قالت وكالة الدفاع المدني في غزة إن غارة إسرائيلية الثلاثاء على منطقة إنسانية في الأراضي الفلسطينية أسفرت عن مقتل 40 شخصا، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مركز قيادة لحماس في المنطقة.

وأصابت الغارة منطقة المواصي في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، والتي صنفها الجيش الإسرائيلي كمنطقة آمنة في بداية الحرب، حيث لجأ عشرات الآلاف من الفلسطينيين النازحين إلى هناك.

ونفذ الجيش الإسرائيلي عمليات عرضية في المنطقة وما حولها، بما في ذلك غارة في يوليو/تموز قالت إنها قتلت القائد العسكري لحركة حماس محمد ضيف، والتي قالت سلطات الصحة في غزة إنها قتلت أكثر من 90 شخصا.

وتركزت الجهود المصرية والقطرية والأمريكية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار على تأمين إطلاق سراح الرهائن الذين احتجزهم مسلحون فلسطينيون في السابع من أكتوبر/تشرين الأول مقابل وقف الهجوم الإسرائيلي.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن التوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن سيعطي إسرائيل “فرصة استراتيجية” لمعالجة التحديات الأمنية الأخرى، مضيفا أن حماس “كتشكيل عسكري لم تعد موجودة”.

وفي غزة، قال مسؤول الدفاع المدني محمد المغير إن 40 قتيلا و60 جريحا نقلوا إلى المستشفيات القريبة عقب الغارة على المواصي في وقت مبكر من صباح الثلاثاء.

وقال المغير لوكالة فرانس برس “طواقمنا لا تزال تعمل على انتشال 15 مفقودا نتيجة استهداف خيام النازحين في مواصي خانيونس”.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن الأشخاص الذين لجأوا إلى المخيم في الكثبان الرملية على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​لم يتم تحذيرهم من الضربة.

وأضاف أن الغارة خلفت “ثلاث حفر عميقة”، مضيفا: “هناك عائلات بأكملها اختفت تحت الرمال”.

– 'بدون سابق إنذار' –

وأفاد مراسل وكالة فرانس برس أن الناجين من الغارة سارعوا إلى انتشال أمتعتهم من بين الأنقاض، بما في ذلك الفرش والملابس.

وقال رجل فلسطيني لوكالة فرانس برس دون الكشف عن اسمه “طلبوا منا القدوم إلى المواصي، فجئنا إلى المواصي واستقرينا هنا. تعرضت المنطقة للقصف دون سابق إنذار، ولم يطلبوا منا الفرار إلى منطقة أكثر أمنا أو أي شيء”.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن طائراته “ضربت إرهابيين كبارا من حماس كانوا يعملون داخل مركز قيادة وسيطرة داخل المنطقة الإنسانية في خان يونس”.

وأضاف أن “المنظمات الإرهابية في قطاع غزة تواصل إساءة استخدام البنية التحتية المدنية والإنسانية بشكل منهجي، بما في ذلك المنطقة الإنسانية المحددة، لتنفيذ أنشطة إرهابية ضد دولة إسرائيل وقوات جيش الدفاع الإسرائيلي”.

وفي بيان لاحق، شكك الجيش أيضًا في العدد الذي قدمته السلطات في غزة، قائلاً إن الأرقام “لا تتوافق مع المعلومات التي يحتفظ بها جيش الدفاع الإسرائيلي”.

وذكر البيان أسماء عدد من النشطاء الفلسطينيين الذين قال إنهم قتلوا في الغارة، ووصفهم بأنهم “متورطون بشكل مباشر في تنفيذ مجزرة السابع من أكتوبر/تشرين الأول” التي أشعلت الحرب في غزة.

وقالت حماس في بيان إن مزاعم تواجد مقاتليها في مكان الغارة “كذب صارخ”.

– تعثر جهود الهدنة –

أدى الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي أشعل فتيل الحرب، إلى مقتل 1205 أشخاص، معظمهم من المدنيين، بما في ذلك بعض الرهائن الذين قتلوا في الأسر، وفقاً لأرقام رسمية إسرائيلية.

وأسر المسلحون 251 رهينة خلال الهجوم، ولا يزال 97 منهم محتجزين في غزة، بما في ذلك 33 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم قتلوا.

وأسفر الهجوم الإسرائيلي على غزة عن مقتل 40988 شخصا على الأقل، وفقا لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره حركة حماس.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إن معظم القتلى هم من النساء والأطفال.

وتظل الجهود الرامية إلى تأمين هدنة في القتال متوقفة، حيث تطالب حماس بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة كجزء من أي اتفاق، في حين يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن القوات يجب أن تبقى على طول الحدود بين غزة ومصر.

وفي حديثه للصحافيين الأجانب، أعرب وزير الدفاع جالانت عن دعمه لاتفاق لتأمين إطلاق سراح الرهائن.

وقال أيضا إنه بعد مرور ما يقرب من عام على الحرب، لم يعد أمام حماس سوى البقاء على قيد الحياة من خلال حرب العصابات.

وأضاف أن “حماس كتشكيل عسكري لم تعد موجودة. حماس منخرطة في حرب عصابات ونحن لا نزال نقاتل إرهابيي حماس ونلاحق قيادات حماس”.

– “العجز والإذلال” –

ومنذ هجوم حماس الذي أشعل الحرب، تخوض إسرائيل أيضا اشتباكات شبه يومية على طول حدودها الشمالية مع حركة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران.

ولقد كان لحرب غزة تأثيرها أيضاً على الأردن، الذي يشكل الفلسطينيون أصلاً نصف سكانه، والذي كان يصوت يوم الثلاثاء في انتخابات برلمانية.

وقال عمر محمد، وهو موظف حكومي أردني يبلغ من العمر 43 عاما، “إن ما يحدث في غزة.. القتل والدمار والمآسي التي تبث يوميا على شاشات التلفزيون، يجعلنا نشعر بالألم والعجز والإذلال والإهانة، ويجعلنا ننسى الانتخابات وكل ما يحدث حولنا”.

بُرْس/سِر/كير

شاركها.
Exit mobile version