في تطور مفاجئ، أعلن لاري سمرز، وزير الخزانة الأمريكي السابق، عن أخذ إجازة من منصبه التدريسي في جامعة هارفارد، وذلك على خلفية الكشف عن رسائل بريد إلكتروني تكشف عن علاقة ودية استمرت لفترة طويلة مع جيفري إبستين، المدان في قضايا الاعتداء الجنسي. هذا القرار يأتي بعد ضغوط متزايدة وتدقيق عام حول علاقته بإبستين، وتزامناً مع إعادة جامعة هارفارد فتح تحقيق في هذه العلاقات.
لاري سمرز وإجازة مفاجئة من جامعة هارفارد
أفاد المتحدث باسم سمرز أن الإجازة من منصبه كأستاذ في جامعة هارفارد، بالإضافة إلى منصبه كمدير لمركز موسافار-رحماني للأعمال والحكومة في كلية كينيدي، جاءت “في مصلحة المركز” بينما تجري الجامعة مراجعتها. وقد ألغى سمرز التزاماته العامة الأخرى، بما في ذلك إنهاء علاقته المهنية مع شركة OpenAI، مطور ChatGPT.
تفاصيل رسائل البريد الإلكتروني المثيرة للجدل
الرسائل التي تم الكشف عنها، والتي نشرتها صحيفة هارفارد كريمسون، تظهر تبادلاً ودياً بين سمرز وإبستين بعد إدانة الأخير في عام 2008 بقضايا تتعلق بالاعتداء الجنسي على قاصر. تتضمن الرسائل طلبات من إبستين للحصول على نصيحة بشأن علاقة رومانسية، وردود من سمرز تشير إلى تقديم المساعدة. في إحدى الرسائل، كتب إبستين: “أنا رجل جناح جيد جدًا، أليس كذلك؟” بينما رد سمرز في رسالة أخرى، متحدثاً عن إرسال رسالة نصية إلى امرأة، قائلاً: “هل أشكرها أم أشعر بالأسف على زواجي. أعتقد أن الأول”.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت الرسائل عن تبادل بين زوجة سمرز، إليسا نيو، وإبستين، حيث شكرته على ترتيب دعم مالي لمشروعها الشعري، واصفةً الهدية بأنها “غيرت كل شيء بالنسبة لي”.
ردود الفعل والتحقيقات الجارية
أثارت هذه الكشوفات موجة من الانتقادات، حيث دعت السيناتورة الديمقراطية إليزابيث وارين إلى مساءلة سمرز، قائلةً إنه “تقرب من الأغنياء والأقوياء – بما في ذلك مرتكب جرائم جنسية مدان. لا يمكن الوثوق به في مناصب النفوذ”.
جامعة هارفارد، التي أجرت تحقيقًا سابقًا في عام 2020، وجدت أن إبستين زار الحرم الجامعي أكثر من 40 مرة بعد إدانته، وتم منحه مكتبًا خاصًا وإمكانية الوصول إلى مركز الأبحاث. وقد تم منع إبستين من بدء بحث جديد أو تقديم المشورة للطلاب لمدة عامين على الأقل. ومع ذلك، فإن الكشف عن رسائل البريد الإلكتروني الجديدة دفع الجامعة إلى إعادة فتح التحقيق.
موقف لاري سمرز من القضية
في البداية، أصر سمرز على مواصلة التدريس، معربًا عن خجله من تواصله مع إبستين، لكنه أكد على أهمية الوفاء بالتزاماته التعليمية. ومع ذلك، تغير موقفه لاحقًا، وقرر أخذ الإجازة من منصبه التدريسي والإداري. في بيان سابق، أعرب سمرز عن “ندمه الشديد” على علاقته بإبستين، واصفًا إياها بأنها “خطأ كبير في الحكم”.
تداعيات أوسع نطاقاً وعلاقات سمرز المهنية
لم تقتصر تداعيات هذه القضية على جامعة هارفارد، بل امتدت لتشمل منظمات أخرى كان سمرز مرتبطًا بها. فقد أكد مركز التقدم الأمريكي ومركز التنمية العالمية ومختبر الميزانية في جامعة ييل إنهاء ارتباطهم بسمرز. كما أعلنت صحيفة نيويورك تايمز أنها لن تجدد عقده ككاتب رأي مساهم، وتلفزيون بلومبرج أنهى دوره كمساهم مدفوع الأجر.
هذه الأحداث تسلط الضوء على التدقيق المتزايد الذي يواجهه الأفراد المرتبطون بجيفري إبستين، وتأثير ذلك على حياتهم المهنية وسمعتهم. لاري سمرز يمثل حالة بارزة في هذا السياق، حيث يواجه عواقب وخيمة بسبب علاقاته السابقة.
مستقبل سمرز والتحقيقات المستمرة
لا يزال مستقبل سمرز في جامعة هارفارد غير واضح، حيث لم يتم تحديد موعد لعودته إلى التدريس. تعتمد عودته على نتائج التحقيق الذي تجريه الجامعة. هذه القضية تثير تساؤلات حول مسؤولية الأفراد في التعامل مع الأشخاص الذين لديهم سجلات إجرامية، وأهمية الحفاظ على معايير أخلاقية عالية في المناصب الأكاديمية والقيادية. التحقيق في علاقات إبستين مستمر، ومن المتوقع أن تكشف المزيد من التفاصيل في المستقبل القريب. قضية لاري سمرز هي تذكير بأهمية الشفافية والمساءلة في جميع جوانب الحياة العامة.


