تيك توك (TikTok) في مفاوضات متقدمة لبيع حصة كبيرة من أعمالها في الولايات المتحدة، وذلك بهدف تهدئة المخاوف الأمنية القومية التي أثارتها الحكومة الأمريكية. الاتفاق الجديد يتضمن استثمارات من شركات أمريكية وأبوظبية، لكن مع الحفاظ على سيطرة شركة بايتدانس (ByteDance) الصينية على الجوانب الأساسية للعمل. هذا التطور يثير تساؤلات حول مستقبل تيك توك في الولايات المتحدة وتأثيره على المستخدمين والمنافسة.
أعلنت تيك توك أنها توصلت إلى اتفاق مع تحالف يضم شركة أوراكل (Oracle) المملوكة لـ لاري إليسون، وشركة MGX القابضة للاستثمار من أبوظبي، وشركة سيلفر ليك (Silver Lake) للاستثمار الخاص. يهدف هذا الاتفاق إلى إنشاء كيان جديد مستقل في الولايات المتحدة، لكن الدور الرئيسي في إدارة الأعمال الأساسية سيبقى بيد بايتدانس.
خطة بيع تيك توك: ما هي التغييرات المتوقعة؟
وفقًا لمذكرة داخلية أرسلها الرئيس التنفيذي لتيك توك، شو تشو، إلى الموظفين، والتي حصلت عليها بيزنس إنسايدر (Business Insider)، فإن المستثمرين الجدد سيركزون بشكل أساسي على المهام المتعلقة بالأمن القومي، مثل إدارة البيانات وتدريب الخوارزميات. لن يكون لديهم تأثير كبير على الجوانب التجارية الرئيسية للشركة.
دور بايتدانس في الصفقة
على الرغم من بيع حصة كبيرة، ستحتفظ بايتدانس بالسيطرة على خطوط الأعمال الرئيسية مثل التجارة الإلكترونية والإعلان. أوضح شو تشو أن الإعلانات ستستمر في الوصول إلى الجماهير العالمية دون أي تأثير، وستظل بايتدانس مسؤولة عن استراتيجيات التسويق والتجارة الإلكترونية لتيك توك في الولايات المتحدة.
تفاصيل هيكل الاستثمار
سيحصل تحالف أوراكل وسيلفر ليك وMGX على حصة إجمالية تبلغ 45٪ في الكيان الجديد في الولايات المتحدة. وستذهب حوالي 30٪ من الأسهم إلى شركات تابعة لمستثمرين حاليين في بايتدانس، بينما ستحصل مجموعة غير محددة من المستثمرين الجدد على 5٪. ستحتفظ بايتدانس بحصة تبلغ حوالي 20٪، مع الاحتفاظ بالإشراف على العمليات العالمية.
يأتي هذا التطور بعد فترة طويلة من التدقيق الحكومي في تيك توك، حيث أعربت واشنطن عن مخاوفها بشأن إمكانية وصول الحكومة الصينية إلى بيانات المستخدمين الأمريكيين. في عام 2024 و 2025، واجهت الشركة ضغوطًا كبيرة، بما في ذلك قانون يهدد بحظر التطبيق إذا لم يتم بيعه لشركة أمريكية.
تقييم الصفقة، الذي ذكرت وكالة البيت الأبيض في سبتمبر أنه سيكون 14 مليار دولار، أقل بكثير من تقديرات مورنينغ ستار (Morningstar) التي بلغت 50 مليار دولار في يونيو. ربما يعكس هذا التركيز الأكبر على المخاوف الأمنية القومية بدلاً من القيمة التجارية المطلقة.
لا يزال الموظفون في تيك توك وبايتدانس ينتظرون توضيحًا حول كيفية تأثير هذا الاتفاق على هيكلهم التنظيمي ومسؤولياتهم. أحد موظفي تيك توك صرح بأنه على الرغم من وجود اتفاق، إلا أنه لا يزال من غير الواضح ما الذي يعنيه ذلك بالنسبة لهم.
لم ترد تيك توك وبايتدانس وMGX على طلبات التعليق. و رفضت أوراكل وسيلفر ليك تقديم أي تعليق.
من المتوقع أن يتم إغلاق الصفقة بحلول نهاية شهر يناير. يبقى أن نرى كيف ستسير عملية التحول وكيف ستتعامل تيك توك مع المتطلبات التنظيمية الجديدة. من المهم مراقبة التطورات المستقبلية، بما في ذلك أي تحديات قانونية أو مخاوف أمنية قد تنشأ، وكذلك تأثير هذه التغييرات على تجربة المستخدم والمشهد التنافسي في وسائل التواصل الاجتماعي. هذه الخطوة تعتبر جزءًا من جهود أوسع لتقييد وصول الشركات الصينية إلى التكنولوجيا الحساسة في الولايات المتحدة، مما قد يؤدي إلى مزيد من القيود في المستقبل. يتراوح الاهتمام أيضًا حول مستقبل منصات التواصل الاجتماعي و تأثير كل ذلك على البيانات الشخصية و خصوصية المستخدمين.

