يجذب اسم بيلي ماكفرلاند، رائد الأعمال الأمريكي المعروف بتنظيم مهرجان فاير كارثةً، الانتباه مجددًا مع إعلانه عن مهرجان جديد في منطقة الكاريبي تحت اسم “فينيكس” (Phoenix). يثير هذا الإعلان تساؤلات حول قدرة ماكفرلاند على النجاح بعد الفشل الذريع الذي مُني به في عام 2017، وما إذا كان “مهرجان فينيكس” سيكون مختلفًا عن سابقه أم لا. بدأ ماكفرلاند في الترويج للمهرجان، الذي من المقرر انطلاقه في ديسمبر 2025، ويضم فنانين مثل French Montana.
يقع المهرجان الجديد في جزيرة أوتيلا بهندوراس، وهي منطقة تشتهر بالغوص وصيد الأسماك، لكنها تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة لاستضافة حدث بهذا الحجم. يخطط ماكفرلاند لاستقبال 400 ضيف VIP، بالإضافة إلى بث مباشر للفعاليات لجمهور عالمي يُقدر بمئات الآلاف.
رحلة ماكفرلاند من السجن إلى مهرجان فينيكس
أُطلق سراح ماكفرلاند من السجن قبل أكثر من عامين من حكمه الصادر في قضية الاحتيال المتعلقة بمهرجان فاير. وقضى ماكفرلاند ست سنوات في السجن بعد إدانته بالاحتيال عبر الإنترنت، وأُمر بدفع 26 مليون دولار لضحاياه. ومنذ ذلك الحين، يقضي وقته في هندوراس للإعداد للمهرجان الجديد.
يذكر أن مهرجان فاير، الذي أقيم في جزر البهاما عام 2017، تحول إلى فوضى عارمة بسبب سوء التخطيط والإدارة، ونقص التمويل، وفشل في الوفاء بالوعود المقدمة للجمهور. اضطر الحاضرون إلى مغادرة الجزيرة في ظروف مزرية، مما أثار موجة من الغضب والانتقادات ضد ماكفرلاند وفريقه.
في تصريحات أدلى بها لـ Business Insider، أكد ماكفرلاند أنه تعلم من أخطائه السابقة، وأن مهرجان فينيكس سيكون مختلفًا تمامًا. لكنه يواجه تحديًا كبيرًا في إقناع الناس بالثقة فيه واستثمار أموالهم في مشروعه الجديد.
تفاصيل مهرجان فينيكس 2025
تبدأ أسعار التذاكر العادية لمهرجان فينيكس من 599 دولارًا، بينما تصل تكلفة تذاكر VIP إلى 140,000 دولار، وتشمل رحلات الطيران ذهابًا وإيابًا من ميامي. ووفقًا لما نشره ماكفرلاند على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن French Montana سيكون الفنان الرئيسي في المهرجان.
كما يزعم ماكفرلاند أنه توصل إلى اتفاق مع شركة إنتاج لإنتاج برنامج تلفزيوني واقعي يوثق عملية الإعداد للمهرجان. يأمل في تحقيق إيرادات إضافية من خلال بيع تذاكر المشاهدة المباشرة عبر الإنترنت، على الرغم من أن حجم المبيعات المتوقعة غير واضح حتى الآن.
في حين أن ماكفرلاند نفسه لا يمتلك استثمارات كبيرة في المهرجان، فإن خطته تعتمد على ثلاثة مصادر رئيسية للتمويل: مبيعات التذاكر، وتذاكر المشاهدة المباشرة، والإيرادات المتأتية من برنامج التلفزيون الواقعي. يبدو أن الاعتماد على مبيعات التذاكر وحده غير كاف لتغطية تكاليف المهرجان، خاصة مع العدد المحدود من التذاكر المتاحة.
بيع العلامة التجارية “فاير” وتأثيرها المحتمل
بالرغم من محاولته إطلاق مهرجان فينيكس، قام ماكفرلاند مؤخرًا ببيع حقوق العلامة التجارية “فاير” لشركة Lime Wire مقابل 245,000 دولار. تعتزم Lime Wire، وهي منصة شهيرة لتبادل الملفات كانت مغلقة بسبب انتهاكات حقوق الطبع والنشر، تنظيم مهرجان موسيقي منفصل تحت اسم “فاير”، مع الإشارة إلى سُمعة المهرجان الأصلية.
هذا التطور يثير تساؤلات حول مستقبل العلامة التجارية “فاير” وإمكانية استغلالها تجاريًا من قبل Lime Wire. ويشير أيضًا إلى أن ماكفرلاند ربما يكون قد تخلى عن فكرة إحياء مهرجان فاير نفسه، ولكنه لا يزال يحتفظ بعلاقات ترخيص مع العلامة التجارية.
الأشخاص الذين يتتبعون هذا الموضوع يراقبون عن كثب التطورات المتعلقة بمهرجان فينيكس. من الضروري مراقبة تأكيد مشاركة الفنانين، وتقدم أعمال البناء، والأهم من ذلك، ما إذا كان ماكفرلاند قادرًا على الوفاء بوعوده هذه المرة وتجنب تكرار أخطاء الماضي. تحديد ما إذا كان مهرجان فينيكس سيعقد كما هو مخطط له سيصبح واضحًا في الأيام القليلة المقبلة. وهناك حاجة إلى المزيد من الشفافية لتقييم الجدوى الحقيقية لهذا المشروع.
تبقى الشكوك قائمة حول قدرة ماكفرلاند على تجاوز تاريخه المليء بالفشل، ولكن ثباته في محاولة إطلاق مهرجان جديد، حتى بعد بيع العلامة التجارية “فاير”، يثير الإعجاب. سيحدد المستقبل ما إذا كان ماكفرلاند قد تعلم حقًا دروسه، وما إذا كان “فينيكس” سيرتفع من رماد “فاير” أم أنه سيكون مجرد نسخة أخرى من الكارثة.

