أطلق موقع The Athletic قناة على تطبيق WhatsApp مخصصةً لتغطية أخبار الكريكيت. يعتبر ملعب ملبورن للكريكيت (MCG) من بين أعظم ملاعب الكريكيت في العالم، ويستحضر ردود فعل متباينة لدى الزوار. إنه ليس مجرد ملعب، بل تجربة فريدة من نوعها.
ملعب ملبورن للكريكيت: تحفة معمارية وأيقونة رياضية
عند زيارة لوردز الشهير، يغمرك التاريخ والتقاليد بكل تفاصيلها. أما في إدن جاردنز في كلكتا، فإن ضجيج المشجعين المتحمسين قد يطغى على كل الأفكار. لكن ملعب ملبورن للكريكيت (MCG) يختلف. بمجرد دخولك هذا الملعب الضخم الذي يتسع لـ 100,000 متفرج، لا يسعك إلا أن تقول: “واو!”. إنه حقًا مشهد يأسر الألباب.
سعة الملعب ومكانته العالمية
قد يكون لدى ملاعب كريكيت أخرى المزيد من الطابع المميز، ولكن قلة قليلة منها يمكن أن تنافس ملعب ملبورن للكريكيت من حيث الحجم والاتساع. يُعتقد أن الملعب هو الحادي عشر من حيث السعة في العالم، حيث يتسع لـ 100,024 متفرج. في عالم الكريكيت، يتفوق عليه فقط ملعب نارينا مودى في أحمد آباد بسعة 132,000 متفرج، على الرغم من أن رقم الحضور القياسي هناك أقل بكثير، حيث بلغ 104,859 في نهائي دوري الكريكيت الهندي عام 2022. حتى حفلة لفرقة كولدبلاي جذبت 111,989 متفرجًا هذا العام.
بعيدًا عن ملعب رونغرادو ماي داي في بيونغ يانغ، كوريا الشمالية، والذي تبلغ سعته المعلنة 114,000 متفرج (ولم يتمكن فريق The Athletic من زيارته للتحقق من ذلك)، فإن ملعب ملبورن للكريكيت هو ثاني أكبر ملعب رياضي في العالم خارج الولايات المتحدة، حيث تحتل العديد من ملاعب كرة القدم الأمريكية الجامعية المراكز العشرة الأولى.
يستضيف الملعب مباريات دوري كرة القدم الأسترالية (AFL) من مارس إلى سبتمبر، لكنه يكتسب شهرته من خلال حجمه الهائل وأجوائه الفريدة. يقول ناصر حسين، قائد إنجلترا السابق، إنه “يشبه القدر أكثر من أي ملعب آخر”. وأضاف: “أستخدم هذه الكلمة بحذر، لأنه في بعض الأحيان تضيع تمامًا. تنظر حولك وتقول: ‘إنه هو نفسه في كل مكان’.”.
تجربة فريدة للاعبين والمشجعين
يصف حسين الملعب بأنه “وعاء ضخم”. ويشير إلى أن الشعور بالمناسبة يزداد مع استضافة مباريات يوم الملاكمة (Boxing Day) الشهيرة. ويقول: “أعتقد أن هذا هو السبب في أنه ليس الملعب المفضل لدي. أحب مكانًا يتمتع ببعض الطابع المميز. ولكن في ملبورن، في يوم الملاكمة، عندما تكون في ساحة مع 100 ألف شخص… يمكن أن يؤثر ذلك على اللاعبين.”
بالنسبة للاعبين، فإن المسار من غرف تغيير الملابس إلى أرض الملعب يمثل تجربة فريدة. يقع الملعب تحت الأرض، حيث توجد مواقف للسيارات وغرف تغيير الملابس ومناطق مخصصة لوسائل الإعلام. يقول حسين: “التحول من غرفة مكيفة ومشرقة إلى طريق مظلم ثم إلى ضوء الشمس الساطع عند الخروج إلى الملعب… إنه أمر غريب”.
يضيف حسين: “عندما كنت قائدًا، نصحت اللاعبين بالاقتراب قليلاً من الحافة، لأن المساحة كبيرة جدًا. لقد رأيت ضربات قوية تذهب مباشرة إلى أيدي المشجعين”.
يستضيف ملعب ملبورن للكريكيت (MCG) العديد من الأحداث التاريخية، بما في ذلك ثلاثية الشين وارن الشهيرة في عام 1994، وتسجيله لـ 700 هدف في مسيرته في عام 2006. كما أن هناك نصبًا تذكاريًا للشين وارن خارج الملعب، بالإضافة إلى تكريمات لبعض أساطير الكريكيت الأسترالية.
الأجواء الجماهيرية في ملعب ملبورن للكريكيت
تشتهر منطقة “Bay 13” في الملعب بأجوائها الصاخبة والمثيرة، وغالبًا ما يقوم المشجعون فيها بإزعاج اللاعبين المنافسين. يقول ميرف هيوز، لاعب الكريكيت الأسترالي السابق: “لا يوجد مكان أفضل من أن تكون لاعبًا أستراليًا تلعب في يوم الملاكمة في ملعب ملبورن”.
يستعد الملعب لاستضافة مباراة بين أستراليا وإنجلترا، ومن المتوقع أن يكون الحضور الجماهيري غفيرًا. سيشارك تود ميرفي، لاعب الكريكيت الأسترالي، في المباراة، بينما سيحل يعقوب بيثيل محل أولي بوب في تشكيلة إنجلترا.
من المتوقع أن تكون المباراة مثيرة، حيث أن ملعب ملبورن للكريكيت (MCG) يشتهر بتقديم لحظات كريكيت لا تُنسى. سيشهد الملعب أيضًا تحديثات جديدة، بما في ذلك معرضًا يضم مقتنيات الشين وارن الشخصية.
من المقرر أن يتم الإعلان عن خطط مستقبلية لتطوير الملعب في الأشهر المقبلة. سيتم التركيز على تحسين تجربة المشجعين وتوفير مرافق أفضل للاعبين ووسائل الإعلام. ومع ذلك، من المؤكد أن ملعب ملبورن للكريكيت سيظل أحد أهم وأشهر ملاعب الكريكيت في العالم.

