أعرب إريك شميت، الرئيس التنفيذي الأسبق لشركة جوجل، عن قلقه من احتمال اعتماد معظم الدول على نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية بسبب التكلفة.

جاء ذلك خلال حلقة من بودكاست “Moonshots” التي تم إصدارها يوم الثلاثاء، حيث أشار شميت إلى أن هذا قد يؤدي إلى نتيجة غريبة حيث تكون أكبر نماذج الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة مغلقة المصدر، بينما تكون أكبر نماذج الذكاء الاصطناعي في الصين مفتوحة المصدر.

نماذج الذكاء الاصطناعي المفتوحة المصدر

تسمح نماذج الذكاء الاصطناعي المفتوحة المصدر بمشاركة البرمجيات بشكل مجاني ومفتوح لأي شخص، لأي غرض. يرى مؤيدو نماذج مفتوحة المصدر أنها تتيح للتكنولوجيا أن تتطور بسرعة وبطريقة ديمقراطية، حيث يمكن لأي شخص تعديل وتوزيع الشفرة.

ومع ذلك، يجادل أنصار نماذج المصدر المغلق بأنها أكثر أمانًا لأن الشفرة تبقى خاصة. شهدت نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية مثل DeepSeek وQwen3 من شركة علي بابا شعبية كبيرة هذا العام، مما أثار مخاوف بشأن خصوصية البيانات والأمن القومي والميزة التنافسية للولايات المتحدة.

السيادة الرقمية ونماذج الذكاء الاصطناعي

أصبح مفهوم “السيادة الرقمية”، الذي يشير إلى تحكم الدول في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والبيانات والبنية التحتية، يحظى باهتمام متزايد في الأوساط التكنولوجية والسياسية. يرى شميت أن اعتماد الدول على نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية قد يكون بسبب التكلفة، وليس بسبب الجودة.

شاركه في هذا الرأي جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة Nvidia، وآرثر مينش، الرئيس التنفيذي لشركة Mistral الفرنسية الناشئة، الذين أكدوا على أهمية بناء أنظمة ذكاء اصطناعي مستقلة للدول. يرى هؤلاء المسؤولون أن الدول التي لا تطور نماذجها الخاصة قد تعتمد على دول أخرى، مما قد يؤدي إلى تبعيات غير مرغوبة.

وفي سياق متصل، أوضح آرثر مينش في مقابلة له على أحد البرامج الحوارية أن الدول التي لا تطور نماذجها الخاصة للذكاء الاصطناعي قد تجد نفسها مضطرة لشراء هذه الخدمات من دول أخرى، مما قد يؤدي إلى تبعيات اقتصادية وتكنولوجية.

يرى المراقبون أن المستقبل سيكون للدول التي تستثمر في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، مع التركيز على الأمان والخصوصية والقدرة على التكيف مع التطورات التكنولوجية المتسارعة.

التحديات المقبلة

ستواجه الدول تحديات كبيرة في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، بما في ذلك التكلفة والخبرة الفنية والبيانات الكافية. ومع ذلك، يرى الخبراء أن الاستثمار في هذه المجالات سيكون له عوائد كبيرة على المدى الطويل.

مع استمرار التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، ستظل مسألة السيادة الرقمية وتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بالدول موضع اهتمام ومتابعة من قبل الحكومات والشركات على حد سواء. سيكون من المهم مراقبة كيفية تطور هذه الديناميكيات في المستقبل القريب.

شاركها.
Exit mobile version