أطلقت المملكة العربية السعودية رؤية 2030 في عام 2016، وهي خطة استراتيجية تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي، وتمكين المواطنين، وتعزيز بيئة ديناميكية للمستثمرين المحليين والدوليين، وترسيخ مكانة المملكة كقائد عالمي في التصنيع المتقدم. وفي إطار هذه الرؤية، تأسست شركة “آلات” (Alat) في عام 2024 في الرياض، وهي تعمل على بناء نظام بيئي عالمي المستوى للتصنيع يهدف إلى جذب الشركاء العالميين وتسريع النمو الإقليمي، مع التركيز على دمج الأتمتة والذكاء الاصطناعي في صميم عملياتها. هذا التوجه يضع المملكة في موقع متميز في قطاع التصنيع المتقدم.
يركز “آلات” على الاستفادة من البنية التحتية المتطورة والسياسات الحكومية الداعمة والموارد الوفيرة في المملكة العربية السعودية. ويتحدث الرئيس التنفيذي لشركة “آلات”، أميت ميده، يوميًا مع الرؤساء التنفيذيين العالميين، ويلاحظ أن العديد منهم يواجهون أحد أكثر الفترات اضطرابًا في حياتهم المهنية. تتحدى اضطرابات سلاسل الإمداد ونقص المواهب والتحولات التكنولوجية السريعة الشركات في جميع أنحاء العالم، لكن “آلات” قادرة على تحقيق ميزة من خلال تحويل هذه التحديات إلى فرص.
مركز للنمو العالمي
يقول ميده: “لدينا موقع جغرافي لا يضاهى لمرونة سلاسل الإمداد، وسياسات حكومية عالمية المستوى، وبنية تحتية جاهزة، وقاعدة مواهب عالية المهارة.” ويضيف: “بالإضافة إلى تكاليف الطاقة التنافسية والنظام البيئي المبني على الأتمتة والذكاء الاصطناعي، فإننا نُمكّن شركائنا من التحول والتوسع والازدهار.” هذه العوامل مجتمعة تجعل من المملكة العربية السعودية وجهة جذابة للاستثمار في التصنيع المتقدم.
شراكات استراتيجية تدفع الابتكار
في عام 2024، دخلت شركة لينوفو، الرائدة عالميًا في مجال التكنولوجيا، في شراكة مع “آلات” من خلال استثمار استراتيجي يركز على البحث والتطوير والتصنيع والمبيعات للأجهزة الذكية والبنية التحتية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا. سيكون مرفق لينوفو في الرياض أكبر مصنع لها خارج الصين، والموقع الوحيد عالميًا الذي ينتج أجهزة الكمبيوتر الشخصية والخوادم والأجهزة المحمولة تحت سقف واحد، وكلها مصممة بأتمتة عالية وذكاء اصطناعي مدمج في عمليات الإنتاج والقوى العاملة.
يؤكد ميده أن هذا التعاون يعزز مرونة سلاسل الإمداد في المنطقة ويضع معايير جديدة لكفاءة التصنيع. وتشمل مجالات التعاون أيضًا تطوير حلول مبتكرة في مجال الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.
تعزيز التنقل الحضري بالذكاء الاصطناعي
استحوذت “آلات” أيضًا على حصة 15٪ في شركة TK Elevator، لتشكيل مشروع مشترك لتصنيع المصاعد والسلالم المتحركة والممرات المتحركة محليًا للسعودية ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا الأوسع. من خلال دمج الصيانة التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في التصنيع منذ البداية، يضع هذا الشراكة معايير جديدة للسلامة والموثوقية والكفاءة التشغيلية الشاملة.
يقول ميده: “سيعمل تعاوننا مع TK Elevator على توطين تكنولوجيا التنقل المتطورة، وخلق وظائف ماهرة ذات قيمة عالية، وتضمين الخبرة العالمية في المواهب السعودية، مما يعزز مجموعة التصنيع المتقدمة الناشئة في المملكة.” مع الطلب القوي على المباني المستدامة والذكية، يضع هذا المشروع المشترك المملكة العربية السعودية في صدارة حلول التنقل الحضري المبتكرة، حيث سيكون مركز تطوير المنتجات الجديد بمثابة مصدر تصدير رئيسي عبر منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
شراكة سوفت بانك تدعم الجيل القادم من الروبوتات
من خلال شراكتها مع شركة سوفت بانك، تعمل “آلات” على تطوير القدرات الصناعية للمملكة من خلال تصنيع روبوتات صناعية مستقلة رائدة عالميًا في منشأة من الجيل التالي مصممة للأسواق التصديرية العالمية. هذا التعاون يؤكد هدف رؤية 2030 المتمثل في جذب الاستثمار الأجنبي وتعزيز الابتكار التكنولوجي وخلق اقتصاد مرن ومستعد للمستقبل.
فرصة العمر
في هذه المرحلة المبكرة، الفرصة واضحة: فالتقنيات المتقدمة تمكننا من البناء بشكل أسرع وأكثر ذكاءً وبقدرات محلية أقوى، مع إعداد المواهب السعودية لأدوار الغد. بالنسبة للشركات التي تسعى إلى إنشاء مراكز تصنيع في المملكة العربية السعودية، يصف ميده اللحظة بأنها غير مسبوقة. ويقول: “للاستفادة حقًا، نحن بحاجة إلى رؤية جريئة وإيمان قوي وقدرات هائلة.”
تعمل “آلات”، بالتعاون مع صندوق الاستثمار العام، على تحويل المملكة العربية السعودية إلى مركز عالمي للتصنيع المتقدم، ودعوة الشركات للمشاركة في نظام بيئي يلتقي فيه الأتمتة والذكاء الاصطناعي بالاستثمار الاستراتيجي والبنية التحتية ذات المستوى العالمي والفرصة التي لا مثيل لها. من المتوقع أن تعلن “آلات” عن المزيد من الشراكات الاستراتيجية في الأشهر المقبلة، مع التركيز على قطاعات مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحيوية.
تم إنشاء هذا المنشور بواسطة Insider Studios بالتعاون مع “آلات”.
