تهديد ترامب برفع دعوى قضائية بقيمة مليار دولار ضد بي بي سي: خدعة أم تحدي حقيقي؟

ألقى تهديد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب برفع دعوى قضائية بقيمة مليار دولار ضد هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بظلاله على مستقبل الإذاعة، لكن هذا التهديد قد يكون مجرد خدعة لا أساس لها قانونيًا. في هذا المقال، سنناقش تفاصيل هذا التهديد ومدى جديته من الناحية القانونية.

خلفية التهديد

أرسل محامي ترامب، أليخاندرو بريتو، رسالة إلى بي بي سي يهدد فيها برفع دعوى تشهير بقيمة مليار دولار بسبب تحرير فيلم وثائقي عن خطاب ترامب في 6 يناير 2021 أمام حشد من أنصاره الذين اقتحموا الكابيتول الأمريكي. الفيلم الوثائقي، الذي بثته سلسلة “بانوراما” على قناة بي بي سي، قام بدمج ثلاثة اقتباسات من قسمين من خطاب عام 2021 في ما يبدو أنه اقتباس واحد حث فيه ترامب أنصاره على “القتال مثل الجحيم”.

التحديات القانونية

يواجه ترامب تحديات جوهرية في رفع دعوى قضائية ضد بي بي سي. أولًا، الموعد النهائي المحدد بعام واحد لرفع دعوى تشهير في إنجلترا قد انتهى قبل أسبوعين، مما يجعل من غير المرجح رفع دعوى ناجحة. كما أن أحكام التشهير في المحكمة العليا نادرًا ما تتجاوز 100 ألف جنيه إسترليني.

التهديد والمطالبة بالتعويض

هدد محامي ترامب بي بي سي برفع دعوى تشهير بقيمة مليار دولار، مطالبًا باعتذار للرئيس والسحب “الكامل والعادل” للفيلم الوثائقي. الرسالة استشهدت بقانون التشهير في فلوريدا الذي يتطلب إرسال خطاب إلى المؤسسات الإخبارية قبل خمسة أيام من رفع أي دعوى قضائية.

استنتاج

على الرغم من أن تهديد ترامب برفع دعوى قضائية ضد بي بي سي قد يكون له تأثير على سمعة الإذاعة، إلا أنه يبدو أن هذا التهديد مجرد خدعة لا أساس لها قانونيًا. التحديات القانونية التي يواجهها ترامب، بالإضافة إلى سمعته المتضررة بالفعل، تجعل من غير المرجح أن ينجح في رفع دعوى قضائية ناجحة. ومع ذلك، قد يكون لهذا التهديد تأثير على دفع تعويضات بسبب استعداد ترامب لاستخدام الدعاوى القضائية كشكل من أشكال عقد الصفقات.

الآثار المحتملة

إذا فاز ترامب بطريقة أو بأخرى بالمليارات من بي بي سي، فقد يسحق ذلك المؤسسة الإخبارية التي يتم تمويلها في الغالب من خلال رسوم يتم فرضها على جميع مالكي أجهزة التلفزيون في المملكة المتحدة. لكن هذه النتيجة غير مرجحة، ويجب على هيئة الإذاعة أن تتمسك بموقفها وتتجنب الضرر الناجم عن إعادة النظر في أحداث 6 يناير التي سيتم التحقيق فيها في المحاكمة.

السؤال هو: هل سببت بي بي سي ضرراً في عقول الناس؟ لأن ترامب تم انتخابه بعد ذلك، لا يبدو أن الأمر قد حدث. في النهاية، يجب على هيئة الإذاعة البريطانية أن تتحلى بالصبر والثبات في مواجهة هذه التحديات.

شاركها.
Exit mobile version