أثار تصريح شون ماجواير، الشريك في شركة Sequoia Capital والمستثمر المبكر في العديد من شركات إيلون ماسك، اهتمامًا متزايدًا بقطاع المواد الكيميائية المتخصصة، مؤكدًا أن هذا المجال لا يحظى بالتقدير الكافي. وأشار ماجواير إلى أنه قد يستثمر ما يصل إلى 10 مليارات دولار في هذا القطاع إذا أتيحت له الفرصة، معتبرًا إياه فرصة استثمارية واعدة.

جاء تصريح ماجواير خلال حلقة من بودكاست “Relentless” في 17 نوفمبر، وسلط الضوء على أهمية هذا القطاع الذي غالبًا ما يتم تجاهله، والذي يدعم إنتاج مجموعة واسعة من السلع التجارية والمنزلية. ويأتي هذا الاهتمام في وقت يشهد فيه هذا القطاع تحولات هيكلية وتحديات وفرصًا جديدة.

أهمية المواد الكيميائية المتخصصة وتجاهلها

وفقًا لماجواير، يكمن جوهر المشكلة في أن معظم الناس لا يدركون مدى أهمية الصناعة الكيميائية. العديد من الشركات تعتمد بشكل كبير على هذه المواد في عمليات التصنيع الخاصة بها، وغالبًا ما تكون مصدرًا رئيسيًا للابتكار والتقدم التكنولوجي.

ويضيف ماجواير أن حتى أولئك الذين على دراية بالصناعة يميلون إلى النظر إليها على أنها صناعة سلعية بحتة، متجاهلين الجزء الكبير الذي يمثله المواد الكيميائية المتخصصة. تشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن 25% من الصناعة الكيميائية مكرسة لإنتاج مواد كيميائية متخصصة نادرة، وغالبًا ما يكون هناك شركة واحدة فقط في العالم قادرة على تصنيعها.

تأثير نقص المواد الكيميائية على الإنتاج

تلك المواد الكيميائية المتخصصة يمكن أن تكون حجر الزاوية في عمليات إنتاج شركات أخرى. قد يؤدي فقدان الوصول إلى مادة كيميائية رئيسية إلى تأخير كبير أو حتى إيقاف المشاريع بالكامل. وتشمل هذه المواد اللاصقة والمواد المانعة للتسرب والنكهات والعطور والمضافات الغذائية والمتفجرات، وفقًا لتقرير صادر عن وكالة الأمن السيبراني والبنية التحتية في عام 2022.

وتعديلًا على ذلك، يشير التقرير إلى أهمية الأمن القومي في هذا القطاع، وبناء القدرة التصنيعية الداخلية لضمان عدم الاعتماد الكبير على مصادر أجنبية للمواد الكيميائية الأساسية.

الوضع الحالي للصناعة الكيميائية

تواجه الصناعة الكيميائية حاليًا دورة انكماش، وتشير التقديرات إلى أن حجم الإنتاج سينكمش بنسبة 0.2% العام المقبل، وفقًا لتقرير “نظرة الصناعة الكيميائية لعام 2026” الصادر عن Deloitte. وعلى الرغم من التحديات، يرى التقرير أن المواد الكيميائية المتخصصة تحقق هوامش ربح أعلى مقارنة بالمواد الكيميائية الأساسية.

ويرجع ذلك إلى أن الكيماويات المتخصصة أقل عرضة للتقلبات السعرية والمنافسة الشديدة التي تميز أسواق المواد الكيميائية الأساسية. وهذا يجعلها خيارًا استثماريًا أكثر جاذبية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية غير المستقرة. ويتحدث الخبراء عن زيادة الاستثمار في البحث والتطوير لإنشاء تركيبات جديدة ومركبات كيميائية أكثر كفاءة.

في المقابل، قد تعاني قطاعات مثل البناء والسيارات والسلع الاستهلاكية من تباطؤ الطلب على المواد الكيميائية، لكن سوق أشباه الموصلات قد يمثل نقطة مضيئة. ويعزو Deloitte ذلك إلى النمو الكبير في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، مما يزيد الطلب على المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع أشباه الموصلات.

أداء السوق في 2024

حتى الآن في عام 2024، تخلفت الصناعة الكيميائية عن أداء السوق بشكل عام. انخفض مؤشر S&P 500 للصناعة الكيميائية بنسبة 5% في بداية العام، بينما ارتفع مؤشر S&P 500 العام بأكثر من 11%. يعكس هذا التباين التحديات التي تواجهها الصناعة الكيميائية التقليدية، في حين أن الاستثمار في الكيماويات المتخصصة قد يوفر عائدات أفضل.

بالإضافة إلى ذلك، أدى التوتر الجيوسياسي العالمي واضطرابات سلاسل التوريد إلى زيادة التكاليف وتأخير الإنتاج، مما أثر سلبًا على أداء القطاع. ولتعويض ذلك، تسعى الشركات الكيميائية إلى تنويع مصادر التوريد والتركيز على الابتكار الكيميائي لخفض التكاليف وتحسين الكفاءة.

الآن، يتوقع المحللون اتجاهًا تصاعديًا للصناعة الكيميائية في السنوات القادمة، مدفوعًا بالطلب المتزايد على المواد الكيميائية المتخصصة والتقدم التكنولوجي. ومع ذلك، لا تزال هناك عوامل عدم يقين كبيرة، بما في ذلك التغيرات في اللوائح البيئية والتقلبات الاقتصادية العالمية.

من المتوقع أن يركز قطاع الكيماويات المتخصصة على الاستدامة، والتصنيع المتقدم، والتحول الرقمي لمعالجة التحديات الناشئة والاستفادة من الفرص الجديدة. وستراقب الصناعة عن كثب تطورات السوق وتعديل استراتيجياتها وفقًا لذلك. سيحدد الربع الأول من عام 2025 ما إذا كانت هذه التوقعات ستتحقق، وما إذا كان الاستثمار في المواد الكيميائية المتخصصة سيبشر حقًا بعود ثمين.

شاركها.
Exit mobile version