أثارت ميزة “ملخص الفيديو” الجديدة التي أطلقتها أمازون، والتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم ملخصات للحلقات التلفزيونية، جدلاً واسعاً بين محبي مسلسل “Fallout” الشهير. اكتشف المعجبون أخطاء واقعية في الملخص الذي قدمته أمازون للموسم الأول، مما دفع الشركة إلى إزالته بسرعة. تأتي هذه الحادثة في وقت تزيد فيه شركات التكنولوجيا من استثماراتها في الذكاء الاصطناعي.
وقعت المشكلة قبل أيام من طرح الموسم الثاني من “Fallout”، حيث كان من المفترض أن تساعد الميزة الجديدة المشاهدين على تذكر أحداث الموسم الأول. لكن بدلاً من ذلك، قدمت أمازون ملخصاً يحتوي على معلومات غير دقيقة، مما أثار استياء قاعدة المعجبين الكبيرة للمسلسل. تعتبر هذه الحادثة بمثابة اختبار مبكر لقدرات الذكاء الاصطناعي في مجال إنتاج المحتوى.
أخطاء الذكاء الاصطناعي في ملخص “Fallout”
أشار أحد المستخدمين على موقع Reddit إلى أن الذكاء الاصطناعي ذكر أن حدثاً رئيسياً في الماضي، يتعلق بشخصية “Ghoul” (التي يلعبها والتون جوجينز)، قد وقع في خمسينيات القرن الماضي، بينما الأحداث الفعلية جرت في عام 2077. هذا الخطأ الزمني أثار دهشة الكثيرين، نظراً لأهمية هذا الحدث في سياق القصة.
في الوقت نفسه، نشر مستخدم آخر على منصة X (تويتر سابقاً) أن الملخص قدم وصفاً خاطئاً للاتفاق الذي تم بين شخصيتي “Ghoul” و “Lucy MacLean” (التي تلعبها إيلا بورنيل) في نهاية الموسم الأول. بدلاً من الإشارة إلى أن الشخصيتين تتعاونان للعثور على والد لوسي، زعم الملخص أن “Ghoul” قدم للوسي خياراً قاسياً: “إما أن تموت أو تنضم إليه”.
تاريخ إطلاق الميزة وتوسع أمازون في الذكاء الاصطناعي
أطلقت أمازون ميزة “Video Recaps” في نوفمبر الماضي كنسخة تجريبية، بهدف مساعدة المشاهدين على استعادة الأحداث الرئيسية في المسلسلات الأصلية من أمازون بين المواسم. وأوضحت الشركة في بيان صحفي أن الميزة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد أهم النقاط في الحبكة، ودمجها مع تعليق صوتي متزامن ومقتطفات حوارية وموسيقى لإنشاء ملخص مرئي.
على الرغم من أن أمازون ذكرت أن مسلسلات مثل “Jack Ryan” و “Upload” و “Bosch” و “The Rig” تخضع للاختبار، إلا أن هذه المسلسلات لم تتضمن الميزة حتى تاريخه. هذا يشير إلى أن أمازون لا تزال تعمل على تحسين دقة وموثوقية الميزة قبل إطلاقها على نطاق واسع.
تأتي هذه الخطوة في إطار استثمارات ضخمة تقوم بها أمازون في مجال الذكاء الاصطناعي. صرح براين أولسافسكي، المدير المالي للشركة، خلال مكالمة أرباح في فبراير، أن النفقات الرأسمالية لعام 2025 قد تصل إلى أكثر من 100 مليار دولار، وسيتم توجيه الجزء الأكبر منها نحو الذكاء الاصطناعي وخدمات أمازون السحابية (AWS).
تدمج أمازون الذكاء الاصطناعي في العديد من خدماتها الاستهلاكية، مثل اقتراحات المنتجات ومساعدة المتسوقين في العثور على الملابس المناسبة على منصتها للتجارة الإلكترونية. كما كشفت الشركة في فبراير عن “Alexa+”، الجيل التالي من المساعد الصوتي أليكسا، والذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي لجعله أكثر تفاعلية وشخصية.
تحديات تبني الذكاء الاصطناعي وتأثيره على القوى العاملة
لم يكن تبني الذكاء الاصطناعي في أمازون خالياً من التحديات. في أكتوبر الماضي، أعلنت الشركة عن تسريح 14 ألف موظف، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي كان أحد الأسباب الرئيسية لهذا القرار. وأوضحت بيث جاليتي، نائبة الرئيس الأول لشؤون الموظفين والتكنولوجيا في أمازون، أن هذا الجيل من الذكاء الاصطناعي هو “الأكثر تحولاً منذ الإنترنت”، وأنه يمكّن الشركات من الابتكار بوتيرة أسرع.
في رسالة داخلية إلى الموظفين المتبقين، حث تاباس روي، نائب الرئيس لشؤون برامج وأجهزة أمازون، على “الاستفادة من الذكاء الاصطناعي”. وشجع روي الموظفين على التركيز على العمل الذي يؤثر بشكل مباشر على العملاء، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتعزيز فعاليتهم، واقتراح طرق لتبسيط أو إلغاء العمليات غير الضرورية. هذا يعكس تحولاً استراتيجياً في أمازون نحو تبني الذكاء الاصطناعي كأداة رئيسية لتحسين الكفاءة والابتكار.
تعتبر هذه الحادثة بمثابة تذكير بأن الذكاء الاصطناعي، على الرغم من إمكاناته الهائلة، لا يزال في مراحله الأولى من التطوير ويتطلب تحسينات مستمرة لضمان دقته وموثوقيته. كما أنها تسلط الضوء على أهمية الإشراف البشري على مخرجات الذكاء الاصطناعي، خاصة في المجالات التي تتطلب دقة عالية.
من المتوقع أن تستمر أمازون في تطوير ميزة “Video Recaps” وتحسينها، مع التركيز على تصحيح الأخطاء وضمان تقديم ملخصات دقيقة وموثوقة. من المهم مراقبة كيفية استجابة أمازون لهذه المشكلة، وما إذا كانت ستتخذ خطوات إضافية لضمان جودة مخرجات الذكاء الاصطناعي في المستقبل. كما يجب متابعة التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتأثيرها على صناعة الترفيه وإنتاج المحتوى.

