يرغب الرئيس التنفيذي لشركة نفيديا، جينسن هوانغ، في أن يستخدم موظفوه الذكاء الاصطناعي قدر الإمكان – ويصر على أنه لا ينبغي لهم القلق بشأن فقدان وظائفهم في هذه العملية. جاء هذا التصريح خلال اجتماع عام مع الموظفين يوم الخميس، بعد إعلان الشركة عن أرباح قياسية. ويأتي هذا في وقت يشهد فيه قطاع التكنولوجيا سباقًا نحو دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب العمل.

أجاب هوانغ على سؤال حول مدراء يوجهون الموظفين لاستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أقل، قائلاً إنه لا يوافق بشدة على ذلك. وأكد على أهمية تبني هذه التقنية في جميع المهام الممكنة، معربًا عن ثقته في استمرار توفر فرص العمل للموظفين. يأتي هذا التأكيد في ظل مخاوف متزايدة بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل.

أهمية الذكاء الاصطناعي في استراتيجية نفيديا

أوضح هوانغ أنه يريد أتمتة كل مهمة ممكنة باستخدام الذكاء الاصطناعي. وأضاف أن الشركة لم تواجه تسريحًا للعمال كما فعلت شركات تقنية أخرى، بل قامت بتوظيف “عدة آلاف” من الموظفين في الربع الماضي، وهو ما يضع ضغطًا على مواقف السيارات، على حد تعبيره. وتخطط نفيديا لمواصلة التوظيف بوتيرة تتناسب مع قدرتها على دمج الموظفين الجدد.

وقد شهدت نفيديا توسعًا كبيرًا في عدد موظفيها، حيث ارتفع من 29,600 موظف في نهاية السنة المالية 2024 إلى 36,000 موظف في نهاية السنة المالية 2025. يعكس هذا النمو التوسع الكبير للشركة في سوق الذكاء الاصطناعي، وزيادة الطلب على منتجاتها وخدماتها.

توسع نفيديا الجغرافي

بالإضافة إلى زيادة عدد الموظفين، تقوم نفيديا بتوسيع نطاقها الجغرافي. أفاد هوانغ خلال الاجتماع أن الشركة افتتحت مكاتب جديدة في تايبيه وشنغهاي، وتقوم حاليًا ببناء موقعين إضافيين في الولايات المتحدة. يشير هذا التوسع إلى التزام نفيديا بتعزيز وجودها العالمي وتلبية احتياجات العملاء في مختلف المناطق.

أصبحت نفيديا الآن الشركة الأكثر قيمة في العالم، بقيمة سوقية تزيد عن 4 تريليون دولار. وقد حققت الشركة إيرادات بقيمة 57.01 مليار دولار في الربع الأخير، بزيادة قدرها 62٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. يعزى هذا النمو القوي إلى الطلب المتزايد على وحدات معالجة الرسومات (GPUs) الخاصة بالشركة، والتي تستخدم على نطاق واسع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

لم تقتصر جهود دمج الذكاء الاصطناعي على نفيديا وحدها. تتخذ شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى خطوات مماثلة لتشجيع موظفيها على دمج الذكاء الاصطناعي في عملهم اليومي. تخطط كل من مايكروسوفت وميتا لتقييم أداء الموظفين بناءً على استخدامهم للذكاء الاصطناعي، بينما طلبت جوجل من مهندسيها استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة التعليمات البرمجية. كما كانت أمازون في محادثات لاعتماد مساعد الترميز بالذكاء الاصطناعي Cursor بعد طلب الموظفين ذلك.

يستخدم مهندسو البرمجيات في نفيديا أيضًا Cursor، وشدد هوانغ على أهمية الاستمرار في استخدام الذكاء الاصطناعي حتى في حالة عدم عمله بشكل مثالي في البداية. واقترح على الموظفين المساهمة في تحسينه، مؤكدًا على قدرة الشركة على القيام بذلك. يعكس هذا النهج التزام نفيديا بالابتكار المستمر والاستفادة الكاملة من إمكانات الذكاء الاصطناعي.

على الرغم من المخاوف المستمرة بشأن فقدان الوظائف بسبب الذكاء الاصطناعي، إلا أن هوانغ طمأن موظفي نفيديا. وأشار إلى أن الشركة لا تزال بحاجة إلى حوالي 10,000 موظف إضافي، لكنها تسعى إلى توظيفهم بوتيرة تتناسب مع قدرتها على دمجهم بشكل فعال. يؤكد هذا التصريح على ثقة نفيديا في مستقبل الذكاء الاصطناعي ودوره في خلق فرص عمل جديدة.

في سياق متصل، أبدى المستثمر مايكل بيري، المعروف بتوقعاته الناجحة في الأزمة المالية لعام 2008، تحفظه بشأن طفرة الذكاء الاصطناعي. وردت نفيديا على هذه الانتقادات في مذكرة موجهة إلى محللي وول ستريت. تشير هذه التفاعلات إلى أن النقاش حول مستقبل الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الاقتصاد لا يزال مستمرًا.

من المتوقع أن تستمر نفيديا في الاستثمار في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوسيع نطاق تطبيقاتها. سيكون من المهم مراقبة تطورات الشركة في هذا المجال، بالإضافة إلى ردود فعل السوق والمستثمرين. كما سيكون من الضروري متابعة التطورات التنظيمية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، والتي قد تؤثر على مستقبل هذا القطاع.

شاركها.
Exit mobile version