في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، يترقب عشاق كرة القدم حول العالم كأس العالم المقبلة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. وبالرغم من التحديات الدبلوماسية، تأكد أن المنتخب الإيراني سيشارك في البطولة، وسيخوض على الأقل مباراة واحدة على الأراضي الأمريكية. هذا المقال يستعرض تفاصيل القرعة، التحديات التي تواجه الفريق الإيراني، وأهمية مشاركته في هذا الحدث العالمي.
قرعة كأس العالم وتجنب المواجهة المباشرة
أجريت قرعة كأس العالم يوم الجمعة، وأسفرت عن تجنب مواجهة مباشرة بين إيران والولايات المتحدة في دور المجموعات. هذا التجنب يأتي في ظل العلاقات المتوترة بين البلدين، خاصة بعد الغارات الجوية الأمريكية على أهداف إيرانية في يونيو الماضي، وحظر السفر الذي فرضته إدارة ترامب على المواطنين الإيرانيين.
ستبدأ إيران مشوارها في البطولة بمواجهة نيوزيلندا في سياتل أو إنجليوود بولاية كاليفورنيا في الخامس عشر من يونيو. ومن الممكن أن تقام المباراتان التاليتان للفريق عبر الحدود الكندية في فانكوفر، أو في نفس المدن الأمريكية. سيتم الإعلان عن الجدول الزمني التفصيلي للمباريات بشكل كامل يوم السبت من قبل الفيفا.
التحديات الدبلوماسية وتأشيرات السفر
مشاركة إيران في البطولة لم تخلُ من صعوبات دبلوماسية. فقد أعلنت إيران في البداية مقاطعة القرعة بسبب رفض منح تأشيرات سفر للعديد من المسؤولين، بمن فيهم رئيس اتحاد كرة القدم مهدي تاج والأمين العام هدايت مومبيني.
ولكن، عدلت إيران عن هذا القرار لاحقًا، وأكدت أن مدرب الفريق، أمير غالينوي، سيحضر الحدث في واشنطن. لم يتضح بعد ما إذا كان غالينوي قد حضر القرعة بالفعل.
تأتي هذه المشاكل في سياق حظر السفر الذي فرضته إدارة ترامب على مواطني 12 دولة، من بينها إيران، بالإضافة إلى هايتي. وعلى الرغم من الوعد بإعفاءات خاصة للاعبين والموظفين المسافرين لحضور كأس العالم، إلا أن هذه الإعفاءات لا تشمل الجماهير.
خلفية التوترات السياسية بين إيران والولايات المتحدة
تصاعدت التوترات بين إيران والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، حيث وصفت إدارة ترامب إيران بأنها “دولة راعية للإرهاب” وفرضت قيودًا صارمة على الزوار باستثناء حاملي التأشيرات القائمة أو التأشيرات الخاصة بالأقليات المضطهدة.
وفي يونيو الماضي، أمر ترامب بقصف إيران بصواريخ كروز وقنابل “خارقة للتحصينات” تستهدف محطات تخصيب اليورانيوم تحت الأرض. تلا ذلك إعلان وقف إطلاق النار بعد حرب استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، حليفة الولايات المتحدة. هذه الأحداث تلقي بظلالها على مشاركة إيران في كأس العالم وتزيد من تعقيد الأوضاع الدبلوماسية.
قوة كرة القدم الآسيوية ومسيرة إيران في كأس العالم
على الرغم من هذه التحديات، تظل إيران قوة كروية آسيوية راسخة. تحتل الفريق المرتبة العشرين على مستوى العالم حسب تصنيف الفيفا، وهي ثاني أفضل فريق آسيوي بعد اليابان.
يستعد المنتخب الإيراني للمشاركة في كأس العالم للمرة السابعة في تاريخه. ويعتمد الفريق على مجموعة من اللاعبين الموهوبين، وعلى رأسهم المهاجم مهدي تاريمي، الذي لعب لأندية أوروبية مرموقة مثل إنتر ميلان وبورتو وأولمبياكوس.
العلاقات مع المنافسين والذكرى المؤلمة
العلاقات الدبلوماسية الأكثر إشكالية لإيران في سياق كأس العالم هي مع مصر، حيث قطعت العلاقات بين البلدين عام 1979 بعد توقيع مصر معاهدة سلام مع إسرائيل.
كما أن وفاة ماهسا أميني في سبتمبر 2022 أثناء احتجازها من قبل شرطة الأخلاق في إيران أثارت احتجاجات واسعة النطاق وألقت بظلالها على مشاركة الفريق في كأس العالم الأخيرة في قطر. رفض الفريق الإيراني التوقيع على النشيد الوطني قبل مباراته الافتتاحية ضد إنجلترا، وشهدت مباراته الثانية ضد ويلز اشتباكات بين المشجعين والمؤيدين للحكومة.
خاتمة
مشاركة إيران في كأس العالم المقبلة تحمل في طياتها تحديات دبلوماسية وسياسية كبيرة. ومع ذلك، يظل الفريق الإيراني قوة كروية آسيوية قادرة على المنافسة وتحقيق نتائج إيجابية. من المؤمل أن تساهم هذه المشاركة في تعزيز الروح الرياضية والتواصل بين الثقافات، وأن تتجاوز التوترات السياسية لتركيز على المنافسة الشريفة في عالم كرة القدم. تابعونا لمزيد من التحديثات حول استعدادات إيران لكأس العالم وتحليلات مبارياتها.

