في سبتمبر، تجاوز لاري إليسون إيلون ماسك لفترة وجيزة ليصبح أغنى رجل في العالم. يعتبر إليسون، الشريك المؤسس لشركة Oracle، شخصية بارزة في عالم التكنولوجيا والأعمال، وقد تصدرت أخباره عناوين الصحف مؤخرًا ليس فقط لثروته، بل أيضًا لتدخله في السياسة الأمريكية من خلال تبرعاته الضخمة. هذا المقال يسلط الضوء على مسيرة لاري إليسون، واستثماراته، ودعمه المالي للسياسيين، مع التركيز على تبرعات لاري إليسون السياسية.

من هو لاري إليسون؟ نبذة عن عملاق التكنولوجيا

لاري إليسون هو رجل أعمال ومبرمج أمريكي، اشتهر بتأسيس شركة Oracle Corporation، وهي شركة عالمية رائدة في مجال قواعد البيانات والبرمجيات السحابية. ولد في عام 1944، ونشأ في مدينة نيويورك، وتخرج من جامعة شيكاغو. أسس إليسون Oracle في عام 1977، وسرعان ما أصبحت الشركة قوة مهيمنة في صناعة التكنولوجيا. إلى جانب نجاحه في Oracle، يُعرف إليسون بنمط حياته الفاخر، حيث يمتلك العديد من العقارات الفاخرة، بما في ذلك قصور في كاليفورنيا وفلوريدا ورود آيلاند، بالإضافة إلى جزيرة خاصة في هاواي.

صعود ثروة لاري إليسون وتأثيرها

شهدت ثروة لاري إليسون ارتفاعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مدفوعة بالنمو القوي لشركة Oracle، خاصة في مجال الحوسبة السحابية. في سبتمبر 2023، تجاوزت ثروته ثروة إيلون ماسك لفترة وجيزة، مما جعله أغنى رجل في العالم. يعكس هذا الصعود نجاح استراتيجية Oracle في التكيف مع التغيرات في سوق التكنولوجيا. بالإضافة إلى ذلك، لعبت استثمارات إليسون في مجالات أخرى، مثل الذكاء الاصطناعي، دورًا في زيادة ثروته. كما أن صفقة شراء ابنه ديفيد لشركة Paramount كانت بمثابة علامة فارقة، مما يؤكد نفوذ العائلة في قطاع الإعلام.

مساهمات لاري إليسون في السياسة الأمريكية

على الرغم من شهرته كرجل أعمال، يعتبر لاري إليسون أيضًا شخصية مؤثرة في عالم السياسة الأمريكية من خلال تبرعاته السياسية. وقد قدم إليسون دعمًا ماليًا لعدد من المرشحين واللجان السياسية على مر السنين، وغالبًا ما يركز دعمه على المرشحين الجمهوريين. لم تكن تبرعاته علنية دائمًا، لكنها أصبحت أكثر وضوحًا في السنوات الأخيرة، خاصة مع زيادة مشاركته في الأحداث السياسية.

دعم السيناتور تيم سكوت

يُعد السيناتور تيم سكوت من ولاية كارولينا الجنوبية أكبر المستفيدين من تبرعات لاري إليسون السياسية. فقد قدم إليسون أكثر من 35 مليون دولار لصندوق Opportunity Matters Fund، وهو لجنة سياسية تدعم حملة سكوت الرئاسية. وقد حضر إليسون بنفسه حفل إطلاق حملة سكوت في كارولينا الجنوبية، حيث أشاد به سكوت ووصفه بـ “المرشد”.

تبرعات لمرشحين جمهوريين بارزين

لم يقتصر دعم لاري إليسون على تيم سكوت فقط، بل امتد ليشمل مرشحين جمهوريين بارزين آخرين. فقد تبرع بمبلغ 5 ملايين دولار للجنة Conservative Solutions PAC لدعم ترشح ماركو روبيو للرئاسة في عام 2016. كما قدم إليسون تبرعات بملايين الدولارات لدعم السيناتور ميت رومني في عام 2012، والسيناتور ليندسي جراهام في السنوات الأخيرة.

الدعم المالي للجنة الوطنية الجمهورية

بالإضافة إلى دعم المرشحين الأفراد، قدم لاري إليسون تبرعات كبيرة للجنة الوطنية الجمهورية (NRSC)، وهي الذراع الرئيسية لجمع التبرعات للحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ. فقد تبرع بما يقرب من 50 ألف دولار للجنة في يوليو الماضي، مما يدل على التزامه بدعم الأهداف السياسية للحزب الجمهوري.

تبرعات سابقة للديمقراطيين

من الجدير بالذكر أن لاري إليسون لم يكن دائمًا مانحًا جمهوريًا. ففي التسعينيات، قدم إليسون تبرعات كبيرة للجنة الوطنية الديمقراطية، بما في ذلك مبلغ 120 ألف دولار لدعم ترشح بيل كلينتون للرئاسة. وفي عام 2000، صرح إليسون بأنه كان يفضل تعديل الدستور للسماح لكلينتون بخوض ولاية ثالثة. هذا التحول في توجهاته السياسية يعكس تطور آرائه السياسية على مر السنين.

مستقبل مشاركة لاري إليسون السياسية

من المتوقع أن يستمر لاري إليسون في لعب دور نشط في السياسة الأمريكية في المستقبل. فقد أصبح أحد أهم المانحين السياسيين في البلاد، ومن المرجح أن يستمر في استخدام ثروته للتأثير على نتائج الانتخابات ودعم القضايا التي يؤمن بها. من المثير للاهتمام أن نراقب كيف ستتطور تبرعات لاري إليسون السياسية في السنوات القادمة، وما إذا كان سيستمر في التركيز على المرشحين الجمهوريين أم سيوسع دعمه ليشمل مرشحين من أحزاب أخرى. كما أن تأثيره المتزايد على قطاع الإعلام من خلال استثمارات ابنه يثير تساؤلات حول دوره المحتمل في تشكيل الرأي العام.

باختصار، لاري إليسون هو أكثر من مجرد رجل أعمال ناجح. فهو أيضًا شخصية سياسية مؤثرة تستخدم ثروتها لدعم المرشحين والقضايا التي يؤمن بها، مما يجعله لاعبًا رئيسيًا في السياسة الأمريكية. متابعته ل تبرعاته السياسية توفر فهمًا أعمق لطريقة عمل النفوذ المالي في العملية الديمقراطية.

شاركها.
Exit mobile version