حذر الرئيس التنفيذي لشركة Cato Networks، وهي شركة متخصصة في الأمن السيبراني، من احتمال تكرار فقاعة الدوت كوم في الوقت الحالي. وأشار شلومو كرامر إلى أن الاستثمار المرتفع والأرباح المبكرة في مجال الذكاء الاصطناعي قد يشجعان الشركات على الاستمرار في ضخ الأموال بوتيرة سريعة للحفاظ على أسعار السوق، على الرغم من الفجوة المتزايدة بين التقييمات والواقع. هذا التحذير يثير تساؤلات حول مستقبل الذكاء الاصطناعي واستدامة النمو الحالي.
أكد كرامر أنه يؤمن تمامًا بقدرات الذكاء الاصطناعي، لكنه يرى أن الاستثمارات لا تتناسب مع معدل العائد المتوقع. وأضاف أن التطورات في هذا المجال ستحدث بوتيرة أبطأ مما يتوقعها البعض، وأن الشركات لا تزال بعيدة عن تحقيق الاستفادة الكاملة من هذه التقنية في مختلف أقسامها. هذا الرأي يتماشى مع المخاوف المتزايدة بشأن التقييمات المبالغ فيها للشركات الناشئة في قطاع التكنولوجيا.
هل نحن في فقاعة ذكاء اصطناعي؟
يرى كرامر أن هناك انفصالًا كبيرًا بين التقييمات الحالية للشركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي والواقع الفعلي لقدراتها. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفر قيمة مضافة في مجالات مثل دعم العملاء، ولكنه لا يمكن أن يحل محله بشكل كامل. على سبيل المثال، قد يتمكن الذكاء الاصطناعي من التعامل مع المستوى الأول من الدعم، لكن هذا ليس هو المكان الذي تتحمل فيه الشركات التكاليف الأعلى.
وبالمثل، يرى كرامر أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز قدرات الهندسة في المستقبل، لكن تأثيره الحالي “متواضع”. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يزيد من الكفاءة والإنتاجية في مجالات معينة، ولكنه لا يمكن أن يحل محل المهندسين البشريين. وأضاف أنه لا يرى الشركات تقلل من عدد المهندسين أو تفصلهم بسبب الذكاء الاصطناعي، حتى لو ادعت خلاف ذلك.
الشكوك حول تسريح المهندسين
يشكك كرامر في صحة الادعاءات التي تروج لها بعض الشركات بشأن تسريح المهندسين بسبب الذكاء الاصطناعي، معتقدًا أن هذه الادعاءات قد تكون مجرد غطاء لتخفيض التكاليف أو إعادة الهيكلة. في حين أن بعض الأدلة تشير إلى انخفاض في عدد الوظائف الهندسية المبتدئة، إلا أن العديد من الشركات لا تزال توظف المهندسين وتوسع برامج التدريب الداخلي الخاصة بها.
ينضم كرامر إلى قائمة متزايدة من الرؤساء التنفيذيين الذين يعربون عن قلقهم بشأن احتمال وجود فقاعة في مجال الذكاء الاصطناعي. على الرغم من أن المشهد الاستثماري الحالي يشبه إلى حد ما فترة الدوت كوم، إلا أن بعض المسؤولين التنفيذيين يعتقدون أن الوضع مختلف اليوم لأن الذكاء الاصطناعي أظهر تأثيرًا أكبر في السنوات القليلة الماضية. الاستثمار في التكنولوجيا يشهد نموًا كبيرًا، لكن المخاطر تظل قائمة.
تتباين آراء قادة الصناعة حول هذا الموضوع. فقد نفى الرئيس التنفيذي لشركة Nvidia، الشركة المصنعة للرقائق التي تدعم ثورة الذكاء الاصطناعي، وجود أي فقاعة، بينما قال مارك زوكربيرج إن الخطر الأكبر هو عدم إنفاق ما يكفي. وفي الوقت نفسه، أشار سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، الذي قاد إطلاق ChatGPT، إلى أن المستثمرين “متحمسون بشكل مفرط” للذكاء الاصطناعي. الابتكار التكنولوجي يثير التفاؤل والحذر في آن واحد.
حتى مع وجود نموذج لغوي متقدم مثل ChatGPT، لا يمكن لأحد التنبؤ على وجه اليقين بكيفية تطور الأمور. يتطلب تقييم المخاطر والفرص في مجال الذكاء الاصطناعي دراسة متأنية وتحليلًا دقيقًا للبيانات.
من المتوقع أن يستمر النقاش حول فقاعة الذكاء الاصطناعي في التفاعل خلال الأشهر المقبلة، مع استمرار الشركات في الاستثمار في هذه التقنية وتطويرها. سيكون من المهم مراقبة أداء الشركات العاملة في هذا المجال، وتقييم مدى قدرتها على تحقيق عوائد حقيقية على الاستثمارات، وتحديد ما إذا كانت التقييمات الحالية مبررة أم لا. ستكون البيانات الاقتصادية والتقارير المالية للشركات هي المؤشر الرئيسي لتقييم الوضع في المستقبل القريب.

