أعلنت وزارة الخارجية التركية عن زيارة مرتقبة لوفد حكومي رفيع المستوى إلى دمشق يوم الاثنين، لمناقشة العلاقات الثنائية وتفعيل اتفاق بشأن دمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ذات القيادة الكردية في المؤسسة العسكرية السورية. تأتي هذه الزيارة في ظل جهود متواصلة من قبل مسؤولين سوريين وكرديين وأمريكيين لإحراز تقدم في هذا الاتفاق، إلا أن أنقرة تتهم قسد بالتعطيل قبيل الموعد النهائي المحدد بنهاية العام.
الزيارة التركية إلى دمشق.. تطورات مهمة في ملف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)
تكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة، حيث تشمل حضور وزيري الخارجية والدفاع التركيين ورئيس جهاز الاستخبارات التركي (MIT)، إبراهيم قالين، وتُعقد بعد عام من التغيرات السياسية في سوريا. يُنظر إليها على أنها محاولة أخيرة لتجنب تصعيد عسكري محتمل ضد قسد، لكن مع التأكيد على أن صبر أنقرة بدأ ينفد، وفقًا لتصريحات سابقة لوزير الخارجية التركي، هاكان فيدان. ويهدف الوفد إلى بحث تفاصيل تنفيذ الصفقة التي تخص قوات سوريا الديمقراطية.
مخاوف تركية متزايدة بشأن الأمن القومي
تؤكد تركيا باستمرار على أن الأمن القومي التركي هو المحور الأساسي في تعاملها مع هذا الملف. وذكر مصدر في وزارة الخارجية التركية أن الاتفاق الخاص بدمج قسد “يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأولويات الأمن القومي التركي”، وأن الوفد سيناقش سبل تفعيل هذا الدمج بشكل يضمن هذه الأولوية. ومن أهم شروط تركيا، تفكيك هيكل القيادة لقسد بشكل كامل، وهو ما تعتبره أنقرة ضروريًا لمنع أي تهديد محتمل.
مقترحات دمشق لدمج قسد
تشير مصادر إخبارية إلى أن دمشق قدمت لقسد مقترحًا يتضمن إعادة تنظيم قواتها التي يبلغ عددها حوالي 50 ألف مقاتل، إلى ثلاث فرق رئيسية وألوية أصغر. لكن هذا المقترح مشروط بتنازل قسد عن بعض صلاحيات القيادة وفتح مناطق سيطرتها لوحدات أخرى من الجيش السوري. هذه الخطوة تعتبرها دمشق والسعي لمحاولة عودة الاستقرار إلى المنطقة.
تركيا وقسد: علاقة معقدة وتاريخ من العمليات العسكرية
تنظر تركيا إلى قسد على أنها امتداد لحزب العمال الكردستاني (PKK) المحظور، وتدعو إلى تفكيكه وتجريده من السلاح، بما يتماشى مع عملية مماثلة جارية بين الدولة التركية وPKK. وقد نفذت أنقرة في الماضي عمليات عسكرية عبر الحدود ضد قسد، مما يزيد من تعقيد العلاقة بين الطرفين.
ويخشى الجانب التركي من محاولة قسد للالتفاف على اتفاق الدمج، مما يشكل تهديدًا ليس فقط لأمن تركيا، بل أيضًا لوحدة الأراضي السورية. هذا الأمر يزيد من الضغوط على قسد لتقديم تنازلات حقيقية وضمانات ملموسة لأنقرة.
مساعي الوساطة الأمريكية ومستقبل المنطقة
وسط هذه التطورات، تلعب الولايات المتحدة دورًا في محاولة التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف. تدرك واشنطن أهمية استقرار المنطقة، وتسعى إلى منع أي تصعيد عسكري قد يؤثر على جهود مكافحة الإرهاب. وتهدف إلى إيجاد نقطة توازن تضمن حقوق جميع المكونات السورية، مع احترام السيادة السورية.
ومع ذلك، فإن مستقبل قسد لا يزال غامضًا. ففي حين يضغط الجانب التركي من أجل تفكيكها الكامل، تسعى قسد إلى الحصول على ضمانات أمنية وحقوق سياسية في إطار الدولة السورية. هذا التناقض يجعل عملية التفاوض صعبة ومعقدة. قوات سوريا الديمقراطية تمثل تحديًا كبيرًا للسياسة التركية في المنطقة.
خلاصة: أفق التطورات والخطوات القادمة
تعتبر زيارة الوفد التركي إلى دمشق خطوة حاسمة في تحديد مستقبل العلاقة بين تركيا وقسد، وربما مستقبل الوضع في شمال شرق سوريا. وتركز المحادثات بشكل أساسي على دمج قسد في الجيش السوري، وهو موضوع يثير قلقًا كبيرًا في أنقرة بسبب مخاوفها الأمنية. من المرجح أن تشهد الأيام القادمة المزيد من المفاوضات والتشاور بين الأطراف المعنية، بهدف التوصل إلى حل يضمن الاستقرار والتعاون في المنطقة.
#سوريا #تركيا #قسد #دمشق #علاقات_ثنائية #الأمن_القومي #الجيش_السوري #الخارجية_التركية #عمليات_عسكرية #الشرق_الأوسط
هل لديك أي أسئلة أو استفسارات حول هذا الموضوع؟ شارك برأيك في قسم التعليقات أدناه.

