قال وزير الداخلية اللبناني اليوم الجمعة لوكالة فرانس برس إن بيروت تعمل على إيجاد حل مع سوريا، بعد أن قال مسؤولان أمنيان إن دمشق فرضت قيودا جديدة على دخول المواطنين اللبنانيين.
وقال بسام مولوي لوكالة فرانس برس إن “العمل جار على حل قضية المواطنين اللبنانيين الممنوعين من دخول سوريا”.
وأضاف أن الأمن العام اللبناني على اتصال “بالجانب السوري” لحل المشكلة.
ويبدو أن هذه التطورات هي أول حالة احتكاك بين الجارتين، اللتين تشتركان في تاريخ مشحون، منذ أن أطاح المتمردون الذين يقودهم الإسلاميون بالرئيس السوري بشار الأسد في الشهر الماضي.
وكان يُسمح للمواطنين اللبنانيين في السابق بالدخول إلى سوريا دون تأشيرة، وذلك باستخدام جواز سفرهم أو بطاقة هويتهم فقط.
لكن مسؤولا في الأمن العام اللبناني قال لوكالة فرانس برس الجمعة إنهم “فوجئوا برؤية الحدود مغلقة” أمام المواطنين اللبنانيين “من الجانب السوري”.
وقال المسؤول، الذي تحدث مثل مصادر أخرى شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة الأمور الحساسة، إنه لم يتم إبلاغهم بأي إجراءات حدودية جديدة حتى الآن.
وقال مصدر أمني في منطقة المصنع، المعبر الحدودي البري الرئيسي بين البلدين، إن السلطات السورية نفذت “إجراءات جديدة” منذ الليلة الماضية، حيث لم تسمح بدخول اللبنانيين إلا ممن يحملون تصاريح إقامة أو إذن رسمي.
وكان لبنان قد فرض قواعد مماثلة على دخول السوريين إلى البلاد بعد اندلاع الحرب الأهلية هناك قبل أكثر من عقد من الزمن.
وقال الجيش اللبناني في بيان على موقع X إن جنوده ومسلحين سوريين اشتبكوا على الحدود بعد أن حاولت القوات المسلحة “إغلاق معبر غير شرعي”.
وأضافت في بيان أن أعمال العنف أدت إلى إصابة خمسة جنود.
حدود لبنان الشرقية سهلة الاختراق ومعروفة بالتهريب. ولم يتضح من هم السوريون المسلحون.
وقال الجيش إن “السوريين حاولوا فتح المعبر باستخدام جرافة، لذلك أطلق أفراد الجيش طلقات تحذيرية في الهواء. وفتح السوريون النار على أفراد من الجيش، مما أدى إلى إصابة أحدهم وإثارة اشتباك”.
وفي وقت لاحق، تجددت الاشتباكات وأصابت أربعة جنود آخرين.
وفي الشهر الماضي قال الزعيم السوري الجديد أحمد الشرع للزعماء الدروز اللبنانيين الزائرين إن بلاده لن تتدخل سلبا في لبنان وستحترم سيادته.
وعلى مدى ثلاثة عقود، كانت سوريا قوة عسكرية وسياسية مهيمنة في لبنان بعد تدخلها في الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
وسحبت سوريا قواتها في النهاية عام 2005 تحت ضغط دولي بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.