ما هو الأفضل: وظيفة عن بعد براتب 120 ألف دولار أم وظيفة في المكتب براتب 240 ألف دولار؟ هذا السؤال أثار جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن شاركته صانعة المحتوى “تينكس” في مقطع فيديو على تطبيق تيك توك، حصد أكثر من 5 ملايين مشاهدة وآلاف التعليقات. النقاش حول العمل عن بعد والعودة إلى المكاتب يتصاعد مع اتخاذ شركات كبرى قرارات مختلفة بشأن سياسات العمل.

بدأت شركات مثل إنستغرام وتيك توك في إصدار أوامر بالعودة إلى العمل من المكتب لمدة خمسة أيام في الأسبوع، بينما تروج شركات أخرى لكونها “تعمل عن بعد أولاً” لجذب المواهب. هذا التباين في النهج يعكس تعقيد المشكلة وتأثيرها على الموظفين والشركات على حد سواء. الجدل لا يقتصر على الأرقام، بل يمتد ليشمل قضايا الصحة النفسية والتوازن بين العمل والحياة.

الجدل حول العمل عن بعد: أيهما أفضل للموظف؟

أعربت “تينكس” عن رأيها بوضوح: اختيار الراتب الأعلى هو الخيار الأمثل. وقالت في الفيديو: “ما الذي تعتقدون أنه يحدث في المكتب؟ الأمر ليس بهذه المخيفة.” هذا الرأي يركز على الجانب المادي، ويشير إلى أن الفوائد المالية قد تفوق أي مزايا أخرى للعمل من المكتب.

إلا أن العديد من التعليقات على الفيديو عبرت عن خلاف ذلك. أحد التعليقات الشائعة جاء فيه: “120 ألف دولار عن بعد في أي يوم. صحتي النفسية أكثر أهمية.” تعليق آخر قال: “المكتب سيء للغاية.” هذه التعليقات تسلط الضوء على أهمية الصحة النفسية والتوازن بين العمل والحياة بالنسبة للعديد من الموظفين.

وانتشر الجدل على نطاق أوسع، حيث قام العديد من صانعي المحتوى على تيك توك بإنشاء مقاطع فيديو خاصة بهم يقدمون فيها حججهم لصالح الوظيفة أو الأخرى. أكدت “توني تشيلدز” على الفرق الكبير في الراتب، قائلة: “بصراحة، هذا فرق 70 ألف دولار بعد الضرائب. هذا ما تتخلون عنه.”

أما “راي ترينا” فقد نصحت بقبول الراتب الأعلى، موضحة أن العمل بهذه الوظيفة لبضع سنوات إضافية يمكن أن يضع الموظف في وضع مالي أفضل بكثير. في المقابل، ذكرت “ماكنزي مارك” أنها ستختار الوظيفة عن بعد براتب 120 ألف دولار، مشيرة إلى أنها تعمل حاليًا في مجال التكنولوجيا عن بعد براتب 118 ألف دولار، وتلقت عروضًا تصل إلى 250 ألف دولار.

وأضافت مارك: “العمل عن بعد ليس شيئًا سأتنازل عنه.” وذكرت أنها تمكنت من بيع سيارتها والاعتماد على سيارة واحدة فقط مع شريكها الذي يعمل أيضًا عن بعد. “شانيل هاويل” اتفقت معها، قائلة: “يجب أن يدفعوا لي مبلغًا أكبر بكثير من 240 ألف دولار للعودة إلى المكتب خمسة أيام في الأسبوع.”

تأثير العمل عن بعد على الأمهات والآباء

انتقل الجدل أيضًا إلى منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، حيث تلقت منشورات “ليندسي ستامب” ردودًا متباينة. أحد المعلقين كتب: “خذوا هذا المبلغ الإضافي واشتروا حريتكم في وقت أقل.” وكتب آخر: “نعم. العمل عن بعد.”

بالنسبة للآباء والأمهات، قد يكون المرونة في العمل التي يوفرها العمل عن بعد أكثر قيمة، خاصة فيما يتعلق بمسؤوليات رعاية الأطفال. أحد صانعي المحتوى اقترح أن اختيار الوظيفة براتب 120 ألف دولار يجب أن يقتصر على أولئك الذين لديهم “طفلان أو أكثر تحت سن الرابعة.”

وعلقت “كايلين باتشكي” على فيديو “تينكس” قائلة: “إذا كنت أعزبًا، فسأختار الراتب الأعلى. أما بصفتي أمًا عاملة، فسأختار الراتب الأقل.” هذا يعكس التحديات الفريدة التي يواجهها الآباء والأمهات في تحقيق التوازن بين العمل والحياة.

هل هناك انقسام بين الأجيال حول العمل عن بعد؟

في مقطع الفيديو الأصلي، أشارت “تينكس” إلى أنها تستطيع تخمين عمر الشخص الذي طرح السؤال على الفور: الجيل زد. وقالت إن العمل في المكتب قد يكون مفيدًا لهذا الجيل، وأضافت: “قد يجعلكم أقل غرابة.” هذا التعليق يثير تساؤلات حول الاختلافات المحتملة في وجهات النظر بين الأجيال المختلفة.

لطالما كان الغرابة الاجتماعية للجيل زد موضوع نقاش على الإنترنت. في يوليو، انتشر مقطع فيديو يظهر “نظرة الجيل زد” على تيك توك، والذي يصور النظرة الواسعة التي يطلقها بعض الشباب في الأماكن العامة عند الرد على المحادثات البسيطة.

هل يرفض الجيل زد حقًا العمل في المكتب؟ يعتمد ذلك على من تسأل. فقد انجذب بعض أفراد الجيل زد إلى الوظائف عن بعد، مثل خدمة العملاء، نظرًا لوعدها بتحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة. لكن العديد منهم يتوقون بالفعل إلى التواجد في مكاتبهم.

وذكرت “جوليانا كابلان”، وهي من الجيل زد وتعمل في “بيزنس إنسايدر”، أن وظيفة 9 إلى 5 قبل الجائحة كانت “مدمرة للروح”. في المقابل، قال موظفون من الجيل زد في جولدمان ساكس وجوجل لـ “بيزنس إنسايدر” إنهم يريدون العمل شخصيًا.

وبعض الشباب عادوا إلى المكتب، ليكتشفوا أن مدراءهم يعملون عن بعد. وربما يقعون في الحب في المكتب أيضًا.

الوضع الحالي يشير إلى أن مستقبل العمل لا يزال غير واضحًا. من المتوقع أن تستمر الشركات في تقييم سياسات العمل الخاصة بها بناءً على احتياجاتها واحتياجات موظفيها. مستقبل العمل قد يشمل مزيجًا من العمل عن بعد والعمل في المكتب، مع التركيز على المرونة والإنتاجية. من المهم مراقبة التطورات في هذا المجال، بما في ذلك القرارات التي تتخذها الشركات الكبرى والاتجاهات الجديدة في سوق العمل.

شاركها.
Exit mobile version