برنامج العودة التابع للمنظمة الدولية للهجرة: وعود لم تُنفذ
في إطار جهود الاتحاد الأوروبي لإبقاء المهاجرين خارج أوروبا، أطلق برنامجًا بتمويل كبير للمنظمة الدولية للهجرة بهدف مساعدة المهاجرين الأفارقة على العودة إلى أوطانهم ودعمهم في إعادة الإدماج. ولكن، يبدو أن هناك فجوة كبيرة بين الوعود والتنفيذ.
ماذا يقول العائدون؟
أجرت وكالة أسوشييتد برس مقابلات مع عدد من العائدين في غامبيا وغينيا، واكتشفت أن العديد منهم لم يتلقوا الدعم الموعود. يقول كابينت كانتي، شاب غيني يبلغ من العمر 20 عامًا، إنه أمضى عامين في محاولة الوصول إلى أوروبا، ولكن تم اعتراضه في البحر وإلقاؤه في الصحراء. وعاد إلى غينيا بمساعدة المنظمة الدولية للهجرة، ولكن لم يتلقَ الدعم الموعود لتعلم قيادة الجرافة. يقول كانتي: “في الوقت الحالي، لا أفعل شيئًا”.
ماذا تقول المنظمة الدولية للهجرة والاتحاد الأوروبي؟
ردًا على هذه الادعاءات، قالت المنظمة الدولية للهجرة إنها “تشعر بالقلق” لمعرفة الأشخاص الذين ظلوا ينتظرون الدعم، وأكدت أنها سعيدة بالنظر في هذه الحالات. وأضافت أن التأخير يمكن أن يحدث بسبب ارتفاع عدد القضايا أو عدم اكتمال الوثائق. من ناحية أخرى، لم يرد الاتحاد الأوروبي على أسئلة تتجاوز تكرار تصريحات المنظمة الدولية للهجرة.
انتقادات الخبراء
انتقد خبراء الهجرة برنامج العودة التابع للمنظمة الدولية للهجرة، مشيرين إلى أن دعم المتابعة الموعود غالبًا ما يكون من المستحيل تقديمه بسبب ضعف الخدمات الحكومية في الدول الأصلية للمهاجرين. يقول كميل لو كوز، مدير معهد سياسات الهجرة: “الجزء الرئيسي المفقود هو دعم العائدين لإعادة إدماجهم، والحصول على الحماية الاجتماعية وأسواق العمل”. ويضيف الحاج محمد ديالو، مدير المنظمة الغينية لمكافحة الهجرة غير النظامية، أن “الهجرة أمر طبيعي. وحجب الإنسان مثل حجب المد. عندما تمنع الماء، سيجد الماء طريقه”.
استنتاج
في النهاية، يبدو أن برنامج العودة التابع للمنظمة الدولية للهجرة لم يفِ بوعوده، مما يترك العديد من العائدين يواجهون الصدمة والديون الهائلة والعار العائلي بمفردهم. يجب على الاتحاد الأوروبي والمنظمة الدولية للهجرة إعادة تقييم برنامجهم وضمان تقديم الدعم الكافي للعائدين. كما يجب على المجتمع الدولي أن يدرك أن الهجرة أمر طبيعي، وأن حجبها قد يؤدي إلى نتائج غير مرغوبة.

