تشهد صناعات الإعلام والتسويق تحولاً سريعاً بفضل الذكاء الاصطناعي (AI). وتسعى الشركات الناشئة المتخصصة في تطوير أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مثل وكلاء الذكاء الاصطناعي ومنصات إنتاج الفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي، إلى جمع ملايين الدولارات من شركات رأس المال الاستثماري. ويستعرض هذا المقال نظرة على 14 شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي في التسويق قدمت عروضاً استثمارية لجمع التمويل.

تستثمر وكالات الإعلان الكبرى أيضاً في الذكاء الاصطناعي، مدركةً أنها يجب أن تتبنى هذه التقنية أو تخاطر بالتخلف عن الركب. فقد تعهدت مجموعات وكالات رئيسية، مثل WPP وPublicis وOmnicom، بالاستثمار بمئات الملايين من الدولارات في الذكاء الاصطناعي على مدى السنوات القليلة المقبلة. وتسعى Publicis بشكل خاص إلى الاستحواذ على شركات الذكاء الاصطناعي الواعدة.

الذكاء الاصطناعي في التسويق: نظرة على عروض الاستثمار

تشير استطلاات الرأي إلى أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي سيستمر في النمو. فقد وجد استطلاع أجرته شركة Boston Consulting Group لـ 200 من كبار المسوقين أن 71٪ منهم يخططون للاستثمار بما لا يقل عن 10 ملايين دولار سنوياً في الذكاء الاصطناعي التوليدي على مدى السنوات الثلاث المقبلة، مقارنة بـ 57٪ في عام 2024. ويعكس هذا الارتفاع الإدراك المتزايد لإمكانات الذكاء الاصطناعي في تحسين الكفاءة وزيادة العائد على الاستثمار.

وقد أجرت Business Insider مقابلات مع مؤسسي شركات ناشئة تعمل على تطوير أدوات مبتكرة في مجال الإعلان والتسويق باستخدام الذكاء الاصطناعي. وقد شارك هؤلاء المؤسسون عروضهم الاستثمارية التي استخدموها لإقناع المستثمرين وجمع التمويل اللازم.

الشركات في المرحلة الثانية (Series B)

تستهدف الشركات في هذه المرحلة توسيع نطاق عملياتها وزيادة حصتها في السوق. عادةً ما تكون هذه الشركات قد أثبتت نموذج أعمالها وتحتاج إلى تمويل إضافي لتحقيق النمو السريع.

الشركات في المرحلة الأولى (Series A)

تسعى الشركات في هذه المرحلة إلى تحسين منتجاتها وتوسيع قاعدة عملائها. غالباً ما يتم استخدام التمويل في هذه المرحلة لتطوير التكنولوجيا وتوظيف المزيد من الموظفين.

الشركات في المرحلة الأولية (Seed)

تعتبر الشركات في هذه المرحلة في مراحلها الأولى من التطوير، وغالباً ما تركز على بناء نموذج أولي للمنتج والتحقق من صحة الفكرة. عادةً ما يتم استخدام التمويل في هذه المرحلة لتغطية تكاليف التطوير والتسويق الأولي.

تتضمن بعض التطبيقات المحددة للذكاء الاصطناعي في التسويق ما يلي: إنشاء محتوى إعلاني مخصص، وتحسين استهداف الإعلانات، وأتمتة مهام التسويق المتكررة، وتحليل بيانات العملاء بشكل أعمق. كما أن هناك اهتماماً متزايداً بالذكاء الاصطناعي التوليدي، والذي يمكن استخدامه لإنشاء صور ومقاطع فيديو ونصوص جديدة تماماً.

بالإضافة إلى ذلك، هناك مجال جديد يسمى “تحسين محركات البحث التوليدي” (Generative Engine Optimization – GEO)، والذي يهدف إلى مساعدة العلامات التجارية على تحسين ظهورها في نتائج البحث التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. ويعتبر هذا المجال واعداً بشكل خاص، حيث أن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً متزايد الأهمية في كيفية عثور الأشخاص على المعلومات عبر الإنترنت.

“نريد تعطيل نموذج عمل الوكالة الإعلانية التقليدية”، هذا ما صرحت به بولبي ليو، مؤسسة شركة AdsGency المتخصصة في تكنولوجيا الإعلان باستخدام الذكاء الاصطناعي، لـ Business Insider. وقد أعلنت AdsGency في أكتوبر عن جمعها لتمويل أولي بقيمة 12 مليون دولار، بقيادة XYZ Venture Capital.

تتزايد أهمية الذكاء الاصطناعي في مجال التسويق الرقمي، مما يؤدي إلى ظهور تقنيات جديدة وتغييرات في استراتيجيات التسويق التقليدية. وتشمل المجالات الأخرى التي تشهد تطورات كبيرة استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل المشاعر، والتنبؤ بسلوك المستهلك، وتحسين تجربة العملاء.

من المتوقع أن يستمر الاستثمار في الذكاء الاصطناعي في التسويق في النمو في السنوات المقبلة، حيث تسعى الشركات إلى الاستفادة من إمكانات هذه التقنية لتحقيق ميزة تنافسية. ومع ذلك، هناك أيضاً بعض التحديات التي يجب معالجتها، مثل قضايا الخصوصية والأمان، والحاجة إلى تطوير مهارات جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي.

في الختام، يشهد مجال الذكاء الاصطناعي في التسويق تطورات سريعة ومثيرة. ومن المتوقع أن نشهد المزيد من الابتكارات في هذا المجال في المستقبل القريب، مما سيؤدي إلى تغيير الطريقة التي يتم بها الإعلان عن المنتجات والخدمات والتسويق لها. وستكون المراقبة المستمرة لهذه التطورات وتقييم تأثيرها على الصناعة أمراً بالغ الأهمية للمسوقين والمستثمرين على حد سواء.

شاركها.
Exit mobile version