في تطور دراماتيكي هز الأوساط السياسية في البرازيل، قضى الرئيس البرازيلي السابق، جايير بولسونارو، أول ليلة له في السجن بعد أمر قضائي بإيداعه الحبس الاحتياطي. وتأتي هذه الخطوة على خلفية اتهامات له بمحاولة الانقلاب للبقاء في السلطة بعد خسارته الانتخابية أمام لويز إيناسيو لولا دا سيلفا في عام 2022. هذا الحدث يثير تساؤلات حول مستقبل بولسونارو ومسار الديمقراطية في البرازيل.

تفاصيل الاعتقال وادعاءات الرئيس السابق

أمر القاضي ألكسندر دي مورايس، من المحكمة العليا البرازيلية، بإيداع بولسونارو السجن يوم السبت، معتبرًا إياه خطرًا محتملاً للهروب. وقبل ذلك، كان بولسونارو يخضع للإقامة الجبرية. وفي أول يوم كامل له في السجن، قدم الرئيس السابق تفسيراً مثيراً للجدل حول انتهاكه لجهاز المراقبة الإلكترونية المثبت في كاحله.

انهيار عصبي وهلوسات؟

وفقًا لشهادة القاضية المساعدة لوسيانا سورينتينو، أخبر بولسونارو القاضي بأنه عانى من “هلوسة” بسبب اعتقاده بوجود تنصت على جهاز المراقبة، مما دفعه إلى محاولة فحص الجهاز. وأضاف أنه لا يتذكر تعرضه لانهيار عصبي مماثل من قبل، مشيرًا إلى أن السبب المحتمل قد يكون تغييرًا في أدويته الأسبوع الماضي. إلا أنه نفى بشكل قاطع أي نية للهروب.

وتشير الوثائق القضائية إلى أن بولسونارو ذكر شعوره بـ “نوع من جنون العظمة” دفع فضوله إلى العبث بالجهاز. وأكد أنه كان برفقة ابنته وشقيقه ومساعده أثناء الحادث، ولم يلاحظ أي منهم ما كان يفعله.

ردود الفعل الرسمية والطبية

تلقى القاضي دي مورايس تقريرًا عن انتهاك جهاز المراقبة في الساعة 12:08 صباحًا يوم السبت، مما أدى إلى إصدار أمر الاعتقال بعد ساعات قليلة. في المقابل، أصدر أطباء بولسونارو بيانًا مشتركًا أعلنوا فيه وقف استخدام الدواء الذي يعتقد أنه تسبب في هذه الأعراض، مؤكدين أن صحته الجسدية جيدة.

قرار المحكمة العليا وتهمة الانقلاب

في سبتمبر الماضي، حكمت لجنة من المحكمة العليا في البرازيل بأن بولسونارو حاول القيام بانقلاب والاحتفاظ بالسلطة بعد هزيمته أمام لولا دا سيلفا. ومن المقرر أن تصوت اللجنة نفسها يوم الاثنين على أمر الاعتقال الاحتياطي.

محامو بولسونارو يواصلون المطالبة بإعادته إلى الإقامة الجبرية بسبب تدهور حالته الصحية، وهو طلب رفضه القاضي دي مورايس في السابق.

ردود فعل شعبية وسياسية متباينة

أثارت قضية سجن بولسونارو ردود فعل متباينة في البرازيل وخارجها. سمحت المحكمة بزيارة الرئيس السابق من قبل زوجته السابقة، ميشيل بولسونارو، التي لم تدل بأي تصريحات للصحافة بعد زيارتها.

تعليق لولا دا سيلفا والمظاهرات

أدلى الرئيس الحالي، لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، بأول تعليق له بشأن سجن سلفه خلال اجتماع مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا، قائلاً: “حكمت المحكمة وقررت. الجميع يعرف ما فعله.”

في الوقت نفسه، شهدت مدن برازيلية مختلفة مظاهرات مؤيدة ومعارضة لـ بولسونارو. حمل المتظاهرون المؤيدون لافتات تطالب بإقالة لولا ودي مورايس، بينما احتفل معارضو الرئيس السابق بسجنه. وفي ساو باولو، تم عرض دمية عملاقة للرئيس السابق يرتدي زي سجين، بينما ابتهج موكب الفخر في ريو دي جانيرو بالقرار القضائي.

مستقبل التحقيقات وتداعياتها

تظل قضية بولسونارو قيد التحقيق، ومن المتوقع أن تشهد تطورات جديدة في الأيام القادمة. القرار النهائي بشأن أمر الاعتقال الاحتياطي سيحدد مسار القضية ومستقبل الرئيس السابق. هذا الحدث يمثل لحظة حاسمة في تاريخ البرازيل، ويثير تساؤلات حول قوة المؤسسات الديمقراطية وقدرتها على محاسبة المسؤولين السابقين. كما يلقي الضوء على الانقسامات السياسية العميقة التي لا تزال تعاني منها البلاد بعد انتخابات عام 2022. الوضع السياسي في البرازيل يتطلب متابعة دقيقة وتحليل معمق لفهم التداعيات المحتملة لهذا الحدث التاريخي.

الكلمات المفتاحية الثانوية: الإقامة الجبرية، المحكمة العليا البرازيلية، محاولة الانقلاب.

شاركها.
Exit mobile version