هجوم تايبيه بالسكاكين: تفاصيل الحادث ودوافع المشتبه به
صدمت مدينة تايبيه، عاصمة تايوان، بهجوم مروع بالسكاكين وقنابل الدخان يوم الجمعة، أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 11 آخرين. وقد أعلنت السلطات التايوانية يوم السبت عن تحديد هوية المشتبه به وتفاصيل خططه المسبقة لهذا العمل الإجرامي الذي هز أركان الجزيرة. هذا الهجوم في تايبيه أثار موجة من الصدمة والخوف، ودفع السلطات إلى تشديد الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء المدينة، خاصة مع اقتراب احتفالات رأس السنة الجديدة.
تفاصيل الهجوم العشوائي
بدأ المشتبه به في تايبيه، الذي تم تحديده لاحقًا باسم تشانغ وين، البالغ من العمر 27 عامًا، سلسلة الهجمات في حوالي الساعة 3:40 مساءً بالتوقيت المحلي. ووفقًا لتصريحات تشانغ جونج هسين، المدير العام لوكالة الشرطة الوطنية، فقد بدأ تشانغ وين بإشعال النيران في الطرق وإلحاق الضرر بالمركبات، بما في ذلك السيارات والدراجات النارية، بالإضافة إلى إحراق المكان الذي يقيم فيه.
لاحقًا، قام المهاجم بإلقاء قنابل دخان بالقرب من مخارج محطة مترو تايبيه الرئيسية، مما أدى إلى حالة من الذعر والفوضى بين الركاب. ثم استخدم سكينًا لاعتداء على أحد الأشخاص، مما أدى إلى وفاته.
مسار هروب المهاجم وتصعيد العنف
بعد الهجوم الأول، تحرك المشتبه به تحت الأرض باتجاه الفندق الذي كان يقيم فيه. خلال هذا المسار، استمر في إلقاء قنابل الدخان، ثم قام بطعن شخص آخر خارج متجر Eslite Spectrum Nanxi، مما أدى إلى وفاته أيضًا.
لم يتوقف تشانغ وين عند هذا الحد، بل قام بإصابة شخص ثالث بجروح قاتلة في الطابق الرابع من نفس المتجر قبل أن يقفز من الطابق الخامس ويلقى حتفه. هذا التصعيد في العنف يثير تساؤلات حول دوافع المهاجم وحالته العقلية.
التحقيقات جارية: دوافع الهجوم والتحضيرات المسبقة
السلطات التايوانية تواصل تحقيقاتها المكثفة لكشف النقاب عن الدوافع الحقيقية وراء هذا العمل الإجرامي في تايوان. حتى الآن، تشير التحقيقات الأولية إلى أن تشانغ وين خطط للهجوم بشكل عشوائي، وتصرف وفقًا لخطته المسبقة.
وقال تشانغ جونج هسين إن التحقيق لم يكشف عن أي تورط لأشخاص آخرين في الهجوم، مما يعزز فرضية أن تشانغ وين تصرف بمفرده. ومع ذلك، لا تزال السلطات تبحث في خلفيته، ودوافعه، وموارده المالية، وما إذا كان قد تلقى أي مساعدة من أي طرف.
خلفية المشتبه به والخدمة العسكرية
كشفت التحقيقات أيضًا عن تفاصيل مثيرة حول خلفية تشانغ وين. فقد خدم في الجيش بشكل طوعي، لكنه طُرد بسبب القيادة تحت تأثير الكحول. كما كان مطلوبًا للشرطة منذ يوليو الماضي بعد فشله في أداء الخدمة العسكرية الإلزامية.
بالإضافة إلى ذلك، ذكرت السلطات أن تشانغ وين لم يتصل بعائلته لأكثر من عامين، وأن لديه اهتمامًا بالأسلحة النارية منذ صغره. هذه المعلومات قد تساعد في فهم العوامل التي ساهمت في تطور سلوكه العنيف.
ردود الفعل الرسمية والإجراءات الأمنية المعززة
أعرب الرئيس التايواني لاي تشينغ تي عن صدمته العميقة بالهجوم، ودعا إلى إجراء تحقيق شامل في الحادث. وشدد على ضرورة النظر في جميع جوانب القضية، بما في ذلك خلفية المشتبه به، ودوافعه، وموارده المالية، وما إذا كان قد تلقى أي مساعدة من آخرين.
في أعقاب الهجوم، قامت السلطات التايوانية بتشديد الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء البلاد، وخاصة في الأماكن المزدحمة والمناسبات الكبيرة. ويشمل ذلك زيادة عدد الدوريات الأمنية، وتفتيش الحقائب، وتفعيل كاميرات المراقبة. كما تم اتخاذ تدابير أمنية خاصة لحماية احتفالات ليلة رأس السنة الجديدة، التي عادة ما تجذب حشودًا كبيرة من السكان المحليين والسياح.
مصدر قنابل الدخان
أفاد المسؤولون أن قنابل الدخان التي استخدمها المهاجم كانت متاحة للشراء عبر الإنترنت، وأن المشتبه به زار هذه المواقع قبل تنفيذ الهجوم. هذا الأمر يثير تساؤلات حول سهولة الحصول على هذه الأدوات، وإمكانية استغلالها في أعمال عنف أخرى. قد تدفع هذه الحادثة السلطات إلى مراجعة قوانين ولوائح بيع قنابل الدخان عبر الإنترنت.
الوضع الحالي وعدد المصابين
لا يزال ستة مصابين يتلقون العلاج في المستشفيات، حيث يعالج اثنان منهم في وحدات العناية المركزة. ومع ذلك، أكدت السلطات أن حالتهما مستقرة بعد الخضوع لعمليات جراحية.
هذا الحادث المأساوي في تايبيه يمثل نقطة تحول في تاريخ تايوان، حيث أن جرائم العنف نادرة نسبيًا في الجزيرة. وتأمل السلطات أن تساعد التحقيقات الجارية في فهم دوافع المهاجم، ومنع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل. كما أن هذا الحادث يذكرنا بأهمية تعزيز الأمن المجتمعي، والاهتمام بالصحة النفسية للأفراد، والعمل على بناء مجتمع أكثر سلامًا وتسامحًا.


