رفعت محامية سابقة في رابطة لاعبي كرة القدم الأمريكية (NFLPA) دعوى قضائية فدرالية تتهم مسؤولين تنفيذيين في الرابطة بالتآمر لمنعها من الإدلاء بشهادتها في تحقيق جنائي يركز على الأنشطة المالية للرابطة. وتتعلق الدعوى بخطة حوافز مثيرة للجدل، وتزعم أن المسؤولين التنفيذيين سعوا لإثراء أنفسهم على حساب مصالح أعضاء الرابطة. هذه القضية تلقي الضوء على قضايا تتعلق بـنزاهة NFLPA والشفافية المالية داخل المنظمة.
تفاصيل الدعوى القضائية وادعاءات فساد في NFLPA
تقدمت الدعوى المحامية هيذر ماكفي، التي عملت كمستشارة عامة مساعدة في NFLPA منذ عام 2009. وتزعم الدعوى أن المسؤولين التنفيذيين، بمن فيهم الرئيس التنفيذي السابق للرابطة لويد هاويل جونيور، والرئيس التنفيذي الحالي لرابطة لاعبي البيسبول توني كلارك، تآمروا لعرقلة تعاونها مع وزارة العدل الأمريكية (DOJ). تم رفع الدعوى في المحكمة الجزئية الأمريكية في العاصمة واشنطن العاصمة.
وفقًا لماكفي، طلبت منها وزارة العدل الإدلاء بشهادتها في مايو الماضي بشأن خطة حوافز كبار المديرين التنفيذيين (SEIP). قامت ماكفي بإبلاغ رؤسائها بهذا التعاون، لكنها تقول إن ذلك أثار حملة تهدف إلى منعها من الإدلاء بشهادتها.
خطة الحوافز المثيرة للجدل
تقوم خطة SEIP، التي تعتبر محور الدعوى، بتوزيع “وحدات ربح” على الاتحادات الرياضية المشاركة في OneTeam Partners، وهي شركة مملوكة بشكل مشترك بواسطة NFLPA ورابطة لاعبي البيسبول وعدد من الاتحادات الرياضية الأخرى. تتولى OneTeam تأمين صفقات إعلامية وتسويق حقوق اللاعبين. تزعم ماكفي أن الخطة كانت مصممة بشكل غير قانوني لإثراء المسؤولين التنفيذيين بدلًا من خدمة مصلحة أعضاء الاتحادات.
تشير الدعوى إلى أن توزيع الأرباح مباشرة على المسؤولين التنفيذيين قد يشكل انتهاكًا للقانون، حيث يُحظر على ممثلي الاتحادات قبول أي شيء ذي قيمة من جهة توظيف قد يؤثر على قراراتهم. وللتغلب على هذه المشكلة، يقال إن OneTeam Partners قامت بتوجيه المدفوعات إلى الاتحادات نفسها، والتي يمكن أن تمنح بعد ذلك الأموال للمسؤولين التنفيذيين. يثير هذا الأمر مخاوف بشأن تعارض المصالح، حيث قد يتمكن أعضاء مجلس الإدارة من منح أنفسهم مكافآت.
اتهامات إضافية تتعلق بالشفافية وقيود العقود
بالإضافة إلى قضية خطة الحوافز، تتهم ماكفي NFLPA بالفشل في إخبار أعضائها بأن حكمًا تحكيميًا أظهر أدلة على تعاون الرابطة مع أصحاب الفرق لتقييد مقدار الأموال المضمونة التي يمكن للاعبين التفاوض عليها في عقودهم. وترى ماكفي أن هذا الأمر حرمان الأعضاء من أداة تفاوضية حيوية وتم إخفاءه عنهم لأكثر من ستة أشهر. تثير هذه المسألة تساؤلات حول شفافية الرابطة والتزامها بتمثيل مصالح لاعبيها بشكل كامل.
يذكر أن لويد هاويل، المتورط في الدعوى، استقال من منصبه كرئيس تنفيذي لـ NFLPA في يوليو الماضي بعد مزاعم سوء استخدام أموال الرابطة. ويفترض أنه استخدم أموال الرابطة في نفقات شخصية، بما في ذلك زيارات متكررة لنوادي التعري. كما اتُهم بتضارب المصالح بسبب عمله كمستشار مدفوع الأجر لشركة أسهم خاصة وافقت عليها NFL بهدف استقطاب أصحاب حصص الأقلية في الأندية.
من جانبه، صرح توني كلارك في يوليو أن التحقيق الذي تجريه وزارة العدل بشأن OneTeam و MLBPA لم يؤثر على عمله. حقوق اللاعبين هي أيضاً في صلب هذه القضية، حيث يزعم البعض أن هذه الممارسات تقوض قدرة اللاعبين على التفاوض بشكل عادل.
وردًا على ذلك، أصدر متحدث باسم NFLPA بيانًا لصحيفة “The Athletic” أكد فيه أن الرابطة تراجع الشكوى، لكنها لن تقدم مزيدًا من التعليقات بسبب الإجراءات القانونية المعلقة.
تطلب ماكفي في الدعوى تعويضًا قدره 10 ملايين دولار أمريكي.
من المتوقع أن تستمر الإجراءات القانونية في هذه القضية لعدة أشهر. سيكون من المهم مراقبة ردود أفعال الأطراف المعنية، ومراجعة الوثائق المقدمة إلى المحكمة، وتطور التحقيق الجنائي الذي تجريه وزارة العدل. هذه القضية لها تداعيات كبيرة على مستقبل إدارة NFLPA وعلى ثقة اللاعبين في قياداتهم.

