أصبح العمل في مجال تدريب الذكاء الاصطناعي (AI training) خيارًا جذابًا بشكل متزايد للعديد من المستقلين، حيث يقدم فرصًا مرنة ودخلًا جيدًا. شهد هذا المجال نموًا ملحوظًا في الأشهر الأخيرة، مع ظهور منصات جديدة مثل Mercor AI و Outlier، بالإضافة إلى المنصات القائمة مثل Remotasks. يكشف خبير قانوني يعمل كمستقل في هذا المجال عن تجربته الشخصية، والتحديات والفوائد المرتبطة بالعمل في تدريب الذكاء الاصطناعي.
في يوليو 2023، تلقى الخبير القانوني رسالة عبر LinkedIn من مجند في Scale AI لدعوته للتقديم للعمل كخبير في المجال القانوني على منصة Remotasks، وهي منصة مملوكة لـ Scale AI سبقت Outlier. بدأ العمل الفعلي على المنصة في مارس أو أبريل 2024، مدفوعًا بالحوافز اليومية المقدمة للعمل لعدد معين من الساعات. أصبح هذا العمل مصدر الدخل الرئيسي، مما أدى إلى تأجيل مشاريع أخرى.
تطور فرص العمل في مجال تدريب الذكاء الاصطناعي
على الرغم من أن البداية كانت كخبير قانوني، إلا أن معظم المهام التي تم تكليفه بها لم تكن ذات صلة مباشرة بالقانون. بدلاً من ذلك، ركزت على مجموعة واسعة من المواضيع العامة التي تتطلب مهارات متخصصة في هندسة المطالبات المتعددة الوسائط وتقييم استجابات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى ضمان الجودة. هذا التنوع في المهام يعكس الحاجة المتزايدة لبيانات تدريبية عالية الجودة في مختلف المجالات.
عمل المستقل لفترة وجيزة على منصة Mindrift، لكن الجزء الأكبر من عمله كان مع Remotasks ثم Outlier. في الوقت الحالي، تركز معظم مهامه في مجال تدريب الذكاء الاصطناعي على منصة Mercor AI. يشير هذا التحول إلى ديناميكية السوق المتغيرة وتنافسية المنصات.
مقارنة بين معدلات الأجور في المنصات المختلفة
تختلف معدلات الأجور بين المنصات. كانت Outlier تدفع 45 دولارًا في الساعة، ثم 40 دولارًا في الساعة. أما الآن، فتتراوح الأجور بين 35 و 50 دولارًا في الساعة، ولكن هناك نظامًا يقلل الأجر الفعلي إلى 21.16 دولارًا في الساعة بعد فترة زمنية غير كافية لإكمال المهمة. هذا النظام يجعل العمل على Outlier أقل جاذبية. في المقابل، تقدم Mercor AI معدلات أجور تتراوح بين 45 و 45.50 دولارًا في الساعة للمشاريع الحالية.
تعتبر هذه المعدلات جذابة مقارنة بالخبرة والمهارات المطلوبة، خاصة في ظل تزايد الطلب على متخصصي الذكاء الاصطناعي. تعتبر هذه الوظائف جزءًا من سوق العمل الحر (freelancing) الأوسع، والذي يشهد نموًا مستمرًا بفضل التقدم التكنولوجي.
إيجابيات وسلبيات العمل الحر في مجال الذكاء الاصطناعي
من بين المزايا الرئيسية للعمل الحر في هذا المجال، فرصة العمل في صناعة متطورة واكتساب مهارات قيمة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأجور تعتبر جيدة بالنسبة للخبرة والمهارات، كما أن العمل الجماعي مع زملاء أذكياء وموهوبين يعد ميزة إضافية. هذه العوامل تساهم في خلق بيئة عمل محفزة.
ومع ذلك، هناك أيضًا بعض الجوانب السلبية. لا يوجد أمان وظيفي، والعديد من المشاريع قصيرة الأجل، مما يتطلب البحث المستمر عن فرص عمل جديدة. على الرغم من ذلك، غالبًا ما يتم تمديد المشاريع، ويتم إحالة المستقلين إلى مشاريع جديدة بناءً على جودة عملهم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون العمل رتيبًا في بعض الأحيان، وقد تكون بعض المشاريع سيئة التنظيم، مما يؤدي إلى الفوضى والإحباط. تعتبر إدارة الوقت والتعامل مع الضغوط من المهارات الأساسية للنجاح في هذا المجال.
تتطلب هذه الوظائف مهارات في التحقق من البيانات (data validation) وهندسة المطالبات (prompt engineering)، وهي مجالات متخصصة تزداد أهميتها في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي. تعتبر القدرة على التكيف مع التغييرات السريعة في التكنولوجيا أمرًا بالغ الأهمية.
أكد متحدث باسم Scale AI لـ Business Insider أن Outlier تقدم للمتعاقدين معدلات أجور وأوقات مهام تقديرية في بداية المشروع. وأضافوا أنه “عندما يشير المتعاقدون إلى أن بعض المهام تستغرق وقتًا أطول من المتوقع بانتظام، فإننا نراجع هذه المهام ونقوم بالتعديلات حسب الاقتضاء”. هذا يشير إلى أن المنصات تدرك أهمية معالجة مخاوف المتعاقدين وتحسين ظروف العمل.
من المتوقع أن يستمر الطلب على متخصصي تدريب الذكاء الاصطناعي في النمو مع استمرار تطور التكنولوجيا. ستشهد المنصات المنافسة تحسينات مستمرة في أنظمة الدفع وإدارة المشاريع لجذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها. من المهم للمستقلين مواكبة هذه التطورات وتطوير مهاراتهم باستمرار لضمان قدرتهم التنافسية في السوق. يجب على الراغبين في دخول هذا المجال البحث عن الدورات التدريبية والشهادات المتاحة لتعزيز فرصهم في الحصول على وظائف.
