بدأت إسرائيل بقصف الفروع اللبنانية لجمعية متهمة بتمويل حزب الله المدعوم من إيران، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية اللبنانية في وقت متأخر من يوم الأحد، في تصعيد آخر للحرب الإسرائيلية المستمرة منذ شهر تقريبًا ضد المسلحين.

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن ثلاثة فروع على الأقل لجمعية القرض الحسن تعرضت للقصف في معقل حزب الله جنوب بيروت. وأضافت الوكالة الوطنية للإعلام أن غارة أخرى أصابت الجمعية في منطقة البقاع شرق لبنان.

وأفادت أيضًا أن ضربة سقطت بالقرب من مطار بيروت، نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات الإنسانية إلى البلاد ومركز إجلاء رئيسي للفارين من الصراع.

وأظهرت لقطات لوكالة فرانس برس أعمدة كبيرة من الدخان تتصاعد بالقرب من المنشأة.

وجاءت الضربات بعد أن أعلنت إسرائيل أنها ضربت عشرات الأهداف خلال غارات جوية على لبنان في وقت سابق من يوم الأحد، في حين أعلن حزب الله عن العديد من الهجمات الصاروخية عبر الحدود واشتباكات مع القوات البرية الإسرائيلية.

قالت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان إن الجيش الإسرائيلي ألحق أضرارا “عمدا” بأحد مواقعها، في أحدث واقعة أعلنتها القوة.

صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت للقوات يوم الأحد أن الجيش كثف ضرباته على حزب الله في لبنان، “ودمره في الأماكن التي خطط حزب الله لاستخدامها كقاعدة انطلاق لشن هجمات ضد إسرائيل”.

وحذر الجيش من أنه على وشك مهاجمة مكاتب مؤسسة القرض الحسن المدرجة على لائحة العقوبات الأمريكية، وحث السكان على الابتعاد عن منشآتها.

وبدأت الإضرابات بعد فترة وجيزة، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام.

وتمثل هذه الهجمات توسعًا في الحملة الإسرائيلية ضد حزب الله، حيث يسعى الجيش الإسرائيلي إلى إضعاف قدرة الجماعة على تمويل العمليات، بعد أن قتلت بالفعل زعيم حزب الله حسن نصر الله وقادة آخرين.

وحولت إسرائيل تركيزها شمالا نحو حزب الله الشهر الماضي.

واندلعت حرب واسعة النطاق بعد عام من التبادلات المتبادلة عبر الحدود حيث أطلق حزب الله صواريخ فيما وصفه بدعم نشطاء حماس الفلسطينيين الذين يخوضون حربا مع إسرائيل في غزة منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي.

– شوارع صامتة –

وفي جنوب لبنان قالت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) إن “جرافة تابعة للجيش الإسرائيلي هدمت عمدا برج مراقبة وسياجا محيطا بموقع للأمم المتحدة”.

وجاء هذا الاتهام بعد أربعة أيام من إعراب دول الاتحاد الأوروبي التي تشارك بقوات في البعثة المؤلفة من آلاف الجنود عن “الإرادة المشتركة لممارسة أقصى قدر من الضغط السياسي والدبلوماسي على إسرائيل” لمنع وقوع المزيد من “الحوادث” ضد اليونيفيل.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس إن إسرائيل “ليس لديها أي نية” لإيذاء قوات حفظ السلام.

وفي وقت سابق الأحد، قال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب “مركز قيادة مقر المخابرات التابع لحزب الله” ومنشأة أسلحة تحت الأرض في جنوب بيروت.

وفي ليلة السبت، أبلغ الجيش بالمثل عن ضرب مخازن أسلحة و”مقر استخبارات حزب الله” في المنطقة.

قبل شهر واحد فقط، كانت شوارع جنوب بيروت المزدحمة مكتظة بالمرور، والعائلات تتجول والشباب في المقاهي، لكن الصمت الآن يسيطر على معقل حزب الله المهجور.

وقال الجيش إن نحو 70 قذيفة أطلقت من لبنان على إسرائيل يوم الأحد في غضون دقائق، مضيفا أنه اعترض بعضها.

ومما يوضح شدة القتال، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام في وقت لاحق عن وقوع 14 غارة إسرائيلية في غضون 15 دقيقة على قرية حدودية واحدة، هي الخيام.

وقال الجيش اللبناني، الذي لا يشارك في الحرب، إن ثلاثة من جنوده قتلوا في غارة إسرائيلية على سيارتهم في جنوب لبنان.

أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل قائد لواء في انفجار شمال قطاع غزة، حيث تشن القوات الإسرائيلية هجوما كاسحا يستهدف حماس.

-“إفلات” إسرائيل من العقاب: الأردن –

قال جهاز الدفاع المدني في غزة، اليوم الأحد، إن غارة جوية إسرائيلية على منطقة سكنية أسفرت عن مقتل 73 فلسطينيا في وقت متأخر من مساء السبت في بيت لاهيا المتاخمة لجباليا.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب “هدفا إرهابيا لحماس” في بيت لاهيا، مضيفا أن أرقام الضحايا التي قدمتها سلطات غزة “لا تتماشى” مع المعلومات التي بحوزته.

وأدانت منظمة التعاون الإسلامي، ومقرها جدة، الهجوم بأشد العبارات، ووصفت تصرفات إسرائيل في غزة بأنها “وصمة عار على ضمير الإنسانية”.

واتهم وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مرة أخرى المجتمع الدولي بمنح “الإفلات من العقاب” للحكومة الإسرائيلية التي، كما قال في X، “ترهب بوحشية جميع السكان لطردهم من وطنهم”.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل أكثر من 65 من مقاتلي حزب الله خلال غارات على عشرات الأهداف في جنوب لبنان.

وقال حزب الله نفسه يوم الأحد إنه أطلق وابلا من الصواريخ على إسرائيل بما في ذلك ضد قواعد عسكرية قرب حيفا وصفد وطبريا على بحيرة طبريا.

استخدم رجال الإطفاء الإسرائيليون الطائرات لإخماد النيران بعد سقوط صاروخ بالقرب من روش بينا في منطقة صفد.

كما أعلن حزب الله مسؤوليته عن الهجوم على “مدينة حيفا”. وأظهرت صور لوكالة فرانس برس تصاعد الدخان في السماء فوق ميناء حيفا فيما اعترضت الدفاعات الجوية صواريخ وأطلقت صفارات الإنذار.

ومنذ بدايتها الشهر الماضي، أسفرت الحرب بين إسرائيل وحزب الله عن مقتل ما لا يقل عن 1470 شخصا في لبنان، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام وزارة الصحة اللبنانية.

واندلعت حرب غزة بسبب الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس العام الماضي وأدى إلى مقتل 1206 أشخاص، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وأدت الحملة الإسرائيلية لسحق حماس وإعادة الرهائن المحتجزين هناك إلى مقتل 42603 أشخاص في غزة، معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وشنت إسرائيل، التي تعهدت بمنع مقاتلي حماس من إعادة تجميع صفوفهم في شمال غزة، هجومًا جويًا وبريًا كبيرًا في 6 أكتوبر، وشددت حصارها على المنطقة التي مزقتها الحرب وأدت إلى فرار عشرات الآلاف من الأشخاص.

وقال أحمد صالح (36 عاما) من منطقة التوبة شمال قطاع غزة: “نحن الآن محاصرون بلا طعام أو ماء أو دواء، ونواجه المجاعة وسط الأنقاض والدمار”.

الأزيز/dcp/it/jj

شاركها.
Exit mobile version