تلقى العالم نبأً محزناً بوفاة تاتيانا شلوسبرغ، حفيدة الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي، والناشطة البارزة في مجال المناخ والصحفية البيئية، عن عمر يناهز 35 عامًا، بعد صراع مع السرطان. أعلنت عائلتها عن وفاتها عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي في الثلاثين من ديسمبر، مؤكدةً أنها ستظل إلى الأبد في قلوبهم. هذه الخسارة المفاجئة تذكرنا بأهمية العمل من أجل مستقبل مستدام، كما كانت تاتيانا تدعو دائماً. تاتيانا شلوسبرغ كانت مثالاً للالتزام بقضايا البيئة، وسنستعرض في هذا المقال مسيرتها وإرثها.
تاتيانا شلوسبرغ: حياة مكرسة لقضايا المناخ والبيئة
تاتيانا شلوسبرغ، الابنة الوسطى لكارولين كينيدي وإدوين شلوسبرغ، لم تكن مجرد وجه معروف من خلال نسبها، بل كانت ناشطة مؤثرة وصوتًا قويًا في مجال النشاط المناخي. عرفت بتفانيها في تسليط الضوء على تأثيرات الاستهلاك الخفية على البيئة، كما ظهر في كتابها “Inconspicuous Consumption: The Environmental Impact You Don’t Know You Have”.
كانت تاتيانا تعمل كمراسلة علمية ومناخية في صحيفة نيويورك تايمز حتى عام 2017، حيث قدمت تحليلات عميقة ومقالات مؤثرة حول قضايا البيئة والتغير المناخي. ركزت في عملها الصحفي على ربط المشكلات البيئية بحياة الناس اليومية، مما جعلها قادرة على الوصول إلى جمهور واسع والتأثير فيه.
صراع مع المرض وكشف التشخيص
في نوفمبر الماضي، كشفت تاتيانا شلوسبرغ، في مقال مؤثر نشرته في مجلة “The New Yorker”، عن إصابتها بسرطان الدم النخاعي الحاد بعد فترة قصيرة من ولادة ابنتها في مايو 2024. وصفته بأنه تشخيص صادم، خاصة وأنها كانت تتمتع بصحة جيدة جدًا، وتمارس الرياضة بانتظام، بما في ذلك الجري لمسافات طويلة والسباحة في نهر هدسون.
خلال العام والنصف الذي تلا تشخيصها، خضعت تاتيانا لعلاجات مختلفة، بما في ذلك العلاج الكيميائي وزراعة نخاع العظام من شقيقتها والعلاج المناعي CAR-T. ومع ذلك، لم تتمكن من التغلب على المرض.
موقفها من قضايا الصحة العامة وانتقادها لابن عمها
لم تقتصر اهتمامات تاتيانا شلوسبرغ على قضايا البيئة فحسب، بل امتدت لتشمل قضايا الصحة العامة. في مقالها في “The New Yorker”، وجهت تاتيانا انتقادًا لاذعًا لابن عمها، روبرت كينيدي جونيور، وزير الصحة والخدمات الإنسانية، واصفة إياه بأنه “عار” على العائلة.
يعود سبب هذا الانتقاد إلى مواقف روبرت كينيدي جونيور المثيرة للجدل بشأن اللقاحات، حيث قام بتقويض الثقة في اللقاحات الروتينية، وتقليل تمويل الأبحاث المتعلقة بلقاحات mRNA التي يمكن استخدامها في مكافحة السرطان. هذه المواقف كانت تعتبر ضارة بشكل خاص بالنسبة لمرضى السرطان الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. هذا الموقف يظهر مدى حرصها على الصحة العامة واحترام العلم.
إرثها في مجال التوعية البيئية
تاتيانا شلوسبرغ تركت وراءها إرثًا قويًا في مجال التوعية البيئية. كتابها “Inconspicuous Consumption” لا يزال مرجعًا هامًا لفهم تأثيرات الاستهلاك اليومي على البيئة. كما أن عملها الصحفي ساهم في تسليط الضوء على أهمية قضايا المناخ والحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة. يمكن القول إنها كانت رائدة في مجال الصحافة البيئية، وقدمت إسهامات قيمة في هذا المجال.
خاتمة
إن رحيل تاتيانا شلوسبرغ يمثل خسارة كبيرة لحركة المناخ والبيئة. كانت مثالاً للالتزام والشجاعة والذكاء، وستظل ذكراها مصدر إلهام للأجيال القادمة. لن ننسى صوتها القوي الذي دافع عن كوكبنا وحقوق الأجيال المستقبلية. ندعو الجميع إلى مواصلة العمل من أجل تحقيق مستقبل أكثر استدامة، تخليداً لذكرى هذه المناضلة. شارك هذا المقال لتعريف الآخرين بإرث تاتيانا شلوسبرغ، وتابعنا للمزيد من الأخبار والمقالات حول قضايا البيئة والمناخ.

