أعلنت جوجل يوم الثلاثاء عن إطلاق نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي، Gemini 3، والذي يمثل تحديًا مباشرًا لشركة OpenAI والمنافسين الآخرين في هذا المجال. يركز الإعلان على تحسينات Gemini 3 في مجالات البرمجة والإبداع، لكن الأهم من ذلك هو دمج هذا النموذج مباشرةً في محرك بحث جوجل، مما يضعه في متناول ملايين المستخدمين على الفور. هذا الدمج يمثل نقطة تحول محتملة في سباق الذكاء الاصطناعي، ويستغل الميزة التنافسية الكبرى لجوجل وهي البنية التحتية المتكاملة.
في حين تحتفظ OpenAI بالهيمنة من خلال ChatGPT، وهو روبوت المحادثة الأكثر شعبية، فإنها تعتمد بشكل كبير على الشراكات في مجالات مثل تصنيع الشرائح ومساحات مراكز البيانات. جوجل، من ناحية أخرى، تمتلك السيطرة الكاملة على دورة حياة منتجها من الذكاء الاصطناعي، بدءًا من الأبحاث الأولية وحتى السحابة الداخلية التي تشغلها، مرورًا بتوصيات يوتيوب وملخصات البحث التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
هل تفوق جوجل في التكنولوجيا يعوضها عن تفوق OpenAI في العلامة التجارية؟
تتمثل قوة جوجل في ما تسميه “الميزة المتكاملة”. هذا يعني أن جوجل لا تحتاج إلى الاعتماد على المنافسين أو الدخول في تعقيدات التمويل الدائري. وبحسب تقارير، تتيح هذه الميزة لجوجل التحرك بسرعة أكبر في تطوير ونشر تقنيات الذكاء الاصطناعي.
قال كوراي كافوكجلو، كبير مسؤولي التكنولوجيا في جوجل DeepMind، في مؤتمر صحفي سابقًا أن قدرة الشركة على التحرك بسرعة ترجع إلى هذا النهج المتكامل. وأوضح أن جوجل قادرة على دمج كل جوانب الذكاء الاصطناعي – البحث والتطوير، وتدريب النماذج، والبنية التحتية السحابية، والتطبيقات – تحت سقف واحد.
يمكن تلخيص هذا التكامل في الخطوات التالية:
- يقوم باحثو جوجل DeepMind بإنشاء النماذج.
- تستخدم جوجل شرائح TPU الداخلية لتدريب هذه النماذج.
- تستخدم جوجل خدمتها السحابية لتشغيل النماذج وتوفيرها للمطورين.
- تدمج جوجل هذه النماذج في خدماتها الشهيرة مثل البحث، يوتيوب، Gemini، وغيرها.
لقد واجهت جوجل تحديًا كبيرًا منذ أواخر عام 2022 في تحقيق التناغم بين كل هذه العناصر، وهو أمر ليس سهلًا بالنسبة لشركة ضخمة تضم ما يقرب من 200 ألف موظف ولديها نموذج أعمال يعتمد على إعلانات البحث الذي تسعى جاهدة لعدم تعطيله.
يبدو أن هذا الجهد بدأ يؤتي ثماره. ومع ذلك، تواجه جوجل مشكلة في العلامة التجارية. لقد أصبح اسم “ChatGPT” مرادفًا للذكاء الاصطناعي بالنسبة للكثيرين، تمامًا مثلما أصبح “جوجل” اختصارًا للبحث على الإنترنت و”كلينكس” للمناديل الورقية.
ميزة التكلفة والوصول إلى العملاء
لحسن حظ جوجل، لديها الوقت والموارد اللازمة لتغيير هذا التصور. بينما حصلت OpenAI على ميزة السبق، تمتلك جوجل ميزة السيولة النقدية. كما أنها تقدم بالفعل بعض نماذجها مجانًا، وإذا أرادت جوجل خفض الأسعار لمنافسيها لجعل تقنياتها في متناول المزيد من الناس، فيمكنها ذلك.
وفقًا لتحليل نشرته شركة Bernstein، “لا شك أن جوجل لديها جميع الميزات التقنية عبر المكدس (البنية التحتية والنموذج والتطبيقات والقنوات التسويقية) للفوز”، لكن “نحن بحاجة إلى أدلة قوية على أنها تجمع كل ذلك معًا”.
مع Gemini 3، قد تكون هذه الأدلة بدأت تظهر.
هناك أيضًا مجال آخر من مجالات الذكاء الاصطناعي التوليدي يثير الاهتمام، وهو تأثير هذه النماذج على أتمتة المحتوى. جوجل، بفضل دمج Gemini 3 في البحث، يمكنها اختبار وتطوير هذه القدرات على نطاق واسع بشكل أسرع من منافسيها.
الخطوة التالية المتوقعة هي مراقبة كيفية استجابة المستخدمين لوضع “الذكاء الاصطناعي” الجديد في بحث جوجل. سيكون من المهم أيضًا ملاحظة ما إذا كانت OpenAI ستتخذ أي خطوات مضادة لتعزيز مكانتها في السوق. من غير المؤكد حتى الآن ما إذا كانت جوجل ستتمكن من التغلب على قوة العلامة التجارية لـ OpenAI، لكن Gemini 3 يمثل بالتأكيد بداية قوية في هذا الاتجاه.

