في نهاية عام 2025، يبدو أن ميزة “نظرة عامة من الذكاء الاصطناعي” من جوجل، والتي تعرض ملخصات مُنشأة بالذكاء الاصطناعي في نتائج البحث، تحقق نجاحًا ملحوظًا على الرغم من الانتقادات الأولية. فبعد أن سخر الكثيرون من إجاباتها غير الدقيقة في عام 2024، بما في ذلك اقتراح استخدام الغراء لجعل الجبن يلتصق بالبيتزا، يجد المستخدمون الآن أنفسهم يعتمدون بشكل متزايد على هذه الميزة في عمليات البحث اليومية. هذا التحول يثير تساؤلات حول مستقبل البحث التقليدي وتأثير نظرة عامة من الذكاء الاصطناعي على حركة المرور إلى مواقع الويب.

في ربيع عام 2024، أطلقت جوجل ميزة “نظرة عامة من الذكاء الاصطناعي” كجزء من تجربة بحثية تهدف إلى تقديم إجابات مباشرة للأسئلة الشائعة. سرعان ما أثارت هذه الميزة جدلاً واسعًا بسبب الأخطاء الفادحة التي احتوت عليها بعض الإجابات. أحد الأمثلة الأكثر انتشارًا كان اقتراح استخدام الغراء في صلصة البيتزا لمنع انزلاق الجبن، وهو اقتراح استند إلى مزحة من موقع Reddit. أثار هذا الاقتراح سخرية المستخدمين وأثار تساؤلات حول موثوقية المعلومات التي تقدمها جوجل.

تطور أداء نظرة عامة من الذكاء الاصطناعي

على الرغم من البداية المتعثرة، شهدت نظرة عامة من الذكاء الاصطناعي تحسنًا ملحوظًا في الأداء على مدار العام. أفادت جوجل أنها تعمل باستمرار على تحسين خوارزميات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في هذه الميزة لتقديم إجابات أكثر دقة وملاءمة. وقد انعكس هذا التحسن في تقليل الأخطاء الفادحة وزيادة قدرة الميزة على فهم الأسئلة المعقدة.

التغلب على التحديات

في وقت سابق من هذا العام، واجهت الميزة مشكلة في التعامل مع العبارات غير المنطقية. عندما طُلب منها شرح معنى عبارة لا معنى لها مثل “لا يمكنك لعق الغرير مرتين”، حاولت الميزة تقديم تفسير لها على أنها مثل شعبي. ولكن، عند اختبارها بعبارات وهمية أخرى مثل “لا يمكنك وضع بطة في قلم رصاص” أو “الطريق مليء بالصلصة”، قدمت الميزة تفسيرات مفصلة لهذه العبارات أيضًا.

أوضحت متحدثة باسم جوجل أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تحاول تقديم أفضل ما لديها من إجابات، ولكنها قد تواجه صعوبة في التعامل مع الأسئلة التي تهدف إلى اختبارها أو خداعها. وأضافت أن الأنظمة تحاول العثور على النتائج الأكثر صلة بناءً على المحتوى المحدود المتاح على الويب، وفي بعض الحالات، قد يتم تشغيل “نظرة عامة من الذكاء الاصطناعي” في محاولة لتقديم سياق مفيد. محركات البحث التقليدية لا تزال تقدم نتائج أكثر تفصيلاً.

ومع ذلك، يبدو أن الأمور تتحسن. عندما تم اختبار الميزة بعبارة وهمية جديدة (“لا يمكنك أن تخبر الياك بالتوقف عن الرقص”)، قدمت إجابة أكثر دقة أشارت إلى أنها ليست مثلًا شعبيًا شائعًا، بل تعبيرًا شعريًا أو مرحًا، واقترحت تفسيرات محتملة. هذا يشير إلى أن الميزة أصبحت أكثر قدرة على التمييز بين العبارات المنطقية وغير المنطقية.

أصبح المستخدمون أكثر اعتيادًا على رؤية “نظرة عامة من الذكاء الاصطناعي”، ومع هذا الاعتياد، أصبحوا أيضًا أفضل في التنبؤ بما إذا كان نوع الاستعلام الذي يطرحونه هو نوع يمكن للميزة الإجابة عليه. وهذا يؤدي إلى زيادة في استخدام الميزة وتقليل الاعتماد على الروابط التقليدية في نتائج البحث. تحسين محركات البحث قد يحتاج إلى إعادة تقييم.

هذا التحول يثير قلقًا بين أصحاب المواقع الإلكترونية ومنشئي المحتوى، حيث أن استخدام “نظرة عامة من الذكاء الاصطناعي” قد يؤدي إلى انخفاض حركة المرور إلى مواقعهم. فبدلاً من النقر على رابط وزيارة موقع ويب قد يوظف أشخاصًا لإنشاء هذا المحتوى، يفضل المستخدمون الحصول على إجابة مباشرة من جوجل.

في الختام، يبدو أن “نظرة عامة من الذكاء الاصطناعي” قد تجاوزت بدايتها المتعثرة وأصبحت أداة مفيدة بشكل متزايد للمستخدمين. من المتوقع أن تستمر جوجل في تحسين هذه الميزة وإضافة المزيد من الميزات الجديدة. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح كيف ستؤثر هذه الميزة على مستقبل البحث التقليدي وتأثيرها على صناعة المحتوى على المدى الطويل. سيكون من المهم مراقبة تطورات هذه التكنولوجيا وتقييم تأثيرها على مختلف أصحاب المصلحة.

شاركها.
Exit mobile version