في عام 2026، يستعد الكون لتقديم عروض مذهلة، بدءًا من عودة رواد الفضاء إلى القمر بعد غياب دام أكثر من 50 عامًا، وصولًا إلى ظواهر فلكية نادرة مثل الكسوفات والشفق القطبي. سيكون القمر بطلًا رئيسيًا في هذه الأحداث، حيث يشهد عودة الاهتمام به مع خطط متعددة للهبوط عليه، بالإضافة إلى ظهوره بشكل استثنائي كأقمار عملاقة وزرقاء. هذا العام يحمل معه وعدًا بمشاهدة لا تُنسى لعشاق الفضاء والجمهور على حد سواء.
عودة إلى القمر: استكشاف جديد يبدأ
يشهد عام 2026 بداية حقبة جديدة من استكشاف القمر. مهمة ناسا القادمة، بقيادة ريد وايزمان، تهدف إلى إرسال رواد فضاء ليكونوا أول من يدرس عن كثب الجانب البعيد من القمر، وهو الجزء الذي لم تتمكن بعثات أبولو من الوصول إليه بشكل كامل. ستوفر هذه الملاحظات بيانات قيمة للجيولوجيين والعلماء الآخرين لتحديد أفضل المواقع للهبوط في المستقبل.
هذه المهمة ليست سوى البداية. برنامج استكشاف القمر “أرتيميس” التابع لناسا يخطط لإرسال المزيد من الفرق إلى القمر، بينما تستعد شركات أخرى، مثل Blue Origin التابعة لجيف بيزوس، لإطلاق مركبات هبوط روبوتية متطورة.
Blue Origin وقمرها العملاق
تستعد شركة Blue Origin لإطلاق نموذج أولي لمركبة الهبوط على سطح القمر، والمعروفة باسم “Blue Moon”. هذه المركبة، التي يبلغ ارتفاعها 26 قدمًا (8 أمتار)، أكبر بكثير من المركبة التي استخدمتها بعثات أبولو، وستكون قادرة على نقل كميات أكبر من المعدات والرواد إلى سطح القمر. النسخة المخصصة للطاقم ستكون ضعف هذا الارتفاع تقريبًا. بالإضافة إلى Blue Origin، تعمل شركات مثل Astrobotic Technology وIntuitive Machines وFirefly Aerospace على تطوير مركبات هبوط خاصة بها، بهدف الوصول إلى القمر في عام 2026.
ظواهر الكسوف: الشمس والقمر في رقصة كونية
بالإضافة إلى استكشاف القمر، سيشهد عام 2026 كسوفات مذهلة للشمس والقمر. في فبراير، سيحدث كسوف حلقي للشمس فوق القطب الجنوبي، وهو حدث نادر يمكن مشاهدته جزئيًا من جنوب أفريقيا وتشيلي والأرجنتين. وفي أغسطس، سيشهد العالم كسوفًا كليًا للشمس يبدأ فوق القطب الشمالي ويمر عبر جرينلاند وأيسلندا وإسبانيا، ويستمر لمدة دقيقتين و18 ثانية.
على الرغم من أن كسوف 2026 سيكون مثيرًا للإعجاب، إلا أنه لا يقارن بكسوف عام 2027، الذي سيستمر لمدة 6 دقائق ونصف ويمر فوق المزيد من البلدان. بعد الكسوف الحلقي للشمس، سيتبع ذلك خسوف كلي للقمر، ثم خسوف جزئي للقمر في نهاية أغسطس.
عرض الكواكب: تجمع سماوي نادر
في 28 فبراير تقريبًا، ستشهد سماء الليل تجمعًا فريدًا لستة من الكواكب الثمانية في نظامنا الشمسي. عطارد والزهرة والمشتري وزحل وأورانوس ونبتون ستظهر جنبًا إلى جنب، مما يخلق مشهدًا سماويًا لا بد من مشاهدته. يمكن رؤية معظم هذه الكواكب بالعين المجردة، على الرغم من أن أورانوس ونبتون قد يتطلبان استخدام المناظير أو التلسكوبات. المريخ سيكون الكوكب الوحيد الغائب عن هذا التجمع، لكنه سينضم إلى موكب الكواكب في أغسطس.
الأقمار العملاقة: مشهد يخطف الأنفاس
سيضيء القمر العملاق سماء الليل ثلاث مرات في عام 2026. يحدث هذا عندما يكون القمر في أقرب نقطة له إلى الأرض في مداره الإهليلجي. تظهر الأقمار العملاقة أكبر حجمًا وأكثر إشراقًا من المعتاد، مما يجعلها مشهدًا ممتعًا للجمهور ولا تتطلب أي معدات خاصة. ستحدث الأقمار العملاقة في يناير ونوفمبر وديسمبر، مع وصول القمر العملاق الأخير إلى أقرب مسافة له من الأرض في ليلة عيد الميلاد، حيث سيكون على بعد 221,668 ميلًا (356,740 كيلومترًا).
الشفق القطبي: أضواء الشمال والجنوب
من المتوقع أن يشهد عام 2026 زيادة في النشاط الشمسي، مما قد يؤدي إلى عواصف مغناطيسية أرضية وظهور الشفق القطبي المذهل في أماكن غير متوقعة. على الرغم من أن النشاط الشمسي قد يبدأ في التراجع مع نهاية العام، إلا أن العلماء يتوقعون أن يكون عام 2026 عامًا مثيرًا لعشاق الطقس الفضائي، خاصة مع إطلاق مرصد جديد لقياس الرياح الشمسية. هذه المركبة الفضائية الجديدة ستساعد العلماء على فهم الشمس بشكل أفضل والتنبؤ بتأثيراتها على الأرض.
مذنب بين النجوم و كوكب المشتري
بالإضافة إلى ذلك، سيظل المذنب الذي اكتشف مؤخرًا قادمًا من خارج نظامنا الشمسي مرئيًا باستخدام التلسكوبات القوية، على الرغم من أنه يتلاشى تدريجيًا. في مارس، سيكون كوكب المشتري في موقع ممتاز للمشاهدة. هذا المذنب هو الزائر الثالث المعروف لنا من بين النجوم، ويتوقع العلماء المزيد من هذه الزيارات في المستقبل مع تحسن التكنولوجيا.
في الختام، يعد عام 2026 عامًا استثنائيًا لعشاق الفضاء والجمهور على حد سواء. مع عودة الاهتمام بـ القمر وظواهر فلكية نادرة مثل الكسوفات والأقمار العملاقة والشفق القطبي، سيكون هناك الكثير من الأسباب للنظر إلى السماء والدهشة بجمال الكون. تابعوا آخر الأخبار والتحديثات حول هذه الأحداث المذهلة، واستعدوا لتجربة لا تُنسى.

