أقر الرئيس التنفيذي لشركة AT&T، جون ستانكي، بأنه ارتكب بعض الأخطاء في معالجة ثقافة الشركة، وألقى الضوء على مذكرة داخلية انتشرت على نطاق واسع. وتأتي هذه التصريحات في وقت تواجه فيه الشركة تحديات تتعلق بثقافة العمل والتحول الرقمي، بما في ذلك تبني الذكاء الاصطناعي. وتعتبر ثقافة الشركة محورًا رئيسيًا في استراتيجية AT&T المستقبلية، حيث تسعى الشركة إلى التكيف مع المتغيرات الجديدة في سوق العمل والتكنولوجيا.

جاءت تصريحات ستانكي خلال مشاركته في قمة الرؤساء التنفيذيين لصحيفة وول ستريت جورنال، حيث تحدث عن أهمية التغيير الثقافي في الشركة. وقد أثارت مذكرة ستانكي التي تم تسريبها في أغسطس الماضي جدلاً واسعًا حول ولاء الموظفين في مكان العمل، حيث دعت إلى تبني “ثقافة أكثر توجهاً نحو السوق”.

أخطاء في معالجة ثقافة الشركة

أوضح ستانكي أنه كان بطيئًا في معالجة “تطور الثقافة” الذي كانت الشركة بحاجة إليه. وأشار إلى أنه وضع هذا التطور ضمن عدة مجالات تركيز للشركة، بدلاً من جعله على رأس الأولويات واتخاذ إجراءات محددة لتحقيقه. وأضاف أن المذكرة كانت بمثابة إطار عمل لإزالة الأعذار أمام القادة لتنفيذ التغييرات اللازمة.

وأكد ستانكي أن المذكرة لا ينبغي أن تكون محور التركيز الرئيسي، بل هي مجرد خطوة من بين خطوات عديدة تهدف إلى وضع إطار عمل واضح. وأضاف أن المذكرة منحت القادة “غطاءً هوائيًا” لتنفيذ هذا الإطار. التحول الثقافي في AT&T يهدف إلى تعزيز المرونة والابتكار والاستجابة السريعة لمتطلبات السوق.

العودة إلى المكاتب وتبني الذكاء الاصطناعي

شهدت AT&T عددًا من التغييرات في العام الماضي، بما في ذلك قرار العودة إلى العمل من المكاتب لمدة خمسة أيام في الأسبوع. وقد أثارت هذه الخطوة جدلاً حول تأثيرها على الموظفين وتوازن حياتهم العملية والشخصية.

في المذكرة التي أرسلها إلى الموظفين، دعا ستانكي بشكل فعال إلى التكيف مع التغييرات في ثقافة الشركة، أو البحث عن فرص عمل أخرى. وأشار إلى أن الشركة تعمل في بيئة ديناميكية وتواجه تحديات كبيرة، وأن الموظفين يجب أن يكونوا على استعداد للتكيف مع هذه المتطلبات. بيئة العمل في AT&T تتطلب الآن مستوى أعلى من التكيف والابتكار.

بالإضافة إلى ذلك، أكد ستانكي على أهمية تبني الذكاء الاصطناعي من قبل الموظفين. وأشار إلى أن الشركة توفر برامج تعليمية وأدوات تدريبية لمساعدة الموظفين على تطوير مهاراتهم في مجال الذكاء الاصطناعي. وأضاف أنه يراقب عن كثب من يقوم باستخدام هذه الأدوات، حيث يعتبرها مهارة أساسية للمستقبل.

تأثير التغييرات على الموظفين

تأتي هذه التغييرات في وقت يشهد فيه قطاع الاتصالات تحولاً سريعًا، مدفوعًا بالتقدم التكنولوجي وتغير احتياجات العملاء. وتسعى AT&T إلى الاستعداد لهذه التغييرات من خلال تبني استراتيجيات جديدة وتعزيز ثقافة الابتكار. الابتكار هو مفتاح بقاء AT&T في طليعة قطاع الاتصالات.

ومع ذلك، يثير هذا التحول مخاوف بشأن تأثيره على الموظفين، خاصة أولئك الذين قد لا يكونون على استعداد للتكيف مع المتطلبات الجديدة. ويرى بعض المحللين أن هذه التغييرات قد تؤدي إلى زيادة معدل دوران الموظفين، بينما يرى آخرون أنها ضرورية لضمان بقاء الشركة قادرة على المنافسة في المستقبل. تطوير المهارات لدى الموظفين هو أولوية قصوى لـ AT&T.

في الختام، من المتوقع أن تستمر AT&T في تنفيذ هذه التغييرات في الأشهر المقبلة، مع التركيز على تعزيز ثقافة الابتكار وتبني الذكاء الاصطناعي. وسيكون من المهم مراقبة تأثير هذه التغييرات على الموظفين وأداء الشركة، بالإضافة إلى التطورات في قطاع الاتصالات بشكل عام. من غير الواضح حتى الآن كيف ستتفاعل الشركة مع أي مقاومة محتملة من الموظفين، أو ما إذا كانت ستضطر إلى تعديل استراتيجيتها في المستقبل.

شاركها.
Exit mobile version