعيم: الحصول على لقاح الأنفلونزا السنوي هو أفضل طريقة للحماية من الفيروس.
- النظافة الشخصية: غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس.
- تجنب الاتصال الوثيق: الابتعاد عن الأشخاص المرضى، وتجنب التجمعات الكبيرة في الأماكن المغلقة.
- تقوية جهاز المناعة: اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم.
الخلاصة: الاستعداد لموسم محتمل الصعوبة
على الرغم من أن موسم الأنفلونزا في الولايات المتحدة بدأ ببطء، إلا أن ظهور سلالة جديدة من الفيروس وانخفاض معدلات التطعيم يثيران مخاوف بشأن احتمال حدوث موجة إصابات قوية. من الضروري أن يأخذ الجميع هذه المخاطر على محمل الجد وأن يتخذوا خطوات للوقاية والحماية. الأنفلونزا يمكن أن تكون خطيرة، خاصة بالنسبة للفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مزمنة. لذا، لا تتردد في الحصول على لقاح الأنفلونزا والتزام بإجراءات النظافة الشخصية، وكن مستعدًا لمواجهة موسم محتمل الصعوبة. تذكر أن الوقاية خير من العلاج، وأن صحتك هي أولويتك.
