دنفر (أ ف ب) – بعد معركة قانونية طويلة، أُعيدت كيمبرلي سينجلر، امرأة من ولاية كولورادو، إلى الولايات المتحدة لمواجهة اتهامات بالقتل من الدرجة الأولى في قضية هزت المجتمع. تشتبه السلطات في أنها قتلت طفليها الصغيرين خلال نزاع مرير على الحضانة مع زوجها السابق قبل عامين. هذه القضية المأساوية، التي تتضمن اتهامات بالقتل العمد وتغييرات في أقوال الشهود، تثير تساؤلات حول الصحة النفسية وتأثير معارك الحضانة على الأطفال.

تسليم كيمبرلي سينجلر من بريطانيا إلى كولورادو

أعلن المدعي العام لمنطقة كولورادو سبرينغز، مايكل ألين، يوم الثلاثاء عن تسليم سينجلر، البالغة من العمر 37 عامًا، بعد أن قضت شهورًا في بريطانيا. تم القبض عليها في لندن في ديسمبر 2023، بعد وقت قصير من العثور على جثتي ابنتها البالغة من العمر 9 سنوات وابنها البالغ من العمر 7 سنوات في منزلهما في كولورادو سبرينغز. نجت ابنتها الكبرى، البالغة من العمر 11 عامًا، من الهجوم، لكنها عانت من إصابات.

سينجلر، التي كانت تخضع لرقابة مشددة، ستُحتجز بدون كفالة على الأقل حتى جلسة استماع أولية لتحديد ما إذا كانت هناك أدلة كافية للمضي قدمًا في المحاكمة. من المتوقع أن تُعقد هذه الجلسة في غضون 30 يومًا، مع إمكانية وجود استثناءات. هذا التسليم يمثل خطوة حاسمة في سعي العدالة في هذه القضية المروعة.

تفاصيل القضية وتطورات التحقيق

في البداية، ادعت سينجلر أنها تعرضت لهجوم من قبل متسلل، مما أدى إلى إصابتها بجروح سطحية بسكين. لكن ابنتها الناجية قدمت في البداية شهادة تدعم رواية والدتها، قائلة إن شخصًا غريبًا دخل المنزل وهاجمهم. إلا أن الشرطة لاحظت تناقضات في أقوال الفتاة، وبعد فترة وجيزة، غيرت قصتها.

هذا التحول في شهادة الابنة دفع الشرطة إلى التركيز على سينجلر كالمشتبه به الرئيسي. وبحلول 26 ديسمبر 2023، كانت سينجلر قد غادرت الولايات المتحدة بشكل غير متوقع. تم العثور عليها بعد أربعة أيام في حي تشيلسي الراقي في لندن، وتم اعتقالها. لم تتضح بعد الأسباب التي دفعتها إلى السفر إلى بريطانيا.

ادعاءات حول تهديدات الزوج السابق وتأثيرها

وفقًا لوثائق المحكمة البريطانية، زعمت سينجلر أن زوجها السابق كان “يهدد بقتل العائلة” وأنها كانت تخشى أن يحاول “تلفيق التهمة لها” و”أخذ الأطفال منها”. القاضي جون زاني، الذي نظر في قضية تسليمها، ذكر هذه الادعاءات في حكمه.

ومع ذلك، كشفت سجلات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) أن الزوج السابق كان يقود شاحنة على بعد حوالي 130 كيلومترًا وقت وقوع الجريمة، مما يضعف ادعاءات سينجلر. التحقيقات مستمرة لتحديد الدافع الحقيقي وراء هذه الجريمة المروعة. القتل العمد للأطفال هو موضوع حساس للغاية، وتتطلب هذه القضية دراسة متأنية لجميع الجوانب.

دور الابنة الناجية في المحاكمة

من المتوقع أن تكون الابنة الناجية، التي تبلغ من العمر الآن 13 عامًا، شاهدة رئيسية في المحاكمة. شهادتها ستكون حاسمة في تقديم الأدلة وتحديد ما إذا كانت سينجلر مسؤولة عن القتل المزدوج. من الواضح أن هذه التجربة كانت مؤلمة للغاية بالنسبة للفتاة، وسيتطلب الأمر دعمًا نفسيًا كبيرًا لمساعدتها على التعامل مع الصدمة.

أدريان فاسكويز، قائد شرطة كولورادو سبرينغز، أكد على أهمية هذا اليوم في التحقيق، قائلاً: “يعد اليوم علامة بارزة في هذا التحقيق الجنائي. سينجلر متهم بارتكاب عمل لا يمكن تصوره.. أعلم أن هذه الأفعال أثرت بشدة على هذا المجتمع، وقلوبنا تظل مع الضحايا.” هذه القضية تذكرنا بالآثار المدمرة للعنف الأسري وأهمية حماية الأطفال.

معركة التسليم والاعتبارات القانونية

واجهت سينجلر معركة قانونية طويلة ضد تسليمها إلى الولايات المتحدة. جادل محاميها في لندن، إدوارد فيتزجيرالد، بأنه لا ينبغي تسليمها لأنها إذا أدينت بالقتل من الدرجة الأولى في كولورادو، فإنها ستواجه حكمًا بالسجن المؤبد دون إفراج مشروط، وهو حكم يتعارض مع القانون الأوروبي لحقوق الإنسان. يذكر أن فيتزجيرالد هو أيضًا محامي جوليان أسانج، مؤسس ويكيليكس، في معركته ضد التسليم.

القاضي رفض طعن سينجلر في البداية، وتم رفض طلبها للاستئناف لاحقًا. بالإضافة إلى تهمتي القتل، تواجه سينجلر تهمة محاولة قتل وثلاث تهم بإساءة معاملة الأطفال وتهمة اعتداء واحدة. هذه التهم المتعددة تشير إلى أن السلطات لديها أدلة قوية ضدها.

الخلاصة

عودة كيمبرلي سينجلر إلى الولايات المتحدة تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة في هذه القضية المأساوية. التحقيقات الأولية والشهادات المتغيرة، بالإضافة إلى الادعاءات المتبادلة بين الزوجين السابقين، تجعل هذه القضية معقدة للغاية. من المتوقع أن تكون المحاكمة محورية، وستعتمد بشكل كبير على شهادة الابنة الناجية والأدلة التي جمعتها الشرطة. هذه القضية تثير تساؤلات مهمة حول الصحة النفسية، والعنف الأسري، وتأثير معارك الحضانة على الأطفال، وتذكرنا بأهمية توفير الدعم والحماية للأكثر ضعفًا في مجتمعنا. سنبقى على اطلاع دائم بتطورات هذه القضية ونتمنى العدالة للضحايا وعائلاتهم.

شاركها.
Exit mobile version