واجه المهاجم دومينيك سولانكي بداية محبطة لموسمه مع توتنهام هوتسبير، بعد انضمامه للفريق في أغسطس 2024 في صفقة قياسية بلغت 65 مليون جنيه إسترليني. عانى سولانكي من تجدد إصابة في الكاحل ألمت به خلال فترة الإعداد للموسم، مما أبعده عن المباريات لفترة طويلة، ويشكل غيابه تحديًا للفريق في سعيه لتحقيق أهداف الموسم، خاصةً فيما يتعلق بمركز دومينيك سولانكي في تشكيلة الفريق الأساسية.
لم يشارك سولانكي إلا كبديل في مباراة كأس السوبر الأوروبي ضد باريس سان جيرمان، وكذلك في أول مباراتين له في الدوري الإنجليزي الممتاز، قبل أن تظهر عليه مجددًا آثار الإصابة. كانت آخر مباراة خاضها اللاعب هي الفوز على مانشستر سيتي بنتيجة 2-0 في 28 أغسطس. ويأتي هذا في توقيت مهم، خاصةً مع اعتماد المدرب الجديد توماس فرانك على اللاعب لقيادة الخط الأمامي.
تحديات الإصابة وتأثيرها على مسيرة سولانكي
أكد توماس فرانك، مدرب توتنهام، قبل مباراة الفريق ضد وولفرهامبتون واندررز في 27 سبتمبر، أن إصابة سولانكي كانت “مزعجة بعض الشيء” ولكنه أشار إلى أنها “ليست خطيرة” وأنه متفائل بشأن تعافيه السريع. ولكن، بعد أيام قليلة، أعلن فرانك أن سولانكي سيحتاج إلى إجراء عملية جراحية، مع وصفها بأنها “إجراء بسيط” وأنه لا يتوقع أن تكون فترة التعافي طويلة. ومع ذلك، لا يزال اللاعب غائبًا عن الفريق.
يقول سولانكي في مقابلة مع The Athletic: “كان الأمر صعبًا للغاية. في البداية، لم أعتقد أنني سأغيب لفترة طويلة، لكننا لم نفهم مدى الإصابة. كنت أحاول العودة بأسرع ما يمكن، لكن ذلك لم يحدث، لذلك اضطررت إلى إجراء عملية جراحية. ومنذ ذلك الحين، أعمل على العودة.” وأضاف: “أنا لا أضع جدولًا زمنيًا لذلك لأنني كنت أقول للجميع ‘سأعود قريبًا’ لبضعة أشهر. أنا أتعامل مع الأمر يومًا بيوم ولكن آمل ألا يستغرق الأمر وقتًا طويلاً.”
من الواضح أن سولانكي بذل جهودًا كبيرة في فترة التعافي، حيث استعان بأخصائيين خارجيين، وعمل بجد في صالة الألعاب الرياضية لتعزيز قوته البدنية. ولكن، على الرغم من التقدم الذي يحرزه، لن يكون متاحًا للمشاركة في ديربي شمال لندن المرتقب أو في مباراة دوري أبطال أوروبا ضد باريس سان جيرمان.
أهمية سولانكي لتشكيلة توتنهام
يعاني توتنهام من أجل خلق الفرص من اللعب المفتوح في غياب سولانكي، بالإضافة إلى غياب جيمس ماديسون وديان كولوسيفسكي، اللذين يتعافيان من إصابات في الركبة طويلة الأمد. يتميز سولانكي بقدرته على اللعب في مركزي رقم 9 ورقم 10، بالإضافة إلى تحركاته الذكية في خط الهجوم وقدرته على الربط بين خطي الوسط والهجوم، وهي مهارات يفتقدها الفريق بشدة.
خلال الموسم الماضي، سجل سولانكي 9 أهداف في 27 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز، ولكنه أيضًا برز في عمله الشاق داخل الملعب، حيث كان يسعى باستمرار لإزعاج المدافعين وإجبارهم على ارتكاب الأخطاء، مما ساعد توتنهام على استعادة الكرة في مناطق متقدمة من الملعب. بالإضافة إلى ذلك، يُعد سولانكي عنصرًا مهمًا في الضغط العالي على الخصوم.
بيئة إيجابية ودعم من المدرب
على الرغم من صعوبة الفترة التي يمر بها، يرى سولانكي جوانب إيجابية في عمله مع المدرب توماس فرانك. يقول سولانكي: “لم تتح لي الفرصة للعمل مع (فرانك) كثيرًا، لكنه مدرب يتعامل مع اللاعبين بشكل رائع. جميع اللاعبين يحبون وجوده. يتحدث معنا جميعًا ويعقد اجتماعات يومية. حتى مع الجهاز الفني الذي جلبه، الجميع يتعاملون بشكل جيد مع بعضهم البعض. إنها بيئة رائعة.”
ويضيف سولانكي: “لقد بدأنا الموسم بشكل جيد. عندما يعود بعضنا (من الإصابة) ويقوي الفريق، آمل أن نتمكن من تحقيق أشياء كبيرة.” يشير هذا إلى تفاؤله بشأن مستقبل الفريق وإيمانه بقدرته على المساهمة في تحقيق النجاحات.
أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت سولانكي للانضمام إلى توتنهام هو الرغبة في المنافسة على الألقاب والمشاركة بانتظام في البطولات الأوروبية. وقد نجح في تسجيل ركلات جزاء حاسمة في ربع ونصف نهائي الدوري الأوروبي، مما ساعد توتنهام على إنهاء جفاف الألقاب الذي استمر 17 عامًا. ويُعد هذا الإنجاز بمثابة حافز إضافي له للعودة إلى الملاعب.
الهوايات والتعافي
خلال فترة التعافي، وجد سولانكي متعة في ممارسة هواياته، مثل مشاهدة الرسوم المتحركة اليابانية (الأنمي) وجمع الشخصيات والأوراق النادرة. وقد كشف عن إلهامه من شخصية Vegeta في سلسلة Dragon Ball، مشيرًا إلى أنه يرى في Vegeta الروح القتالية والتصميم على التغلب على الصعاب، وهي صفات يسعى إلى تبنيها في مسيرته الكروية. كما يستمتع سولانكي بتبادل الأوراق مع مجتمع اللاعبين المهتمين بهذه الهواية.
علاوة على ذلك، يركز سولانكي على الاستفادة من وقته في التعافي لتعزيز جوانب أخرى في حياته، مثل قضاء الوقت مع عائلته وتطوير اهتماماته الشخصية. ويأمل في أن يتمكن من العودة إلى الملاعب أقوى وأكثر تركيزًا، وأن يساهم في تحقيق أهداف توتنهام.
الوضع الحالي يشير إلى أن سولانكي يواصل العمل بجد على تعافيه، وأن العودة إلى الملاعب قد تستغرق بعض الوقت. يجب مراقبة تطورات حالته الصحية عن كثب لمعرفة متى سيكون متاحًا للمشاركة في المباريات، وكيف سيؤثر ذلك على أداء توتنهام في مختلف البطولات. كما أن متابعة تصريحات المدرب توماس فرانك قد توفر معلومات إضافية حول الجدول الزمني لتعافي سولانكي.

