انخفاض التضخم في المملكة المتحدة يثير آمال خفض أسعار الفائدة
شهدت المملكة المتحدة انخفاضًا ملحوظًا في معدل التضخم خلال شهر أكتوبر، مسجلاً أدنى مستوى له منذ أربعة أشهر. هذا التطور الإيجابي عزز التوقعات بقرار محتمل من بنك إنجلترا بخفض أسعار الفائدة في الاجتماع القادم، مما يبشر بتخفيف الأعباء المالية على الأفراد والشركات. البيانات الرسمية الصادرة الأربعاء أظهرت أن التضخم السنوي، المقاس بمؤشر أسعار المستهلكين، تباطأ إلى 3.6% في أكتوبر، مقارنة بـ 3.8% في الشهر السابق.
تطورات التضخم في المملكة المتحدة: نظرة تفصيلية
على الرغم من أن هذا المعدل يمثل تحسنًا ملحوظًا، إلا أنه لا يزال أعلى قليلاً من توقعات معظم الاقتصاديين الذين توقعوا 3.5%. يعزى هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى تراجع فواتير الطاقة المحلية، وهو ما أثر بشكل إيجابي على المؤشر العام. ومع ذلك، شهدت أسعار المواد الغذائية انتعاشًا طفيفًا، مما قلل من الأثر الهبوطي الكلي.
العوامل المؤثرة في التضخم
تأثر التضخم في المملكة المتحدة بعدة عوامل خلال الأشهر الأخيرة، بما في ذلك ارتفاع أسعار الطاقة العالمية، واضطرابات سلاسل التوريد، وزيادة الطلب الاستهلاكي بعد جائحة كوفيد-19. بالإضافة إلى ذلك، لعبت التغيرات في أسعار صرف العملات دورًا في تحديد تكلفة الواردات، مما أثر بدوره على أسعار السلع والخدمات. الآن، مع استقرار أسعار الطاقة وتخفيف بعض الضغوط على سلاسل التوريد، بدأنا نرى تأثير ذلك على معدل التضخم.
توقعات بنك إنجلترا وخفض أسعار الفائدة
على الرغم من أن التضخم لا يزال أعلى من الهدف المحدد من قبل بنك إنجلترا وهو 2%، يعتقد معظم الاقتصاديين أن البنك المركزي سيمضي قدمًا في خفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة في اجتماعه المقبل في 18 ديسمبر. هذا التوقع مدعوم بضعف سوق العمل وتوقف النمو الاقتصادي، مما يشير إلى أن الاقتصاد البريطاني يحتاج إلى دعم إضافي.
تأثير الميزانية على قرارات البنك المركزي
تأتي هذه القراءة الأخيرة للتضخم قبل أسبوع من الكشف عن الميزانية التي طال انتظارها لوزيرة الخزانة راشيل ريفز. من المتوقع على نطاق واسع أن تتضمن الميزانية زيادات في الضرائب لسد العجز الكبير في المالية العامة. وفي هذا السياق، أكدت راشيل ريفز أنها تخطط لاتخاذ “إجراءات مستهدفة” في الميزانية للمساعدة في تخفيف تكاليف المعيشة على المواطنين.
يرى سورين ثيرو، مدير الاقتصاد في معهد المحاسبة ICAEW، أن الميزانية تمثل عقبة رئيسية أمام خفض أسعار الفائدة. فصناع السياسات يرغبون في تقييم تأثير السياسات المالية الجديدة قبل اتخاذ قرار بشأن تخفيض آخر في تكاليف الاقتراض.
الوضع الاقتصادي العام وتأثيره على المستهلكين
الوضع الاقتصادي العام في المملكة المتحدة لا يزال هشًا. فبالإضافة إلى التضخم المرتفع، يواجه الاقتصاد تحديات أخرى مثل انخفاض الإنتاجية وارتفاع الديون الحكومية. هذه العوامل تؤثر سلبًا على ثقة المستهلكين وتعيق النمو الاقتصادي.
الأسعار الاستهلاكية تظل مصدر قلق كبير للمواطنين، حيث يواجهون صعوبة في تغطية نفقاتهم الأساسية. خفض أسعار الفائدة، إذا تم تنفيذه، يمكن أن يساعد في تخفيف بعض هذه الضغوط من خلال تقليل تكلفة القروض العقارية وقروض المستهلكين.
توقعات مستقبلية
في وقت سابق من هذا الشهر، أبقى بنك إنجلترا على سعر الفائدة الأساسي دون تغيير عند 4%. ومع ذلك، أشار عدد قليل من صناع السياسات إلى أنهم قد يحتاجون إلى مزيد من المعلومات حول مدى سرعة تراجع التضخم نحو الهدف قبل دعم خفض آخر في تكاليف الاقتراض.
من المتوقع أن يستمر التضخم في الانخفاض في الأشهر القادمة، ولكن من غير المرجح أن يصل إلى هدف البنك المركزي البالغ 2% قبل نهاية العام المقبل. النمو الاقتصادي يتوقع أن يظل ضعيفًا، مما يزيد من الضغوط على بنك إنجلترا لاتخاذ إجراءات لدعم الاقتصاد.
الخلاصة
إن انخفاض معدل التضخم في المملكة المتحدة يمثل تطورًا إيجابيًا، ولكنه ليس كافيًا لتهدئة المخاوف بشأن الوضع الاقتصادي العام. قرار بنك إنجلترا بشأن أسعار الفائدة في ديسمبر سيكون حاسمًا، وسيعتمد على تقييم دقيق للبيانات الاقتصادية وتأثير الميزانية الجديدة. من المهم أن يراقب المستهلكون والشركات عن كثب هذه التطورات، وأن يتخذوا القرارات المالية المناسبة بناءً على الظروف المتغيرة. لمزيد من المعلومات حول الوضع الاقتصادي في المملكة المتحدة، يمكنكم زيارة الموقع الرسمي لبنك إنجلترا ومكتب الإحصاءات الوطنية.

