:

أثار تصريح جوشوا كيميش، لاعب خط وسط بايرن ميونيخ، جدلاً واسعاً بعد المباراة التي جمعت فريقه بأرسنال في دوري أبطال أوروبا. فقد صرح كيميش بأن أرسنال لم يكن أقوى فريق واجهه بايرن ميونيخ هذا العام، معتبراً أن الهزيمة 3-1 لم تكن “مباراة كرة قدم” بالمعنى التقليدي. هذا التصريح، الذي يتعلق بتقييم أداء أرسنال، أثار تساؤلات حول أسلوب لعب الفريق الإنجليزي.

جاءت تصريحات كيميش بعد المباراة التي أقيمت على ملعب الإمارات في لندن يوم الأربعاء، والتي شهدت أول هزيمة لبايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم. وتأتي هذه التصريحات في وقت يحتل فيه أرسنال صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز ودورى أبطال أوروبا، ويُظهر صلابة دفاعية كبيرة.

تقييم كيميش لأداء أرسنال في دوري الأبطال

ركز كيميش في حديثه على اعتماد أرسنال على الكرات الثابتة في تسجيل الأهداف، مشيراً إلى هدف يوريين تيمبر الذي جاء من ركلة ركنية نفذها بوكايو ساكا. كما أشار إلى ميل الفريق الإنجليزي لإرسال كرات طويلة، مستشهداً بهدف غابرييل مارتينيلي الذي جاء بعد تمريرة متقنة من إيبريتشي إيزي.

وفقاً لكيميش، فإن بايرن ميونيخ واجه صعوبات في التعامل مع هذا الأسلوب، معتبراً أنه يختلف عن الأسلوب الذي قدمه باريس سان جيرمان في المواجهات السابقة. وأضاف أن مباراة باريس سان جيرمان كانت “أكثر شبهاً بمباراة كرة قدم” من حيث الجودة الفنية والتكتيكية.

مقارنة بين أرسنال وباريس سان جيرمان

أكد كيميش أن باريس سان جيرمان شكل تحدياً أكبر لبايرن ميونيخ هذا الموسم، وذلك بسبب أسلوب لعبهم الذي وصفه بالقوة والتعقيد. في المقابل، رأى أن أرسنال اعتمد بشكل كبير على الجوانب البدنية والقتالية في الملعب، بالإضافة إلى استغلال الكرات الثابتة والكرات الطويلة.

هذا التقييم يثير تساؤلات حول مدى قدرة بايرن ميونيخ على التكيف مع أساليب لعب مختلفة، خاصة في الأدوار الإقصائية من دوري الأبطال. فالفوز على فرق مثل تشيلسي وباريس سان جيرمان لا يعني بالضرورة القدرة على التفوق على جميع المنافسين.

من جهته، علق ميكيل أرتيتا، مدرب أرسنال، على فعالية الكرات الثابتة لفريقه، قائلاً إنه “يشعر بالضيق” لعدم تسجيل فريقه من كرة ثابتة في مباراته ضد توتنهام هوتسبير. وأوضح أن الأهداف التي تأتي من الكرات الثابتة أو من اللعب المفتوح لها نفس القيمة بالنسبة له.

وأضاف أرتيتا أن فريقه يسعى إلى تحقيق الكفاءة القصوى في جميع الجوانب، مؤكداً أن هذا هو الهدف الرئيسي. هذا التأكيد يعكس أهمية العمل التكتيكي والتدريب على الكرات الثابتة في فلسفة المدرب الإسباني.

يُذكر أن أرسنال حقق نتائج ممتازة هذا الموسم، حيث لم يتلق سوى هدف واحد في خمس مباريات في دوري أبطال أوروبا. هذا الأداء الدفاعي القوي يعكس مدى تنظيم الفريق وقدرته على إغلاق المساحات ومنع المنافسين من التسجيل.

بالإضافة إلى ذلك، يتميز أرسنال بقدرته على استغلال الفرص المتاحة، سواء من خلال الكرات الثابتة أو من خلال الهجمات المرتدة السريعة. هذه القدرة على التحول من الدفاع إلى الهجوم بسرعة تجعل الفريق الإنجليزي خصماً صعباً للغاية.

التحليل الفني للمباراة يشير إلى أن بايرن ميونيخ واجه صعوبة في فرض سيطرته على منطقة وسط الملعب، مما سمح لأرسنال بالتحكم في إيقاع اللعب وتنفيذ خططه الهجومية بنجاح. كما أن الأداء الدفاعي لبايرن ميونيخ لم يكن على المستوى المطلوب، خاصة في التعامل مع الكرات الثابتة.

من المتوقع أن يسعى بايرن ميونيخ إلى تصحيح أخطائه في مباراة الإياب، وأن يقدم أداءً أفضل من حيث الجانب التكتيكي والبدني. في المقابل، سيحاول أرسنال الحفاظ على مستواه الجيد واستغلال نقاط ضعف بايرن ميونيخ لحسم التأهل إلى الدور التالي.

تبقى مباراة الإياب حاسمة لتحديد هوية الفريق الذي سيتقدم إلى الدور التالي من دوري أبطال أوروبا. وسيكون من المهم متابعة التغييرات التكتيكية التي سيقوم بها المدربان، بالإضافة إلى الأداء البدني والنفسي للاعبين.

الوضع الحالي يشير إلى أن أرسنال يمتلك فرصة جيدة للتأهل، ولكنه سيحتاج إلى تقديم أداء قوي في مباراة الإياب لتجنب أي مفاجآت. في الوقت نفسه، سيحتاج بايرن ميونيخ إلى بذل مجهود مضاعف لتحقيق الفوز وتجاوز هذه الهزيمة.

الخطوة التالية هي مباراة الإياب التي ستُقام على ملعب أليانز أرينا في ميونيخ. من غير المؤكد ما إذا كان بايرن سيغير من خططه التكتيكية أو سيواصل الاعتماد على نفس الأسلوب. ما يجب مراقبته هو رد فعل الفريق البافاري على الهزيمة وكيفية استغلاله لعامل الأرض والجمهور.

شاركها.
Exit mobile version