في مشهد مذهل أثار دهشة العلماء ومحبي الطبيعة على حد سواء، شهدت حديقة يلوستون الوطنية انفجارًا موحلًا في “Black Diamond Pool” صباح يوم السبت. وقد وصف خبراء المسح الجيولوجي الأمريكي هذا الحدث بكلمة واحدة موجزة: “قبلوي!” (Phlegraic)، وهي كلمة تشير إلى نوع معين من الانفجارات البركانية الشديدة. هذا الحدث، الذي تم تصويره ومشاركته على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يسلط الضوء على النشاط الحراري المائي المستمر في هذه المنطقة الفريدة من نوعها.
## انفجار “قبلوي” في Black Diamond Pool: نظرة عن قرب
تم التقاط فيديو للانفجار الموحل في حوض “Black Diamond Pool” حوالي الساعة 9:23 صباحًا، حيث أظهر الفيديو رش الطين والماء إلى الأعلى والخارج من الحوض. يقع هذا الحوض في منتصف الطريق تقريبًا بين “Old Faithful” الشهيرة و “Grand Prismatic”، مما جعله موقعًا مثيرًا للاهتمام بشكل خاص للمراقبة.
الانفجارات المماثلة ليست جديدة على هذا الموقع. ففي يوليو 2024، شهد “Black Diamond Pool” انفجارًا حراريًا مائيًا أدى إلى تطاير الصخور والطين إلى ارتفاعات كبيرة، وتسبب في أضرار للممشى المحيط. نتيجة لذلك، تم إغلاق المنطقة أمام الزوار بسبب المخاطر المحتملة. ومنذ ذلك الحين، شهدت المنطقة انفجارات متقطعة، ولكن معظمها كان مسموعًا فقط بسبب الظروف الجوية أو الليلية.
## جهود المراقبة والتحليل المتزايدة
أدركت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي أهمية مراقبة هذا النشاط عن كثب. لهذا السبب، قامت هذا الصيف بتركيب كاميرا جديدة بالإضافة إلى محطة مراقبة زلزالية وصوتية. بالإضافة إلى ذلك، تستفيد الوكالة من أجهزة استشعار درجة الحرارة التي يحتفظ بها برنامج جيولوجيا متنزه يلوستون الوطني.
تهدف هذه الأدوات المتطورة إلى اكتشاف وتوصيف الانفجارات الحرارية المائية بشكل أفضل. حتى الآن، كان من الصعب التنبؤ بهذه الانفجارات أو تحديد نمط معين لها. ومع ذلك، فإن البيانات التي يتم جمعها من خلال هذه الأجهزة قد تساعد العلماء على فهم العمليات الجيولوجية التي تؤدي إلى هذه الظواهر بشكل أعمق.
## يلوستون: أرض العجائب الحرارية المائية
تعتبر حديقة يلوستون الوطنية موطنًا لأكثر من 10000 معلم حراري مائي، بما في ذلك الينابيع الساخنة والسخانات وأواني الطين والفومارول. وهي بذلك تحتفظ بأكبر مجموعة من هذه المعالم على مستوى العالم. أكثر من 500 من هذه المعالم هي ينابيع ماء حار، مما يجعل يلوستون مكانًا فريدًا للدراسة والتقدير.
هذا النشاط الحراري المائي هو نتيجة للنشاط البركاني المستمر تحت سطح الأرض. يقع يلوستون فوق “نقطة ساخنة” (Hotspot)، وهي منطقة من الوشاح حيث يرتفع الصهارة إلى السطح. هذا الصهارة يسخن المياه الجوفية، مما يؤدي إلى تكوين الينابيع الساخنة والانفجارات الحرارية المائية.
## ما الذي يعنيه انفجار “قبلوي”؟
استخدام مصطلح “قبلوي” من قبل هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي يثير بعض التساؤلات. يشير هذا المصطلح إلى نوع من الانفجارات البركانية التي تتميز بكميات كبيرة من البخار والماء والطين. غالبًا ما تكون هذه الانفجارات مرتبطة بالبراكين النشطة، ويمكن أن تكون علامة على زيادة النشاط البركاني.
ومع ذلك، يؤكد الخبراء أنه لا يوجد نمط واضح للانفجارات في “Black Diamond Pool” ولا توجد علامات تحذيرية مسبقة. هذا يعني أنه من الصعب التنبؤ بمتى سيحدث الانفجار التالي، أو مدى شدته.
## مستقبل المراقبة في يلوستون
تستمر هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي في مراقبة الوضع في “Black Diamond Pool” عن كثب. البيانات التي يتم جمعها من الكاميرات وأجهزة الاستشعار الزلزالية والصوتية ستساعد العلماء على فهم هذه الظاهرة بشكل أفضل.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الجهود تساهم في تحسين قدرة يلوستون على الاستجابة للنشاط البركاني المحتمل. من خلال فهم العمليات الجيولوجية التي تحدث تحت سطح الأرض، يمكن لمسؤولي الحديقة اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن سلامة الزوار وحماية البيئة.
في الختام، يمثل انفجار “قبلوي” الأخير في “Black Diamond Pool” تذكيرًا بالقوى الجيولوجية الهائلة التي تشكل حديقة يلوستون الوطنية. من خلال المراقبة المستمرة والتحليل الدقيق، يمكن للعلماء الحصول على رؤى قيمة حول هذه المنطقة الفريدة من نوعها، وضمان سلامة الزوار والبيئة على حد سواء. تابعوا آخر التحديثات من هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي و برنامج جيولوجيا متنزه يلوستون الوطني للبقاء على اطلاع دائم بهذا النشاط المثير للاهتمام.

