يتزايد الحديث عن زوهيران مامداني، المرشح لمنصب عمدة مدينة نيويورك، ليس فقط بسبب برنامجه السياسي، بل أيضًا بسبب التغييرات المالية والمادية التي ستصاحب توليه المنصب. فمع اقتراب موعد استلامه مهامه في الأول من يناير 2026، يتضح أن زوهيران مامداني سيشهد زيادة كبيرة في راتبه، بالإضافة إلى الانتقال إلى مقر إقامة العمدة الرسمي، قصر جرايسي. هذا التحول يثير تساؤلات حول التكاليف المرتبطة بالمنصب، وكيف يقارن راتب مامداني برواتب رؤساء البلديات الآخرين، وحتى المسؤولين الفيدراليين.
زيادة كبيرة في الراتب تنتظر زوهيران مامداني
من المتوقع أن يتقاضى زوهيران مامداني راتبًا سنويًا قدره 258,750 دولارًا أمريكيًا كعمدة لمدينة نيويورك. هذه الزيادة تمثل ارتفاعًا بأكثر من 80٪ مقارنة براتبه الحالي كعضو في الجمعية التشريعية للولاية، والذي يبلغ 142,000 دولار سنويًا. الفرق الشاسع في الراتب يعكس بشكل طبيعي حجم المسؤولية والمهام الملقاة على عاتق عمدة مدينة بهذا الحجم والتعقيد.
تبرير الزيادة: مسؤوليات أكبر وتحديات معقدة
إدارة مدينة نيويورك، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 8 ملايين نسمة، تتطلب جهودًا وموارد أكبر بكثير من تمثيل منطقة جغرافية أصغر في كوينز. القرارات التي يتخذها العمدة تؤثر بشكل مباشر على حياة ملايين الأشخاص، وتتطلب التعامل مع قضايا معقدة مثل الإسكان، والنقل، والتعليم، والسلامة العامة. لذلك، فإن الزيادة في الراتب تعتبر مبررة من قبل الكثيرين، حيث تعكس قيمة العمل والمسؤولية المترتبة على هذا المنصب.
قصر جرايسي: مقر إقامة مجاني ومزايا إضافية
بالإضافة إلى الزيادة في الراتب، سيحظى زوهيران مامداني بامتياز الانتقال إلى قصر جرايسي، المقر الرسمي لعمدة مدينة نيويورك. هذا يعني أنه لن يضطر إلى دفع إيجار، وهو ما يمثل توفيرًا كبيرًا في النفقات، خاصة وأن مامداني يعيش حاليًا في شقة مستقرة الإيجار في أستوريا، حيث يدفع إيجارًا شهريًا قدره 2,300 دولار.
مامداني أوضح في بيان له أن قرار الانتقال إلى قصر جرايسي جاء نتيجة لتقييم احتياجات السلامة لعائلته، وأهمية تخصيص كامل تركيزه لتنفيذ خططه لمعالجة قضايا القدرة على تحمل التكاليف في المدينة.
مقارنة رواتب رؤساء البلديات والمسؤولين الآخرين
على الرغم من أن راتب زوهيران مامداني قد يبدو مرتفعًا، إلا أنه ليس الأعلى بين رؤساء البلديات في المدن الكبرى في الولايات المتحدة. فقد يصل راتب عمدة سان فرانسيسكو إلى أكثر من 380,000 دولار، بينما يتقاضى عمدة لوس أنجلوس أكثر من 300,000 دولار.
ومع ذلك، فإن راتب مامداني يتجاوز بكثير الرواتب السنوية التي يتقاضاها معظم أعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب الأمريكيين، والتي تبلغ حوالي 174,000 دولار. كما أنه أعلى من راتب رئيس مجلس النواب مايك جونسون (223,500 دولار) ورواتب أعضاء الكونجرس (246,400 دولار). من الجدير بالذكر أن مايك بلومبرج، الملياردير الذي شغل منصب عمدة نيويورك من 2002 إلى 2013، اختار تلقي راتب رمزي قدره دولار واحد فقط.
التزام مامداني بأهالي أستوريا
في بيانه، أعرب زوهيران مامداني وزوجته، راما، عن حزنهم لمغادرة أستوريا، حيث استمتعا بحياة عائلية بسيطة وهادئة. وذكر مامداني على وجه الخصوص ذكرياتهما في الطهي معًا، وتبادل أطراف الحديث مع الجيران في المصعد، والاستماع إلى الموسيقى والضحكات القادمة من الشقق المجاورة.
ومع ذلك، أكد مامداني أنه سيظل ملتزمًا بخدمة أهالي أستوريا، وأنه سيمثل مصالحهم بغض النظر عن مكان إقامته. وقال: “سأكون عمدة لعمال المطبخ في شارع ستاينواي، وللأطفال الذين يتأرجحون في ملعب دتش كيلز، ولركاب الحافلات المنتظرين للحافلة Q101.” وأضاف: “على الرغم من أنني قد لا أعيش بعد الآن في أستوريا، إلا أن أستوريا ستعيش دائمًا بداخلي وفي عملي.” هذا التصريح يعكس رغبته في الحفاظ على التواصل مع مجتمعه المحلي، والتأكيد على أن أولوياته ستظل هي خدمة جميع سكان مدينة نيويورك.
مستقبل مامداني كعمدة لمدينة نيويورك
مع اقتراب موعد توليه منصبه، يترقب سكان نيويورك رؤية كيف سيتمكن زوهيران مامداني من تحقيق وعوده الانتخابية، وخاصة فيما يتعلق بقضايا القدرة على تحمل التكاليف. الزيادة في راتبه والانتقال إلى قصر جرايسي يمثلان بداية فصل جديد في حياته المهاسية، وسيكون من المثير للاهتمام متابعة كيف سيؤثر هذا التحول على أسلوب قيادته وقراراته. بالإضافة إلى ذلك، فإن التحديات التي تواجه مدينة نيويورك تتطلب قيادة حكيمة وقدرة على التعاون مع مختلف الأطراف، وهو ما يأمل سكان المدينة أن يظهره مامداني خلال فترة ولايته.

