في السنوات الأخيرة، شهدت الولايات المتحدة ارتفاعًا مقلقًا في معدلات سرقة السيارات، مما دفع شركات صناعة السيارات إلى تطوير تقنيات مبتكرة لحماية مركبات عملائها. فورد، الشركة الرائدة في صناعة الشاحنات الخفيفة، كانت في طليعة هذه الجهود، حيث عززت بشكل كبير التكنولوجيا الأمنية في شاحنتها F-150 الشهيرة، لتشمل الآن ميزات متطورة تهدف إلى إحباط لصوص السيارات المتزايدين في مهاراتهم. هذه الخطوة تأتي في وقت تشهد فيه سرقات السيارات انخفاضًا طفيفًا، لكن التهديد لا يزال قائمًا.

فورد تواجه تحدي سرقة السيارات المتزايد

تعتبر شاحنة فورد F-150 من بين أكثر السيارات استهدافًا من قبل اللصوص في الولايات المتحدة. ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، بما في ذلك شعبيتها الكبيرة، مما يعني وجود عدد كبير منها على الطرق، بالإضافة إلى القيمة العالية للمحتويات التي غالبًا ما تحملها هذه الشاحنات، مثل الأدوات والمعدات باهظة الثمن. كريستيان موران، المدير العام لشركة Ford Secure، أوضح أن اللصوص لا يستهدفون الشاحنة نفسها فحسب، بل أيضًا ما بداخلها، مما يجعلها هدفًا جذابًا بشكل خاص.

ميزة “Start Inhibit” لحماية إضافية

استجابةً لهذا التحدي، أطلقت فورد خدمات المركبات المسروقة مع طراز F-150 لعام 2024، والتي تضمنت ميزة “Start Inhibit” (منع التشغيل). تسمح هذه الميزة لمالكي الشاحنات بتعطيل محرك F-150 عن بُعد عبر هواتفهم الذكية باستخدام تطبيق FordPass. ببساطة، حتى لو تمكن اللص من الدخول إلى الشاحنة، فلن يتمكن من تشغيلها، مما يمنع عملية السرقة من الاكتمال.

توسيع نطاق الحماية ليشمل طرازات أخرى

لم تتوقف فورد عند هذا الحد، بل قامت بتوسيع نطاق هذه التكنولوجيا لتشمل شاحنة F-250 Super Duty في عام 2025، وتخطط لتوسيعها لتشمل المزيد من المركبات في عام 2026. هذا التوسع يعكس التزام فورد بتوفير أقصى درجات الأمان لجميع عملائها. تأتي حزمة الأمان مع شراء الشاحنة وتغطيتها لمدة عام واحد، وبعد ذلك يمكن للمالكين الاشتراك مقابل 7.99 دولارًا شهريًا للاستمرار في الاستفادة من هذه الميزات.

التكنولوجيا والشرطة: تعاون فعال لمكافحة الجريمة

تعتمد التكنولوجيا الأمنية الجديدة من فورد على التعاون الوثيق مع وكالات إنفاذ القانون. عندما يكتشف المالك أن شاحنته قد سُرقت، يتم تشجيعه على الاتصال بالشرطة وتقديم بلاغ. بعد ذلك، يتصل المالك بمركز اتصال فورد، الذي يقوم بدوره بتأكيد بلاغ السرقة للشرطة وتفعيل ميزة “Start Inhibit” عن بُعد.

هذا الإجراء يسمح للشرطة بتحديد موقع الشاحنة المسروقة وإيقاف تشغيلها عن بُعد، مما يقلل بشكل كبير من فرص هروب اللص ويحسن من فرص استعادة المركبة. الضابط إبراهيم كاكيش من شرطة ديترويت أكد على أهمية هذا التعاون، مشيرًا إلى أن سرعة استعادة السيارة تزيد من احتمالية سلامتها.

انخفاض معدلات سرقة السيارات: هل هي نتيجة التقنيات الجديدة؟

على الرغم من أن سرقة السيارات لا تزال تمثل مشكلة كبيرة، إلا أن هناك دلائل على أن معدلاتها بدأت في الانخفاض. فقد انخفضت سرقات السيارات في الولايات المتحدة بنسبة 23% خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2025 مقارنة بنفس الفترة من عام 2024، وفقًا لتحليل مكتب التأمين الوطني ضد الجرائم.

هذا الانخفاض قد يكون مرتبطًا بالتقنيات الأمنية الجديدة التي تتبناها شركات صناعة السيارات، بالإضافة إلى جهود الشرطة المتزايدة لمكافحة هذه الجريمة. توماس بيرك، محقق شرطة متقاعد، يرى أن الجرائم الإلكترونية و إعادة برمجة الكمبيوتر أصبحت من الأساليب الشائعة بين اللصوص، لكن التقنيات الأمنية الجديدة تعمل على مواجهة هذه التحديات.

مستقبل الأمان في السيارات

تُظهر الإحصائيات انخفاضًا في سرقة السيارات في ديترويت، حيث انخفضت من 9260 حالة في عام 2023 إلى 8408 حالة في العام الماضي، مع انخفاض إضافي هذا العام. هذا يشير إلى أن الاستثمار في التكنولوجيا الأمنية يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على معدلات الجريمة.

تواصل فورد العمل مع وكالات الشرطة لتطوير استراتيجيات جديدة لمكافحة سرقة السيارات، وتخطط لإضافة المزيد من الميزات الأمنية إلى مركباتها في المستقبل. من الواضح أن الأمان في السيارات سيظل أولوية قصوى لشركات صناعة السيارات، حيث يسعى الجميع إلى حماية عملائهم وممتلكاتهم من خطر السرقة. الاستمرار في تطوير هذه التقنيات والتعاون مع جهات إنفاذ القانون هو المفتاح لضمان مستقبل أكثر أمانًا لجميع سائقي السيارات.

شاركها.
Exit mobile version