دافع بالمر لاكي، الشريك المؤسس لشركة Anduril، عن استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرارات مصيرية في الحروب يوم الأحد. وتثير هذه التطورات قلقاً متزايداً بشأن مستقبل الأسلحة المستقلة، حيث تعمل شركات ناشئة في مجال التكنولوجيا الدفاعية، إلى جانب الشركات الدفاعية التقليدية، على تطوير أنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في الحرب، وتطبيقها في الصراعات حول العالم.

صرّح لاكي للصحفية شانون بريام في برنامج “فوكس نيوز صنداي” بأن طبيعة القرارات التي تتطلب تحديد حياة أو موت تتطلب استخدام أفضل التقنيات المتاحة، بغض النظر عن نوعها. وأضاف أن الدقة وتقليل الأضرار الجانبية أمران بالغا الأهمية في أي عملية عسكرية، وأن التمسك بتقنيات أقل تطوراً بدافع مبادئ أخلاقية قد يكون له عواقب وخيمة.

تطوير الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري وتأثيره على الصراعات

تأسست شركة Anduril Industries في عام 2017، وهي شركة متخصصة في تطوير الأنظمة المستقلة. تركز الشركة على تحديث الجيش الأمريكي من خلال مجموعة متنوعة من التقنيات، بما في ذلك أجهزة المراقبة والمركبات الجوية والأسلحة المستقلة. وتعتمد الشركة في عملها على منصة برمجيات الذكاء الاصطناعي “Lattice” التي تشغل تقنياتها المختلفة.

قبل تأسيس Anduril، أسس لاكي شركة Oculus VR للواقع الافتراضي في عام 2012، والتي باعها لاحقاً لشركة Facebook مقابل 2 مليار دولار في عام 2014. ويأتي إصراره على تطوير تقنيات دفاعية متقدمة من رغبته في توجيه الكفاءات نحو حل مشاكل يعتبرها أكثر أهمية من مجالات مثل الإعلان ووسائل التواصل الاجتماعي والترفيه.

في فبراير الماضي، أعلنت Anduril عن استحواذها على عقد بقيمة 22 مليار دولار كانت تتولاه شركة Microsoft مع الجيش الأمريكي. وقد وافق البنتاغون على هذه الشراكة في أبريل، مما يعني أن Anduril تتولى الآن الإشراف على نظام “Integrated Visual Augmentation System” (IVAS)، وهو برنامج لتطوير أجهزة يمكن ارتداؤها للجنود وتدمج تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي المتقدمة.

كشفت الشركة في أكتوبر عن “EagleEye”، وهو نظام يهدف إلى دمج القيادة والسيطرة والذكاء الاصطناعي مباشرة في خوذات الجنود. تؤكد Anduril أن هذا النظام سيعزز بشكل كبير قدرات الجنود في ساحة المعركة.

الجدل حول الأسلحة ذاتية التشغيل

يثير استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب جدلاً واسعاً حول المخاطر المحتملة المرتبطة بالأسلحة ذاتية التشغيل. يعرب البعض عن قلقهم من أن هذه الأنظمة قد تتسبب في أخطاء فادحة أو أن تسقط في الأيدي الخطأ، مما يؤدي إلى عواقب غير متوقعة. ويرى آخرون أن هذه التقنيات يمكن أن تقلل من الخسائر في الأرواح وتحسن دقة العمليات العسكرية.

وقد ذكر لاكي في أبريل أن الولايات المتحدة فتحت بالفعل “صندوق باندورا”، وأنه لا عودة عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب. وأشار إلى أن تطوير صواريخ مضادة للإشعاع قادرة على تحديد مواقع أنظمة الدفاع الجوي كان بمثابة خطوة مماثلة في الماضي.

تأثير التكنولوجيا على العمليات العسكرية

يشهد المجال العسكري تحولاً كبيراً بفضل التقنيات المتقدمة، التي تؤثر على كل شيء بدءًا من المهام الإدارية وصولًا إلى القدرات القتالية. أصبحت الطائرات بدون طيار أداة حاسمة في السنوات الأخيرة، مما ساعد الشركات الناشئة في مجال الصناعة الدفاعية على تأمين عقود وتمويل حكومي.

شهد قطاع الدفاع التكنولوجي ازدهارًا خلال فترة إدارة ترامب، التي استثمرت بكثافة في تكنولوجيا الدفاع وأبدت اهتمامًا بتطوير الأسلحة النووية. ويتوقع الخبراء أن يستمر هذا الاتجاه في المستقبل، مع تزايد الاعتماد على الأنظمة المستقلة والذكاء الاصطناعي.

يشمل التطور التكنولوجي أيضاً مجالات مثل الاستشعار عن بعد، والتحليل البياني، والشبكات الآمنة، مما يساهم في تحسين الوعي الظرفي، واتخاذ القرارات بشكل أسرع، وحماية القوات.

بالإضافة إلى ذلك، تجري الأبحاث والتطوير على نطاق واسع في مجال المركبات البرية والبحرية الجوية غير المأهولة (Unmanned Aerial Vehicles – UAVs)، والتي يمكن أن تنفذ مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك المراقبة والاستطلاع والقتال.

المخاوف بشأن الأمن السيبراني والقرصنة

مع تزايد الاعتماد على الأنظمة الرقمية والذكاء الاصطناعي، تزداد المخاوف بشأن الأمن السيبراني وحماية هذه الأنظمة من القرصنة. قد تكون الأنظمة العسكرية عرضة للهجمات الإلكترونية التي يمكن أن تعطل عملياتها أو حتى تسيطر عليها.

وبالتالي، يولي البنتاغون أهمية قصوى لتطوير دفاعات سيبرانية قوية وتدريب الموظفين على مواجهة التهديدات الإلكترونية. ويتعاون الجيش الأمريكي مع شركات التكنولوجيا الخاصة لتطوير حلول مبتكرة لحماية أنظمته وبياناته.

كما أن هناك حاجة إلى وضع معايير وقواعد أخلاقية واضحة لتوجيه تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، لضمان أن هذه التقنيات تستخدم بطريقة مسؤولة ومتوافقة مع القانون الدولي الإنساني.

من المتوقع أن تشهد الأشهر القادمة المزيد من المناقشات حول تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب. سيكون من المهم متابعة التطورات التكنولوجية والقرارات السياسية المتعلقة بهذا الموضوع، وتقييم تأثيرها على مستقبل الصراعات والأمن العالمي. وستراقب الجهات المعنية عن كثب التقدم الذي تحرزه شركات مثل Anduril في تطوير وتطبيق هذه التقنيات المتقدمة.

شاركها.
Exit mobile version